الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل أفندي بن خليل بن علي بن عبد الله الشهير بالطهوري المصري الحنفي
النبيه الأريب، والفاضل النجيب، الناظم الناثر، والأديب اللبيب البارع الشاعر، قال العلامة الجبرتي كان إنساناً حسناً قانعاً بحاله، يتكسب بالكتابة وحسن الخط، وقد كان جوده وأتقنه علي أحمد أفندي الشكري وكتب بخطه الحسن كثيراً من الكتب والسبع المنجيات ودلائل الخيرات والمصاحف، وكان له حاصل يبيع به بن القهوة بوكالة البقل بقرب خان الخليلي، وله معرفة جيدة بعلم الموسيقى والألحان وضرب العود، وينظم الشعر وله مدائح وقصائد وموشحات، فمن ذلك قوله تهنئة للأمير حسن بك رضوان بقدومه إلى مصر من نفيه بالمحلة الكبرى قوله:
تهنا بعود الملك والجاه والنصر
…
وبالفوز والعلياء والعز والفخر
ومس ميس تيه في ملابس عزة
…
بعودك للأوطان منشرح الصدر
لئن ساء فعل الدهر قدماً فطالما
…
أسر بأخرى من قبول ومن جبر
وأعطى بلا من وأخلف ما مضى
…
وأسعف بالحسنى وأذهب للضر
لقد ضحكت مصر إذا ما حللتها
…
وأضحت بها الأرجاء باسمة الثغر
وغنت بها الأطيار من فرح بها
…
وقهقه قمريها على ساحة النهر
وغضت عيون النرجس الغض من حيا
…
وضرج فيها الورد خداً من التبر
وجر نسيم الروض ذيلاً مبللاً
…
نفاح عبير من شذاه الذي يسري
لك الله مولى لا نظير لمثله
…
تعلمني أوصافه النظم كالدر
أمير على كل الأنام بأسرهم
…
همام كريم مفرد الدهر والعصر
له عزمات في السماكين قدرها
…
تسير بها الركبان في المهمه القفر
وشدة عزم زللت كل شامخ
…
وأدنت له ما يشتهي صحة الفكر
وأصبحت الأيام من جود كفه
…
مرنحة الأعطاف في الحلل الخضر
لقد كنت أبكي قبل هذا فراقه
…
كما بكت الخنساء يوماً على صخر
فلما أتى بين الأنام بشيره
…
وأذهب من بشراه لي غلة الصدر
جعلت مرامي نعته ومديحه
…
وكررته في النظم عندي وفي النثر
إليك عروساً بالبديع تتوجت
…
وجاءتك تسعى في ملابسها الزهر
ممنعة إلا إليك فإنها
…
أتت دون كل الناس بالحمد والشكر
فدم حسناً في منزل العز راقياً
…
مدى العمر ما غنى على العود من قمري
فقد جاء تاريخاً بمدحك كاملاً
…
هنيئاً بإقبال السرور من الدهر
وكان بعض أدباء مصر ألف مجموعاً في الألغاز فطلب من المترجم أن يقرظ عليه فكتب على حواشيه، ليصون طلعته من عاذله وواشيه:
لله درك من بليغ ماهر
…
جمع المعاني في بديع كتابه
سحر العقول بلفظه وبلطفه
…
وأبان في معناه عن أنسابه
كلم كنظم العقد يحسن تحته
…
معناه حسن الماء تحت حبابه
أعددت للبلغاء تأليفاً غدا
…
في فنه يسمو على أترابه
واراك نلت من الحجا حظاً غدا
…
لا يستطاع وصوله من بابه
أوفت بك الهمم العلية منزلاً
…
مستصعباً صعباً على خطابه
والله يرعى شرح كل فضيلة
…
حتى يروجه على أربابه
ألبست عصرك من بيانك حلة
…
فمشى اختيالاً في بها أثوابه
يا من له قلم جرى من ثغره الش
…
هد الشهي سوى سواء لعابه
تربي على تلك المعاني أنها
…
أشفت فؤاداً ذاب من أوصابه
عرفت بلاغتك العميدة عندما اس
…
تذللت صعب القول من أهضابه
وظلمت لغزك إذ أبحت رياضه
…
رجلاً تعطل من حلي آدابه
فلذا أجاب مقصراً عن شأوه
…
إذ كان يعجز عن بلوغ ثوابه
فأجاب ذلك الشاعر بقصيدة وأطال فيها ومطلعها
لله ثغر شفني برضابه
…
كيما أفوز بنشق عرف رضابه
فكتب إليه المترجم ثانياً معرضاً له بقصيدته قوله:
هذا الأديب اللوذعي ترى به
…
جمل الفضائل وهي من أترابه
وله المقال المستجاد بأسره
…
وسواه نحثو وجهه بترابه
ولقد رشفت زلال معنى لفظه
…
والغير يقنعه لموع سرابه
فاعجب له من شاعر متقادر
…
سل المنام بلطفه وسرى به
أنسى البدائع من بديع نكاته
…
فسمت بلاغته على أعرابه
وأتى بكل غريبة في نظمه
…
منسوبة المعنى إلى أعرابه
لله أبيات أتت من نحوه
…
أشفت فؤاداً ذاب من أوصابه
قد كان أفناه النوى وأباده
…
مما يلاقي من مرارة صابه
وأتى بتجنيس يرق لطافة
…
وروى المعالي وهي من ألقابه
فاعجب لسحر كلامه كيف اغتدى
…
مستعذباً عندي لما ألقى به
يا من إذا عد الورى قلنا لهم
…
لا نرتضي أنا نرى ألفاً به
كيف الفداء وقد طربت عشية
…
من قربه لما بدا ألفى به
يا فاضلاً بعدت مرامي عزمه
…
وغدا تغزله ببدء خطابه
وبدأته بالماهر الندب الذكي
…
وأجابني ثغر شفى برضابه
إني أعيذك أن تعود لمثلها
…
إذ ذاك خلق لست من أصحابه
وإذا أتتك من القريظ مقالة
…
وأبيت عنها فلتكن من بابه
ولك الإله يديم حظاً شامخاً
…
ما حن مشتاق إلى أحبابه
وله موشحة على وزن موشحة الأديب العلامة ابن خطيب داريا الأندلسي وهي:
ليت شعري يا أخلاء الهوى
…
هل أرى بدري بحاني مؤنسي
أم أقاسي من زمان قد قسا
…
ورى أحشاي سهماً عن قسي
دور
يا سقى الله زماناً قد مضى
…
في مغاني مصر في عيش خصيب
حيث بدري قد قضى لي ما قضى
…
بالتداني إذ غفت عين الرقيب
شب من تذكارها نار الغضا
…
في فؤادي وتلافاً في النحيب
واعترتني دهشة حين جرى
…
من دموعي سابلاً في الغلس
وغدا قلبي كليماً مذ سرى
…
بارق في نحو ذاك المكنس
دور
يا رياضاً حسنها زاه يشيق
…
جاد في مثواك منهل السحاب
كم مضى لي فيك من معنى أنيق
…
حين كان اللهو مزهي الجناب
هل ترى عيني محياك الشريق
…
لابساً برد التهاني والشباب
وأرى بدري يناجيني على
…
ذلك البسط الشهي السندس
وأحلي صبر دهري بالمنى
…
من معان زاهيات الملبس
دور
قد شربنا الصد كأساً مترعاً
…
حين صد الظبي عنا ونفر
غصن بان غصنه قد أينعا
…
مثمر بالدل حيناً والخفر
وجهه الفتان أمسى مبدعاً
…
كل معنى رائق يسبي الفكر
ينثني ما إن تبدى معجباً
…
بالعيون الفاتكات النعس
ينهب الأرواح منا لاهياً
…
لم يراقب في ضعاف الأنفس
دور
كيف لي صبر إذا اللاحي لحا
…
في حبيب حسنه فاق الهلال
بدر تم مخجل شمس الضحى
…
جؤذري اللحظ معشوق الدلال
ما سقى الصب هواه فصحا
…
من غرام قد عراه وخبال
يوسفي العصر معسول اللمى
…
كاحل الطرف شهي اللعس
ترك الصب كليماً عندما
…
جال في النفس مجال النفس
وقال سامحه الله:
هل العيش إلا في اكتساب مآثم
…
أو العمر إلا في اقتناء محارم
أو الغنم إلا في ارتكاب كبيرة
…
أو السكر إلا في ارتشاف مباسم
سقى الله أيام البطالة أدمعاً
…
من العين تجري كالغيوث السواجم
زمان به كان السرور بخنصري
…
ختاماً وكان الظبي فيه منادمي
إذ العيش طلق والرياض بواسم
…
عن النور لكن من شفاه الكمائم
وسيري إلى تلك الدساكر سحرة
…
وغنمي بها من طيبات مواسمي
وجر ذيول التيه في عرصاتها
…
جهاراً وضمي للقدود النواعم
خليلي لو وافيتموا حق صحبتي
…
لكنتم رفاقي بين تلك المعالم
فحيا الحيا دار الأحبة ما شدا
…
على الدوح مطراب الأصائل هائم
لقد طال ما نازعت فيه زجاجة
…
تضمنت الأفراح من عهد آدم
معتقة صاغ المزاج لرأسها
…
أكاليل من در كدور دراهم
إذا ما جلاها مخطف الخصر في الدجى
…
وغنى عليها مثل شدو الحمائم
أبحت طريفي في هواه وتالدي
…
وصيرته مولى علي وحاكمي
وله مشطراً بيتي الشيخ محمد الكراني الشاعر وهما مع التشطير:
خبراني عن قهقهات القناني
…
وابتهاج الربى بصوب الغمام
واهتزاز الغصون في الروض ليناً
…
أنا منها في غاية الإيهام
أترى ضحكها لبسط الندامى
…
أم سروراً لجمع شمل الكرام
أم خطاباً لبلبل الدوح غنى
…
أم بكاء على فراق المدام