الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورفع مقامه وقدره، ثم بعد أن رآه على كمال الاستعداد، أقامه خليفة في إعطاء الطريق وأذن له بالإرشاد، وما زال على أحسن حال، وأتم منوال، إلى أن اختار الدار الباقية، وترك هذه الدنيا الفانية، وذلك سنة ألف ومائتين ونيف وخمسين.
ملا حسن البزار
نقطة مدار الأدب، وكعبة طواف الأرب، والناهل من أعذب مناهل النظام، والآهل لأبدع النثر وألطف الكلام، طالما نظم ونثر، والفصاحة مقبلة عليه بوجهها الأغر، وقد أخذ من عقودها جواهر، وحلى بها جيد الأوراق والدفاتر، فمن تلك العقود البهية، والجواهر النفيسة السنية، قوله:
شجتني بذات البان ورق صوادح
…
لهن بأعلى الربوتين هدير
تذكرن عيشاً بالحمى راق ظله
…
فطابت عشيات بها وبكور
فنحن وما لي غيرهن على الأسى
…
معين ولا لي غيرهن سمير
وبت ونار الشوق بين جوانحي
…
تشب ودمع المقلتين غزير
خليلي ليس الحب ما تعرفانه
…
ولا تحسبا أن الغرام يسير
وما هي إلا النار تسعر بالحشا
…
لها كل آن لوعة وزفير
تحاربني الأشواق في معرك النوى
…
ومالي عليها يا نديم نصير
فنومي وتسهيدي مقيم وراحل
…
ودمعي وقلبي مطلق وأسير
نزلنا بسلع والأحبة باللوى
…
وما بيننا غير النسيم سفير
تعللني منهم على البعد نفحة
…
كما فاح من أردانهن عبير
وتعبث في لبي أحاديث ذكرهم
…
كما عبثت بالشاربين خمور
هم أسعروا قلبي وقد سكنوا به
…
ففيه لعمري جنة وسعير
وله أيضاً:
ألا لامني الأصحاب يوم سويقة
…
وهل عرف الأحباب فيمن غراميا
غرامي بسلع يا هذيم وحاجر
…
وإن كنت عن تلك الأماكن نائيا
وما أنا إلا عاشق، كل عاشق
…
فلابد أن يلقى عذولاً ولاحيا
وما الدهر في أهليه إلا محكم
…
ينائي قريباً أو يقرب نائيا
ولما شجاني ليلة الخيف بارق
…
بكيت فأمسى ضاحكاً لبكائيا
وبت وخضراء الجناح بذي الغضا
…
مجاوبة بالسجع مني القوافيا
وكم رمت كتمان الهوى فوشى به
…
لدى البين دمع ليس ينفك جاريا
هل البعد إلا أن علا وجد دارهم
…
ومنعرج الجرعاء يا سعد داريا
أم الوجد إلا أن أذوب صبابة
…
وتدمي دموعي ما بكيت المآقيا
على أننا كنا وما بيننا سوى
…
أجارع نعمان وما كنت راضيا
ألفت الهوى طفلاً فشابت عوارضي
…
لعشرين من عمري فأين شبابيا
وحاربني من قبل خلع تمائمي
…
زماني فما للنائبات وما ليا
ولست أبالي بعد هذا أكان لي
…
عدواً مبيناً أم خليلاً مصافيا
وله أيضاً:
هذا الغرام وهذا من أحب معي
…
فكيف لو بان عني الحب أو بعدا
وجد تحمل منه قلب عاشقه
…
ما لم يدع عنده صبراً ولا جلدا
هذا ولا ذنب للأشواق في كبدي
…
عيناي قد جلبت لي الوجد والكمدا
لم أنس وقفتنا يوماً بكاظمة
…
والقلب يعتاده وجد بمن وجدا
والشوق يجري دموعي في معاهدها
…
والدمع يذكي من الأشواق ما خمدا
والورق تسعدني يوماً وأسعدها
…
والقلب يذكر بالجرعاء ما عهدا
والخل يعذلني فيه فيعذرني
…
لما يرى أن لوم العاشقين سدى