الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة هذا الهمام من الحدائق الوردية باختصار. ومن أراد الزيادة فعليه بذلك الكتاب فإنه نهاية الأوطار.
المرحوم محمد سعيد بن حماد الحمادي المدني
هو من الكمل الأمجاد، الذين أصبح لسان الفضل وهو لعلاهم حماد، فالحق أنه في الأقدمين، من النفر الأكرمين، و " السابقون السابقون، أولئك المقربون "، فقد أتى في الأدب بمحاورات، كالأنجم الزاهرات، ومحاسن، ماؤها العذب غير آسن، فمما نطق به لسان يراعه، وأبداه فم محبرته من محبر إبداعه، قوله:
يا سعد عرج على سكان ذي سلم
…
ينبوك عن جيرة حلوا حمى الحرم
فسل خبيراً بهم ينبيك عن ثقة
…
ليس المعبر عن رؤيا بمتهم
فكم ترعرع في بحبوح روضتها
…
غصن تروحه الأرواح بالنعم
تكسو معاطفه أنوار بهجتها
…
مطارفاً حكتها في صنع محتكم
كأنها الزهر في الزرقاء إذ برزت
…
في هيكل بالبها والزين منتظم
وقوله من أخرى:
فاح نشر الربا وقد عم طيبه
…
وتغنى بغصنه عندليبه
مذ تراءت أنامل السحب تولي
…
من نثار الحيا فحيا خصيبه
وتمشت أرواحه ساحبات
…
من ذيول البلال ما تستطيبه
في بساط يريك أنوار بسط
…
فوق متن الوهاد ماس قضيبه
وعليه من أبدع الله منها
…
كل وصف فلا يرى ما يعيبه
تتهادى بقامة مثل بان
…
وعليه بالجور يجنى كثيبه
ذات فرق يلوح كالصبح لما
…
شق عنه الدجا فبان مشيبه
قد أماطت نقابها عن محيا
…
أي لب يسبى به لا يذيبه
فاسقني صاح صرف راح التصافي
…
كي يداوى من الحشا ما يريبه
وله من موشحة:
شعشعت أرجاء ذي سلم
…
حين حيت من حمى الحرم
غادة تسبي حجى الأمم
…
مثلها في الخلق لم يشم
من رآها يقسم
…
بر فيها القسم
إنها في الحسن قدس الله سره برعت
…
إذ لأسباب البها جمعت
أفرغت في الزين مذ طلعت
…
بدر تم حف بالأنجم
ثغرها المبتسم
…
لؤلؤ منتظم
ذات فرق صبحه انبلجا
…
تحت فرع خلته السبجا
في محيا يخطف المهجا
…
إن بدا للشمس تنكتم
وصفه المستعظم
…
ليس يحصيه فم
يا له لما انجلى فجلا
…
عن فؤادي الهم والوجد
رونق للطرف منه جلا
…
جل من أنشاه من عدم
روضة المزدحم
…
ناضر معتصم
بت تحييني رواسمه
…
وتحييني بواسمه
وترويني مباسمه
…
وعيون الصفو لم تنم
والوفا منسجم
…
ما حكته الديم
حيها من ليلة سلفت
…
عن وجوه قط ما انكسفت
سجها بالفيض لي وكفت
…
من صنوف البسط والنعم
لم يعبها ندم
…
لم يرعها سدم
وله من قصيدة يمدح بها السيد عمار المغربي رحمهما الله تعالى:
تسعى إلي بمنظر متبلج
…
الشمس تدهش من سناه وتفقد
ذي ناظر ساج كحيل فاتر
…
فعل الظبى يعزى إليه ويسند
ناشدتها بالود هل أنت التي
…
يا هذه الأرواح فيكي تنقد
أم أنت يا بدر البيسطة من غدت
…
أحرارنا وهم لحسنك أعبد
فرنت بصارم لحظها ذاك الذي
…
أبداً بغير قلوبنا لا يغمد
ثم انثنت تختال في حلل الصبا
…
تيهاً يذوب لها الأصم الجلمد
وتبسمت عن مبسم عذب الجنا
…
يفتر عنه لؤلؤ متنضد
تشدو بلفظ رق حتى خلته
…
سحراً ينفثه الحيا ويعقد
تبدي من القول البديع بدائعاً
…
جيد الزمان بعقدها متقلد
مفهوم ما تبديه يا هذا استفق
…
ألمثل فضلي في البرية يجحد
وله مخمساً
قمر تلألأ في الدجى من حجبه
…
يزهو على الغيد الحسان بعجبه
رفقاً بصب قد أقر بذنبه
…
يا محرقاً بالنار قلب محبه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه
من أجل من أهوى تركت مصالحي
…
أعرضت عن قول العذول الناصح
إن شئت تقتلني وأنت مسامحي
…
أحرق بها جسدي وكل جوارحي
واحذر على قلبي فإنك فيه
توفي رحمه الله في أوائل القرن الثالث عشر ودفن بالمدينة.