الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحيحاً ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال لا أعتقد صحة ما يخالف الدليل وإن قال به من قال ولا أدين الله بما يقوله أبو حنيفة وأصحابه إذا خالف الحديث الصحيح، ولكن المرء يدافع عن مذهبه. مات في حدود ألف ومائتين وأربعين انتهى. ولله در أبي عبد الله محمد بن علي الصوري يذكر الحديث وأهله فقال وأحسن المقال:
قل لمن عاند الحديث وأضحى
…
عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا أبن لي
…
أم بجهل والجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدين من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه
…
راجع كل عابد وفقيه
وهل لا يعاب على قوم تركوا الحديث والعمل بما فيه، وتمسكوا بأقواله تناقضه وتنافيه، قال بعض الأفاضل:
رفض السنة قوم فتنوا
…
علموا الباطل وانقادوا إليه
ورجال لم يخونوا عهدهم
…
صدقوا ما عاهدوا الله عليه
صديق خان أبو الطيب بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني القنوجي البخاري
فاضل حظة من المعرفة وافر، وكامل وجه أمانيه طلق سافر،
ما زال من الرفعة في أعذبها شرعة، ومن الحظوة في أسوغها جرعة، له في الخلق والخلق من الرضوان روضان، وفي النثر والنظم من المرجان مرجان، فهو عقد نبلاء الأفاضل، وبيت قصيد ذوي الفضائل، من طار صيت علاه وحلاه في الأقطار، وتطاولت إليه الأبصار من الأمصار، فلا ريب أنه فرد العصر في كل فضيلة، وفهد ذوي القدر للوقوف على حقيقة كل مقصد ووسيلة، وقد ترجمه بعض السادة الأفاضل، فذكر بعض ماله من الفضائل، فقال: هو السيد الإمام العلامة الملك المؤيد من الله الباري، أبو الطيب صديق بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني القنوجي البخاري، المخاطب بالنواب عالي الجاه أمير الملك خان بهادر، أدامه الله تعالى بالعلا والتفاخر. من ذرية السبط الأصغر الشهيد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه.
وله في شهر جمادى الأولى في التاسع عشر منه يوم الأحد في سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف هجرية ببلدة قنوج المحمية، " بكسر القاف وفتح النون المشددة وسكون الواو على زنة سنور " وعليه من السيادة العليا والسعادة العظمى مخايل، ومن السؤدد والشرف براهين ودلائل. فربي في مهد الآداب والشمائل الجميلة، وتعلق من حال صباه بالخصال المرضية والخلال الجليلة، وكان من أجل ما أنعم الله به عليه أن صرفه برحمته الخاصة عن الاشتغال بمحدثات العلوم التي جدواها قليل، والخوض في مبتدعات الرسوم التي عدواها جليل، وقد أجزل له المنة، وكشف الله به عن الحقيقة الشرعية كل دجنة، ووفقه لتفسير كتابه العزيز وحبله المتين، ودراسة سنة نبيه المأمون الأمين، فاشتدت رغبته فيها وتطلعه إليها، واستئناسه بها وإدامة النظر في كتبها، واطلاعه على ثناياها،
وتفحصه عن خباياها، حتى رزقه الله حظاً صالحاً ومقاماً في الأنام راجحاً ناجحاً، وهو ي ذلك أخذ بحجزة الأتباع، شديد التوقي من نواشط الرأي والابتداع " النواشيط: جمع ناشط وهو الثور الوحشي يخرج من أرض إلى أرض "، فنمي بذلك علمه، وتوفر من القبول سهمه، وجرى بالخير التام والثناء الحسن على ألسنه المتبعين اسمه:
نوابنا الصديق نابغة الزمن
…
يطوى به الذكر الجميل وينشر
وكان أخذه هذا العلم الشريف وانتفاعه فيه عن أكابر ممن أدركهم من محدثي اليمن الميمون وعلماء الهند، ولما حصلت له الإجازة المعتبرة من مشايخ السنة، وأسود غابات الحديث شداد المنة، شمر عن ساق الجد والهمة، لجمع الأحكام التي نقطت بها أدلة الكتاب وحجج السنة، من غير تعصب لعالم من أهل العلم ومذهب من المذاهب، وألف في كل باب من أبواب الشريعة الحقة الصادقة المحمدية ما لم يؤلف مثله لهذا العهد الأخير، وانتفع به أجيال من الناس كثير، وسارت بمؤلفاتهه الركبان إلى أقطار الأرض هندها وشامها ويمنها، ومصرها ورومها، وحجازها وشرقها وغربها، وذلك من فضل الله تعالى، وكان فضل الله عليه كبيرا. ثم أن الله سبحانه وتعالى خوله من المال الكثير، ومن علي بالحكم الكبير، والأولاد السعداء والنسب الحميد، والحسب المزيد، ما يقصر عن كشفه لسان اليراع، ولو كشف عنه الغطاء ما ازداد الواقف عليه إلا يقيناً وإن أنكرته بعض الطباع، وهو الذي يقول لأخلاقه مقتدياً بأسلافه بفم الحال ولسان المقال:" اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور "" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار "
وقد طعن الآن في عشر الخمسين من العمر المستعار، مع ما هو مبتلى به من سياسة الرياسة وفقد الأحبة والأنصار، وكثرة الأعداء الجاهلين بالقضايا والأقدار، والمرجو من رب العالمين، أن يجعله ممن قال فيهم " وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة من الصالحين " والحمد لله الذي جعله محسوداً لا حاسداً، وصابراً شاكراً ولم يجعله فظاً غليظ القلب معانداً، ولله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.
وهذه أسماء كتبه المؤلفة على ترتيب حروف المعجم المطبوعة في مطبعة رياسة بهوبال المحمية، وغيرها من البلدان العظام، ويزيد الله في الخلق ما يشاء وهو المتفضل ذو الإنعام.
حرف الألف
أبجد العلوم، إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين بالفارسي، الاحتواء في مسئلة الاستواء، الإدراك في تخريج أحاديث در الأشراك، الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، أربعون حديثاً في فضائل الحج والعمرة، إفادة الشيوخ في معرفة الناسخ والمنسوخ فارسي، الاكسير في أصول التفسير فارسي، إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة، الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح.
حرف الباء الموحدة بغية الرائد في شرح العقائد فارسي، البلغة في أصول اللغة، بلوغ السول من أقضية الرسول.
حرف التاء الفوقية تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
حرف الثاء المثلثة ثمار التنكيت في شرح أبيات التثبيت فارسي.
حرف الجيم الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة.
حرف الحاء المهملة حجج الكرامة في آثار القيامة فارسي، الحرز المكنون من لفظ المعصوم المكنون، حصول المأمول في علم الأصول، الحطة في ذكر الصحاح الستة، حل الأسئلة المشكلة.
حرف الخاء المعجمة خبيئة الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان.
حرف الدال المهملة دليل الطالب إلى أشرف المطالب فارسي.
حرف الذال المعجمة ذخر المحتي في آداب المفتي حرف الراء المهملة رحلة الصديق إلى البيت العتيق. الروضة الندية شرح الدرر البهية. رياض الجنة في تراجم أهل السنة.
حرف الزاي حرف السين المهملة السحاب المركوم في بيان أنواع الفنون وأسماء العلوم، وهو القسم الثاني من هذا الكتاب. سلسلة العسجد في ذكر مشايخ السند فارسي.
حرف الشين المعجمة شمع انجمس في ذكر شعراء الزمن فارسي.
حرف الصاد المهملة حرف الضاد المعجمة ضالة الناشر الكئيب في شرح النظم المسمى بتأسيس الغريب.
حرف الطاء المهملة حرف الظاء المعجمة ظفر اللاضي بما يجب في القضاء على القاضي.
حرف العين المهملة العلم الخفاق في علم الاشتقاق. العبرة بما جاء في الغزو والشهادة والهجرة. عون الباري بحل أدلة البخاري أربع مجلدات.
حرف الغين المعجمة غصن البان المورق لمحسنات البيان. غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري.
حرف الفاء فتح البيان في مقاصد القرآن في أربع مجلدات. فتح المغيث بفقه الحديث. الفرع النامي من الأصل السامي فارسي.
حرف القاف قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل. قضاء الرب في مسئلة النسب. قطف الثمر في عقائد أهل الأثر.
حرف الكاف كشف الالتباس عما وسوس به الخناس في الرد على الشيعة باللسان الهندي.
حرف اللام لف القماط على تصحيح ما استعمله من الأغلاط. لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان.
حرف الميم مثير ساكن الغرام إلى روضات دار السلام. مراتع الغزلان في تذكار أدباء الزمان. مسك الختام شرح بلوغ المرام، باللسان الفارسي. منهج الوصول إلى اصطلاح أحاديث الرسول، باللسان الفارسي.
حرف النون نيل المرام في تفسير آيات الأحكام.
حرف الواو الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم، وهو القسم الأول من هذا الكتاب.
حرف الهاء هداية السائل إلى أدلة المسائل، بالفارسي.
حرف الياء يقظة أولي الاعتبار فيما ورد في ذكر النار وأصحاب النار. هذا ما وقع في الماضي وإلى الآن في الزيادة والتوجه إلى تصنيف كتب شتى. وفي الحقيقة أن مثله لا يكون في هذا الزمن، مع ما هو فيه من الامتحان، وقد آن أن نقبض جواد القلم عن الطراد في وصفه، فإن الكلام فيه بحر تيار وعباب زخار، وفيما ذكرنا كفاية لأولي الألباب، والله الموفق لإصابة الصواب.
تتمة
إن هذا السيد المترجم، والأستاذ السند المعظم، توجه في شهر شعبان سنة خمس وثمانين ومائتين وألف إلى بيت الله، فقدم مكة المكرمة وجدد عهداً بالركن والحطيم، وتنسم من عرف عرفات وتمتع من أرج ذاك النسيم، ثم شد الرحال إلى زيارة السيد المصطفى قطب دائرة الكمال، فزار المرقد النبوي الأنور ثم مرقد الآل الأطر، وتمتع بزيارة من سلف، ممن لهم كمال الفضل والشرف، ثم عاد إلى محروسة بهوبال المحمية، فاستقبلته خلافة الهند السامية البهية، حيث أنه تزوج بوالية مملكتها وحامية حوزتها، المزرية طلعة كمالها بشرف الشمس والقمر، والمستوية حامية إمارتها على عرش الظفر، تاج الهند المكلل، وطراز المجد الرفيع الأول، نواب شاه جهان بيكم، أحسن الله إليها وتفضل وأنعم، وفسح في حياتها وبارك لها وعليها في أوقاتها.
فجلس هذا المترجم مجلس الخلافة في الأمور الدولية، وقام مقام السيدة المشار إليها في إنفاذ الأوامر السنية، وانتفع الناس بجوده وبذله، وعلمه وحكمه وفضله، وعاد إلى مملكته ماء الشبيبة بعد المشيب، وظهر غصنها الذابل في نضرة الرطيب، وغدا بردها البالي قشيبا، وأصبح جدبها الماحل خصيبا، وارتفعت بها قصور العلم بعدما كانت رسوماً عافية، واستبانت معالم الفضل بعد ما كانت إغفالاً خافية. وذلك لأنه كان ملياً بالعلوم، متضلعاً منها بالمنطوق والمفهوم، مجتهداً في إشاعتها، مجدداً لإذاعتها، مع كونه يرى ذاته الشريفة كآحاد المسلمين، ويتواضع مع كل واحد من الناس لله رب العالمين، ويتحاشى كماله عن الدنيا وزخارفها، ويتجافى بقلبه عن مراقيها ومعاطفها، وأحيا السنن الميتة في ذلك المكان، بالأدلة البيضاء من السنة والفرقان، فهو سيد علماء الهند في زمانه،
وابن سيدهم الذي برع فضلاً في عصره وأوانه، فخضعت له النواصي، وشهد بكماله الداني والقاصي، ولم يزل يزيد علوم الشريعة بهاء ونضارة، ويفكك عقود أكمامها بأحسن عبارة وألطف إشارة، واشتد اشتغاله بها تصنيفاً وتأليفاً، وطالت يده البيضاء في بنيانها ترصيصاً وترصيفا، ولم يزل مقامه يسمو، وقدره يعلو وينمو، إلى أن دعاه الداعي لدار جزائه، ولحصوله على غاية مرامه ونهاية منائه، وذلك سنة ألف وثلاثمائة ونيف.