الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هجر البحرين، فدعي في علمائها عين الإنسان وإنسان العين، وأهدى الأعيان والملوك كواعب العذارى من بنات الأفكار، فحير في بداعتها مصاقع هاتيك الأقطار، ونظم أيام محاصرة صادق خان للبصرة تراجم الزواجر نظماً ضاهى به عقود الجمان، وشرحه شرحاً حل من البنيان محل الروح من الإنسان، ولما خرج من الأحساء فاراً بدينه توطن البصرة، ولم يزل في رفعة وقدر، له بين العلماء والأعيان من أرفع الأماكن الصدر، إلى أن توفي رحمه الله سنة عشرين ومائتين وألف.
الشيخ عبد الله أفندي بن عيسى أفندي الكردي الشافعي الحيدري
العالم العامل الورع الزاهد العابد المعتزل عن الناس والمقبل على الله. ولد في بغداد، وطلب العلوم على العلماء الجهابذة الأمجاد، وجنى ثمر الفوائد ببنان فكر وقاد، وتعطر به من الفضل الحيدري كل محفل وناد، وكان في المعقول والمنقول، آية الفروع والأصول، ولي تدرسي المدرسة العلوية، أواخر أيام دولة سعيد باشا فقرت به عيون العلماء ذوي المراتب العلية، توفي بعد الألف والمائتين وثلاث وثلاثين كما ذكر ذلك عثمان أفندي سند رحمه الله تعالى.
الشيخ عبد الله الهراتي النقشبندي الخالدي
العالم العامل، والمرشد الكامل، صاحب الأنفاس القدسية، والمعاني
الأنسية، والكلمات العالية، والتحقيقات السامية. قال في المجد التالد: أن المترجم قد لازم حضرة مولانا خالد النقشبندي وخدمه حضراً وسفراً ولم يتخلف عن أمره وأدى حق السلوك والخدمة في مرضاته، وكان من أخص خدامه ومريديه في حياته وبعد مماته، وكان قد اختار مقام التجريد ولم يتزوج لأنه كان على قدم الغوث الأعظم حضرة شاه عبد الله الدهلوي قدس سره، فإنه لم يتزوج إذ كان على قدم رسول سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم في مقام التجرد كما أن حضرة مولانا خالد قدس سره كان على قدم خاتم النبيين وسيد المرسلين، نبينا وسيدنا حبيب رب العالمين، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف، فإن كل ولي من الأولياء على قدم نبي من الأنبياء على ما ذكره السادة الصوفية، أفاض الله علينا وعليهم من بركاته القدسية. ولما سافر حضرة مولانا خالد إلى الهند ومر ببلدة هرات لقي الشيخ عبد الله الهراتي هناك فقال له إلى أين تذهب فقال مولانا خالد: إلى سلطان الأولياء شاه عبد الله الدهلوي لإصلاح حالي، فقال الشيخ عبد الله الهراتي: وأنا معك، فأجابه مولانا خالد بقوله انتظر رجوعي، فقال الشيخ عبد الله المذكور: أذهب إلى العراق وأنتظرك هناك، فجاء إلى الموصل وقرأ بعض العلوم، فلما سمع برجوع حضرة الشيخ مولانا خالد أتى إلى السليمانية ولازم خدمته، وذهب معه إلى بغداد والشام، وسلك أحسن السلوك وتخلف خلافة مطلقة. وبعد وفاة حضرة مولانا خالد قدس سره بمدة زمان، توجه حرمه مع ولده الشيخ نجم الدين طاب ثراه إلى بغداد، وتوجه الشيخ عبد الله معهم بخدمتهم، ولم يزل مع سلوكه في الطريق على أحسن سلوك ملازماً لخدمة من يلوذ بالأستاذ، إلى أن توفي سنة ألف ومائتين ونيف وأربعين.