الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ صالح بن درويش التميمي
عالم غمام، وفاضل همام، قد شاع في العالم ذكره، وذاع في الأنام نشره، وسما فخاره، ونما وقاره، وافتخر به عصره، واشتهرت به مصره، قد فاق أقرانه في النظم والنثر، وزان اوانه في القوافي والشعر، وكان في كل علم آية، وفي كل فن قد وقف على الغاية، وله قصيدة همزية، يمدح فيها ابن عم سيد البرية، وقد خمسها له الشاعر المشهور، الذي هو في حرف العين مذكور، السيد عبد الباقي أفندي العمري الفاروقي الموصلي، وقد ذكرها في ديوانه الترياق الفاروقي مقدماً عليها هذه الترجمة وهي قوله: هذا التخميس المحكم التأسيس، الذي يسلي الجليس
عن تعاطي بواطي الخندريس على القصيدة الهمزية، والخريدة ذات المزية، لإمام أئمة الأدب، ومالك أزمة لسان العرب، جناب وليي وحميمي الشيخ صالح التميمي، مادحاً بها حضرة أمير المؤمنين، وابن عم سيد المرسلين ويعسوب الموحدين، وأبي الغر الميامين، عليه وعليهم سلام الله إلى يوم الدين:
يا علياً به تباهى العلاء
…
وتناهى في نعته الإطراء
ما لمجد شاءَوْتَ فيه انتهاء
…
غاية المدح في علاك ابتداء
ليت شعري ما تصنع الشعراء
كنت للمجتبي بحرب وسلم
…
وزراً قائماً بكل مهم
أنت صنو له بعلم وحكم
…
يا أخا المصطفى وخير ابن عم
وأميرٍ إن عدت الأمراء
رتب نلتها بنسبة طه
…
قصرت كل رتبة عن مداها
إن نظرنا الأنام من مبتداها
…
ما نرى ما استطال إلا تناهى
ومعاليك ما لهن انتهاء
لدراريك في سما المجد ضوء
…
وبحضن الدوار منهن خبء
يقتفي الختم من سواريك بدء
…
فلك دائر إذا غاب جزء
من نواحيه أشرقت أجزاء
أو كشمس يغشى سناها الهباء
…
من غبار تثيره الهيجاء
فيميط الهباء عنها الهواء
…
أو كبدر ما يعتريه خفاء
من غمام إلا عراه انجلاء
انت بحر لكنه غير آجن
…
لقريش به حمى ومساكن
لك مد قبل التكون كائن
…
يحذر البحر صولة الجزر لكن
غارة المد غارة شعواء
نلت فضلاً أبا تراب فأقصى
…
كل فضل عم الوجود وخصا
وبيوم الحساب لا يستقصى
…
ربما رمل عالج يوم يحصى
لم يضق في رماله الإحصاء
ولو أن الأقلام كل نبات
…
ومياه البحار حبر دواة
ضقن عما أظهرت من خارقات
…
وتضيق الأرقام عن معجزات
لك يا من إليه ردت ذكاء
منهجاً للهدى خلقت قديماً
…
جئت تهدي عمياً وتشفي سقيما
فاتخذناك هادياً وحكيماً
…
يا صراطاً إلى الهدى مستقيما
وبه جاء للصدور الشفاء
شدت في ذي الفقار للدين أصلاً
…
فتسامى قدراً وعزَّ زجلا
وعلى ما أسست قولاً وفعلاً
…
بني الدين فاستقام ولولا
ضرب ماضيك ما استقام البناء
أنت والحق دمتما بوفاق
…
أنت يوم اللقا عن الحوض ساق
أنت ذاك الكرار يوم سباق
…
أنت للحق سلم ما لراق
يتأتى بغيره الارتقاءُ
فيك خير الأنام أوتي سؤلاً
…
مثل ما أوتي ابن عمران قبلا
يا أبا شُبَّر وقد صح نقلاً
…
أنت هارون والكليم محلا
من نبيٍّ سمعت به الأنبياء
قل تعالوا ندعو بمحكم ذكر
…
لك فخر بها علا كل فخر
أنا ادري وجملة الخلق تدري
…
أنت ثاني ذوي الكسا لعمري
أشرف الخلق من حواه الكساء
كنت في جيب الغيب معنى يصان
…
حين لا أعصر ولا أحيان
أيقل الأسرار منك مكان
…
ولقد كنت والسماء دخان
ما بها فرقد ولا جوزاء
بك ليل العماء بلالي
…
فاستضاء الوجود من ظلمة الغي
درة كنت والجواهر لا شي
…
في دجى بحر قدرة بين بردي
صدف فيه للوجود الضياء
نقطة فرغت وليس وعاء
…
ملئت حكمة ولا إملاء
أنت باء لها العباء غطاء
…
لا الخلا يوم ذاك فيها خلاء
فيسمي ولا الملاء ملاء
خبر جاءنا بذا مأثور
…
وحديث مسلسل مشهور
عنعنته عن الصدور صدور
…
قال زوراً من قال ذلك زور
وافترى من يقول ذاك افتراء
قصب السبق في مقام كريم
…
حزتها من لدن حكيم عليم
أنت يا من سبقت في تقديم
…
آية في القديم صنع قديم
قاهر قادر على ما يشاء
هل " أتى " في سواك ذكر حكيم
…
لك في نص آية تعظيم
أو لم يغن من له الجهل خيم
…
نبأ والعظيم قال عظيم
ويل قوم لم يغنها الأنباء
خصك الله من لدنه بمفخر
…
في مرايا العقول لا يتصور
كنت في غابة الهوية حيدر
…
لم تكن في العموم من عالم الذر
وينهى عن العموم النهاء
إنما الناس إن نظرت معادن
…
فرقها في تفاضل متباين
خلني من دفائن وضغائن
…
معدن الناس كلها الأرض لكن
أنت من جوهر وهم حصباء
كم قضينا من نشر تلك المطاوي
…
عجباً يوقع النهى في مهاوي
ولقد صح إذ سبرنا الفحاوي
…
شبه الشكل ليس يقضي تساوي
إنما في الحقائق الاستواء
لم ينل نجم الأرض مهما تزيا
…
مثل نجم السما مكاناً عليا
فاتحاد الألفاظ لم يغن شياً
…
لا تفيد الثرى حروف الثريا
رفعة أو يعمه استعلاء
روضة أنت للعقول ودوح
…
يجتني من طوباك رشد ونصح
ومتى هب من عبيرك نفح
…
شمل الروح من نسيمك روح
حين من ربه أتاه النداء
طالما للأملاك كنت دليلاً
…
ولناموسهم هديت سبيلا
يوم نادى رب السماء جبرئيلا
…
قائلاً من أنا فروى قليلا
وهو لولاك فاته الاهتداء
لك شكل نتيجة للقضايا
…
لك قلب للعالمين مرايا