الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود
قال في البدر الطالع: ولد تقريباً سنة ألف ومائة وستين في وطنه ووطن أهله القرية المعروفة بالدرعية من البلاد النجدية، وكان قائد جيوش أبيه عبد العزيز وكان جده محمد شيخاً لقريته التي هو فيها، فوصل إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكِرُ على المعتقدين في الأموات فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها الأمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريباً. ثم مات محمد بن سعود وقد دخل في الدين بعض البلاد النجدية، وقام ولده عبد العزيز مقامه فافتتح جميع الديار النجدية، والبلاد العارضية والحسا والقطيف، وجاوزها إلى فتح كثير من البلاد الحجازية، ثم استولى على الطائف ومكة والمدينة وغالب جزيرة العرب، وغالب هذه الفتوح على يد والد سعود، قام ولده سعود المترجم المرقوم، فتكاثرت جنوده واتسعت فتوحاته، ووصلت جنوده إلى اليمن، فافتتحوا بلاد أبي عريش وما تصل بها، ثم تابعهم الشريف حمود بن محمد شريف أبي عريش وأمدوه بالجنود، ففتح البلاد التهامية كاللحية والحديدة وبيت الفقيه وزبيد، وما يتصل بهذه البلاد، وما زال الوافدون من سعود يفدون صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور وولده المتوكل بمكاتيب
إليهما بالدعوة إلى التوحيد وهدم القبور المشيدة والقباب المرتفعة ثم وقع الهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة لها وفي جهة ذمار وما يتصل بها، ثم خرج خليل باشا من مصر إلى مكة بعد إرساله بجنود افتتحوا مكة والمدينة والطائف وغلبوا عليها، وكان استيلاؤه على مكة والمدينة عام ألف ومائتين وثمانية وعشرين، وخروجه إلى مكة سنة ألف ومائتين وسبع وعشرين، والحرب مستمرة. ومات سعود سنة ألف ومائتين وتسع وعشرين، وقام بالأمر ولده عبد الله بن سعود، وقد أفردت هذه الحوادث العظيمة بمصنف مستقل، ثم خرجت جيوش الدولة ومصر على عبد الله بن سعود ومن معه من الجند في قريته الدرعية، وطال الحصر وأخربت المدافع العثمانية كثيراً من الأبنية، وبعد هذا استسلم عبد الله بن سعود، وكان ذلك في سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين، وأدخلوه أسيراً إلى حضرة سلطان العرب والعجم حضرة أمير المؤمنين السلطان محمود والله أعلم ما انتهى إليه حاله. ثم خرج بعض الجنود العثمانية صحبة خليل باشا إلى تهامة اليمن التي كانت بيد الشريف حمود، وكان خروجهم بعد موته وقيام ولده أحمد بالأمر، مع معارضة الشريف حسن بن خالد الحازمي للشريف أحمد، فاستولت الجنود العثمانية على ما كان بيد الشريف أحمد بن حمود، واستسلم إلى أيديهم، وأحضروه إلى