الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ إبراهيم البيسوني البجيرمي الشافعي الأزهري رحمه الله تعالى
الأوحد الذي علمه الله تأويل العلوم، والأمجد الذي ملكه من مختومه خزائن الفهوم، فأضحى في مصر المعارف، قائلاً في ظل وارف، مواظباً على الاعتكاف في محراب الإفادة، والطالبون قد لازموا حرم كعبته للاستفادة، كيف لا وهو العالم الذي يشار إليه بالبنان، والعامل الذي أذعنت لكماله الأفاضل والأعيان، والبحر العذب الطامي، والغيث الهاطل الهامي، ذو التآليف العديدة، والتصانيف المفيدة، ولد سنة ست وخمسين ومائة وألف تقريباً، ونشأ من أول عمره منشأ غريباً، فكان كل من رآه يعلم بالفراسة أنه سيكون له عز وجاه، وقد ترجمه الجبرتي المفضال رحمه الله فقال: علامة زمانه، وفهامة عصره وأوانه، الفاضل الفقيه، والكامل النبيه، هو ابن أخت الشيخ موسى البجيرمي الشيخ الصالح، والورع الزاهد الفالح حضر على الأشياخ المتقدمين، وهو في عداد الطبقة الأولى من المدرسين وكان متواضعاً لين الجانب ذا أنس وإيناس، وأفاد وانتفع به الطلبة بل غالب الناس، كان ملازماً للتقوى والعبادة، ومحالفاً للقناعة والزهادة، مستحضراً للفروع الفقهية، والمناسبات المعقولة والشواهد النحوية والشعرية، والمحاضرات الأدبية، والمفاكهات العذبة الندية، جيد الحافظة لا تمل مجالسته ولا تعل موانسته، ولم يزل على حالته وإفادته، وزهده وعفته وعبادته، حتى خطبته المنية، ودعته إلى منازلها العلية، توفي يوم السبت نصف المحرم الحرام سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف عن نحو خمس وسبعين سنة.
السيد الشيخ إبراهيم بن الشيخ صالح بن الشيخ عبد الرحمن ابن محمد بن عبد
الرحمن الرشيد
الأستاذ المحقق الرباني، والملاذ المدقق الصمداني، المرشد الكامل المقصود
والمستمد من معارفه ذوو الكشف والشهود، كاشف أستار الحقائق، وراشف كؤوس العرفان من بحر الدقائق، شيخ الطريقة الإدريسية، المستمدة من فيوضات الحقيقة الشاذلية. أصل آبائه وأجداده من البلاد السودانية، ولهم بها قدر ورفعة سنية، ولهم نسبة نبوية، وسلسلة علية، ولد المترجم في نصف شهر المحرم الحرام سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، ومن صغره اشتغل بحفظ القرآن وتعلم الضروريات من العلم وما لا بد منه للإنسان، ومن بداءة أمره لوائح السعادة عليه لائحة، وروائح الطاعة منه نافحة فاتحة. تفقه على حضرة والده، في إقليمه وبلده، ثم أخذ الطريق من سيدي أحمد بن إدريس، واشتغل به متجنباً كل أمر خسيس، لاتباعه للطريق الذي هو أنفس نفيس، ثم بعد وفاة شيخه اتفق الجميع، بأنه لا يليق لغيره أن يجلس في مكان شيخه ذي المقام الرفيع، فرحل بعد ذلك إلى صعيد مصر سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، فنشر بها الطريقة الأحمدية وأقبل عليه الناس من كل فج عميق، وحصل له كرامات ظاهرة، وخوارق باهرة، ثم سافر إلى السودان، ومعه جملة كبرى من المريدين والإخوان، ثم عاد إلى الصعيد ثانياً وأقام بها مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فاشتد الإنكار عليه، وتوجهت جيوش الملام إليه، ودام أمره على ذلك مدة من الزمان، وتجلد على تحمل الشدائد وصبر على الهوان، إلى أن لاحظته عين العناية؛ فعامله الجميع بالتعظيم والرعاية واشتهر اشتهار الشمس في رائعة النهار، وأقبل عليه الكبار والصغار، ثم لازم الرحاب المكية، والبلدة المشتملة على المسجد الحرام والشعائر الدينية، فما زال بها يقيم الأذكار، في الليل والنهار، ويرشد السالكين؛ للوصول إلى مقام التمكين، إلى أن تمكن منه المرض الداعي للرحيل،