الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبدى الحق مغتر المحيا
…
كروض جاده ودق وطلا
بوجه سنندج أمسى منيرا
…
كبدر لاح في أفق وهلا
وسل على يد الإبداع سيفا
…
فعادت بعد ذاك السل شلا
فهو الإمام الذي له الإفادة أضحت في نحر الإصابة القلادة، والسيد المبرز فضلاً على أولئك السادة، والسامي مجداً قارنه إقبال وسعادة، والمدعو في تلك الأقمار السابق في مضمار العتبار، تعانى العلوم الرسمية بالقلب والقالب، وطار إلى النكت بجناح الفكر وغالب، ونظم في لبات الأيام عقوداً راق لها الانتظام، وحسن وجوه الآثار المحمدية، وحرر الأبحاث الفقهية تحريراً شكرته فيه الإفهام، وطار إلى دقائق الأصلين، وصار من تحقيقهما المعطس والعين. وسقى من التقرير المصفى ما أرانا منه المحصول والمستصفى، وأفاد من الإسناد، ما أرانا ابن الصلاح وفتح الجواد:
ولقد طلبت من الزمان قرينه
…
فضلاً فما اسطاع قرينا
علم رأيت الفضل فوق صباحه
…
أبداً يلوح لدى العيون مبينا
ووجدت كل الناس في تشبيهه
…
فرقاً كما استقرأتهم وتبيينا
قوم رأوه البحر في تقريره
…
لو لم يكن بالجزر يوصف حينا
وسواهم خال الرياض علومه
…
ولطالما من زهرهن عرينا
توفي رحمه الله عام ألف ومائتين واثني عشر من هجرة سيد البشر.
السيد محمد بن السيد إسماعيل بن السيد محمد بن السيد درويش الحسيني
الحنفي الموصلي ولادة ومنشأ ومدفنا
إمام حسنت به الأيام وهمام استوى من الفضل على السنام، شيخ المعارف وإمامها ومن في يديه زمامها، كعبة الأفاضل وقطب دائرة الفضائل، فارس العلم وحامل لوائه، وكوكب إشراقه وشمس سمائه، شرح الله
لمكارم الأخلاق صدره، وطاول به زمانه وعمره، وهو في كل علم وافر النصيب، وفي كل عمل عال روضه خصيب.
ولد في سنة ألف ومائتين وسنة واحدة، ومنذ ميز شب أكب على الاستفادة والطلب، ولازم أكابر العلماء حتى ارتقى إلى رتبة الفضلاء، وكان له في الأدب اليد العالية والمعرفة السامية، فمن نظامه قوله:
ما بين غرته والجيد والعنق
…
نور يفوق على المصباح والشفق
بدر إذا ما تجلى وانجلى كسفت
…
شمس النهار وخرت أنجم الأفق
في ثغره وعذاريه ووجنته
…
شهد وآس وورد بالحياء سقي
وفي الجبين هلال السعد منسطع
…
والشعر كالمسك أو نوع من الغسق
والطرف من نرجس والريق من ضرب
…
والخال كالعنبر الملقى على الورق
إذا تأملته ناديت معتجباً
…
سبحان من خلق الإنسان من علق
يا لائمي في الهوى أقصر ففي كبدي
…
نار إذا لمتني تزداد بالحرق
فالماء لم تطف ما في القلب من وهج
…
لعل تطفى بدمع سال من حدق
وله تخميساً
أقبل الشيب والشباب تولى
…
والحشا ذاب في الهوى وتسلى
إن لي مانعاً لديك وإلا
…
كل يوم أريد أن أتملى
بك والدهر بيننا يتعذر
ببياض خد نقي سباني
…
وبخال وحمرة ومعاني
كيف أسلو وقد سلوت جناني
…
والليالي تقول لي بلساني
لا تلمني فالاجتماع مقدر
وله مخمسا
جسدي غدا في الحب منعدم القوى
…
وصدى الفؤاد زوى لدي وما ارتوى
فأرى ألذ العيش وصلاً في الهوى
…
وأمر ما لاقيت من ألم النوى
قرب الحبيب وما إليه وصول
واحسرتي قلب المشوق تكلما
…
ووشى العذول لدى الرشا وتكلما
حالي وحالك يا منى قلبي هما
…
كالعيس في البيداء تشكين الظما
والماء فوق ظهورها محمول
وله في مدح الإمام علي رضي الله عنه:
أرى صفو عيشي بالخطوب تكدرا
…
وأيسر أمري بالزمان تعسرا
ولكن أنادي أن فؤادي تحيرا
…
أيا سيدي أنجد عبيدك في الورى
بهمتك العظمى جعلت فداكا
يقينك لا يزداد إن كشف الغطا
…
ورأيك حاشا منه أن يصدر الخطا
أنادي إذا جار الزمان وإن سطا
…
أيا حيدر الكرار يا وافر العطا
فقير أتى يبغي جزيل عطاكا
سموت علوماً في الملا ومناقبا
…
وشيدت للدين القويم مراتبا
وأصبحت صهراً للنبي وصاحبا
…
فجد وأجرني كي أقول مخاطبا
لقلبي لك البشرى بلغت مناكا
وله أيضاً:
هزوا القدود فخلتهن رماحا
…
واستلوا من غمد العيون صفاحا
ورموني عن تلك الحواجب أسهما
…
تصمي ولكن ما ألقى قداحا
آهاً على تلك الوجوه تحجبت
…
عني وكانت كالصباح صباحا
فلذا تذوب تكاد حبة مهجتي
…
شوقاً إذا البدر استعار ولاحا
يا قلب كيف وقد فقدت أحبة
…
تركوك بعد بعادهم ملتاحا
هم عودوا كبدي اللهيب وعلموا
…
عيني النحيب وعذلي الإفضاحا
وتحجبوا عن ناظري ولم أجد
…
أبداً لباب لقاهم مفتاحا
زعم الوشاة بأني بحت بسرهم
…
حاشاي إلا أدمعاً ونياحا
وتحدثوا بسهام طرفي بعدهم
…
إني وقد أجري دماً وقراحا
وشاعوا إني قد سلوت ودادهم
…
كذبوا وما قصدوا به إصلاحا
لم أستطع ولو استطعت سلوتهم
…
هلا يود ذوو الوثاق سراحا
أني وأيم الله لست بناقض
…
تلك العهود ولو ثخنت جراحا
يا خاطفين من المحب فؤاده
…
ومجرعين من الصبابة راحا
عطفاً على ذي لوعة متحير
…
هجر الديار وغادر النصاحا
يهوى الغصون لأنها كقدودكم
…
وإذا ترنمت الحمامة ناحا
ذو غصة هجر القرار ولم يزل
…
طول الزمان لأجلكم كداحا
وجد الممات حياته في حبكم
…
ويرى الخسارة في الغرام رباحا
ولد دوبيت
رأى الروض الخد يزهو فادعى
…
وقال لعمري إنه لشقيقي
فصاح به بدر السما وهو قائل
…
تأن لقد أخطأت فهو شقيقي
وله
يقولون عذالي أخال بخد من
…
بذلت له من قلبك الحبة السودا
فقلت نعم قد حصن الحال خده
…
كما حصن الكافور بالحبة السودا
وله
فتنت بمكحول فقلت لناصحي
…
وفي السمع وقرعن نصوح وواعظ
فما اكتحل المحبوب من أجل سنة
…
ولكن لقتلي سن سيف اللواحظ
وله أيضاً
لما تزاهى بخال فوق وجنته
…
وحكمته معاني الحسن في الناس
أفتى بسفك دمي المضني محاسنه
…
بنقطة من مداد فوق قرطاس
وله أيضاً
الجنبذ الورد في فيك ادعى شبها
…
فقلت زورت فيما تدعيه فمه