الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قاسم الحلاق إلى جامع السنانية صار في مكانه إماماً ومدرساً وخطيباً في جامع حسان. وكان يغلب عليه الفقر، غلا أنه كان حسن الصبر، وفي آخر مدته مرض مرض الاستسقاء وطال أمره، إلى أن توفي سنة ألف وثلاثمائة وخمس وعمره نحو الخمسة والستين، ودفن رحمه الله تعالى في تربة باب الصغير.
حسن حسني بك بن حسين عارف بن حسن سهراب بن محمود بن مسيح بن عالي من
مهاجرة الأتراك والأمراء في الروملي
ترجمه أحمد عزت باشا في كتابه العقود الجوهرية، في مدائح الحضرة الرفاعية، فقال: هو الفاضل الأديب الأريب حسن حسني بك، إلى أن قال: من مهاجرة الأتراك والأمراء في الروملي، هاجروا إليه منذ أكثر من ثلاثة قرون، وسكنوا طويران وكانوا من أمرائها، وتقلبوا في مناصب كثيرة، وجرثومتهم من العائلة البايندرية، وينسب المترجم إلى طويران، هاجر جده إلى مصر سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف. وولد هو سنة ست وستين ومائتين وألف في مصر، وتوفي والده وربي يتيماً في بيت نفسه، ونشأ نشأة أدبية. ولما بلغ الثالثة عشرة أكب على التحصيل من الأساتذة ليلاً ونهاراً، وصرف النظر عن الترقيات المادية إلى طلب العلوم والأدب، فقال الشعر العربي في الخامسة عشرة، ورزقه الله القبول، واشتهر بالشعر والإنشاء والتأليف، واشتغل بالحكمة الدينية، والأخلاق والفنون السياسية وغيرها. وفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف سافر إلى وطنه الأصلي، لاستخلاص أملاكه وأوقاف أسلافه، وساح البلاد، ثم عاد إلى مصر، وقدم من مصر لدار السعادة سنة ثلاثمائة وألف، وهو الآن بها.
أقول: وقد اجتمعت به فرأيته حسن الأخلاق، صاحب شهامة
طبع، وفصاحة لسان، وجودة ذهن، وكمال اطلاع، وله آثار كثيرة، منها: ثمرات الحياة، ديوان شعر في مجلدين، وطوالع الأماني، ولواحق الثمرات، وشطحات القلم. وهذه كلها دواوين شعر، ومصابيح الفكر، في السير والنظر، وشمس المشرق في سماء المنطق، وهو مطبوع، ونور العين، رسالة زجلية، وقصة الوارث بن تارك، وإرشاد الخليل في فن الخليل، وعصمة الجماعة، في وجوب الطاعة. وحجة الكرام في علم الكلام، وعصمة الإسلام في فضل الإمام، ويوم الدهر في أحوال مصر، وسر القدر، ومنازه الأحباب في جنات الآداب، وكتاب الوطن، والنشر الزهري، في رسائل النسر الدهري، والإنصاف في حقوق الأشراف، وفلسفة الأخلاق، والتذكار في التوحيد، والبديع في البديع، والسيف القاطع، والنور الساطع، وارتياح الجنان، بأرواح الجنان، ورسالة التوحيد، ومطية الحقيقة، ومجمع الرسائل، ومعراج الأخلاف لمنهاج الأسلاف، وبهجة الكرام في محجة أهل الإسلام، وعدة رسائل باللغة التركية. ومؤلفاته كثيرة وقوة قلمه وذهنه شهيرة. وله نسبة كما قرر من جهة أمه للدوحة الحسينية، بدل على صحتها حسن أخلاقه المرضية، لا زال كريم الجناب، بهجة الأحباب، ومن نظمه:
أهوى الأماني وسعيي ليس يرضيها
…
تدنو إلي وصرف الدهر يقصيها
كم ليلة بت أستجلي محاسنها
…
وأنجم الأفق صرعى في مجاريها
تسعى إلي براح من غوايتها
…
فاستقيها صبابات وأسقيها
روحين في جسد كنا توحدنا
…
أهواؤنا وتمنينا مباديها
لا نعرف البعد حيث القرب يعصمنا
…
ولا نخاف الليالي في عواديها
كأننا فرقدا أفق المسرة لا
…
تهاب صدي ولا أخشى تجافيها
كم قلت والليل مسدول ستائره
…
نعم الليالي التي جادت أياديها
كم همت في وجنة من ورد وجنتها
…
والخال قد عم من طيب مجانيها
حتى أضعت شعوري في مسلسلة
…
من الشعور يروي الدور ساحيها
وهي طويلة؛ ومن نظمه:
هي الهمة العلياء والزمن النكد
…
عدوان للأحرار إن أحجم الجد
يبيت فتى الفتيان رهن همومه
…
وقد فاز من ليلاته السافل الوغد
ويصبح مقدام البهاليل أعزلاً
…
ويمسي أنوف الأنف قد خانه السعد
فيا عجباً للدهر تعدو ذئابه
…
وقد هزلت في عز أعياصها الأسد
ويا حرباً تسمو الشموس أهلة
…
ويرتفع الوادي وينخفض الطود
ويا طرباً تمسي المواضي طريحة
…
ويحمل في أعناق أبطالها الغمد
ومن نظمه يمدح العارف بالله السيد أحمد الرفاعي قدس الله تعالى سره فقال بعد أبيات كثيرة:
أستقبل الدهر أبكيه ويضحكني
…
فلم يقلني ولم أطلبه ملتجئا
رفعت يا ابن الرفاعي عبء كلكله
…
عن عاتقي فتوانى بعد ما جرؤا
شبل الحسين رفيع الجاه أحمد من
…
يرجى إذا الخطب من ضوضائه امتلأ
آثاره بهرت أنواره ظهرت
…
كتابه حجة برهانه برأ
أتى على فترة يدعو لواضحة
…
صوابها قد محا الآثام والخطأ
جرى على سنن المختار مقتضباً
…
نوراً جلا صيقل الأذهان إذ صدئا
وجاء بالفتح عن داعي الهدى فكبت
…
أجراه من تخذوا آياته هزؤا
دعا إلى الله بالبرهان فاتضحت
…
سبل الهدى فهدى برهانه الملأ
وقام عن جده حق القيام فيا
…
نعم الإمام بعلم جهلنا درأ
رست قواعد علياه على جبل
…
من التمكن يحمي كل من لجأ
تنزهت ذاته عن كل شائبة
…
لما على سدرة الإيقان قد وطئا