الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت قف يا نور عيني
…
أنني مضنى محب
قال لي أية شيء
…
ترتجي ممن تحب
قلت خل صبا معنى
…
قال وصل الصب صعب
قلت عدني قال دعني
…
وعد من تهواه عيب
قلت في أحشاي نار
…
قال لي دعها تشب
قلت ما تصبو لحالي
…
قال لي هيهات أصبو
قلت أحشاك حديد
…
قال ذا سهل ورطب
قلت هل تهوى هواني
…
قال أهوى وأحب
قلت قلبي ذاب وجداً
…
قال هل عندك قلب
قلت خف يوم حساب
…
قال ذا والله قشب
قلت ما لي فيك طب
…
قال ما للحب طب
قلت قتل الصب صعب
…
قال بل سهل وعذب
قلت ما هذا التجافي؟
…
قال لي تيه وعجب
قلت هل ذنب لهجري
…
قال لي كلك ذنب
قلت هل تدري بعيشي
…
قال أحزان وندب
ثم ولى وزفير ال
…
وجد في الأحشا يهب
من لولهان مهان
…
عمره هم وكرب
خانني بدري ودهري
…
يا إلهي أنت حسب
ثم إن هذا المترجم له أبيات كلها درر، وقصائد لها غرر. توفي في أوائل القرن الثالث عشر، ولم أقف لتعيين وفاته على أثر.
محمد أمين الزللي المدني الخطيب
ناظم جواهر الكلام، وناثر أزهار البيان بأنامل الأقلام، تقدم في مضمار البلاغة وما تأخر، وذلل صعاب البراعة بأدبه وما تعذر، فهو
العالم بشعار الأشعار والمقتنص لأبكار الأفكار، فمن بديعه المستجاد وصنيعه الذي أبدع فيه وأجاد، قوله:
أنا في الحب معنى
…
والذي أهوى مهنى
ولسان الدمع أبدى
…
من غرامي ما استكن
وفؤادي قد وها وج
…
داً وعظمي زاد وهنا
واشتياقي قد براني
…
وحشى الأحشاء حزنا
وزفيري وشهيقي
…
أحرق الجسم وأفنى
وجفا النوم جفوني
…
فغدت للسهد سكنى
يا لودي من لقلبي
…
من مليح يتجنى
من مجيري من مليك
…
أسر القلب وعنى
آمر في الحب ناه
…
فرض الحب وسنا
ونضى سيف جفاه
…
وبما أرجوه ضنا
ليت شعري ما عليه
…
لو شفا بالوصل مضنى
وعفا عن شؤم ذنبي
…
كرماً منه ومنا
وتلافى بالتلافي
…
مبتلى فان معنى
ورضي عني فإني
…
صرت كالعبد وأدنى
أيظن الهجر يسلى
…
ويظن القلب يثنى
لا ومن قدر في الح
…
ب بأن يبقى وأفنى
ما تسليت ولو أمس
…
ت لي الجفوة سجنا
لا ولا أهوى سواه
…
إن دنا أو صدعنا
كيف أسلوه وقلبي
…
نحوه حن وأنا
واصطباري فر من بي
…
ن يدي والعقل جنا
يا حبيبي هات قل لي
…
أي ذنب كان منا
الذي أغراك حتى
…
ملت عما قد عهدنا
ما الذي أوجب هذا
…
هات بالله أفدنا
إن يكن ذاك دلالاً
…
ما أحيلاه وأهنا
أو لذنب كان أنا
…
عنه تبنا ورجعنا
أو وشى واش مريب
…
أو حسود قد تعنى
فلقد أبلغته بالهج
…
ر فينا ما تمنى
حبذا أن كان ير
…
ضيك ولو أنا تلفنا
ومن الاقتباسات الشعرية الدالة على رفعته العلية قوله:
يا معشر العشاق أوصيكم
…
حقاً وإني لمن الناصحين
والنجح في نصحي لكم فاسمعوا
…
وصية العاني حليف الأنين
ومن قوله:
سواي محب للمواثيق ناكث
…
وإني على عهد الصبابة ماكث
وإن تنس عهد الحب إني لحافظ
…
لود قديم لم يغيره حادث
وأقسم أني لا أميل عن الهوى
…
وما أنا في هذي الألية حانث
فكيف سلوي واشتياقي دائم
…
إذا رث منه باعث جد باعث
وإن عقد العذال في كتب لومهم
…
فصولاً فلي في حلهن مباحث
وإن سلموا حال الجدال تركتهم
…
وإلا فلم أبرح بعلم أباحث
وشتان ما بيني وبين مؤنبي
…
لأني مجد في الهوى وهو عابث
وإن كان صبري عن فؤادي راحلاً
…
فجيش غرامي في سويداه لابث
فيا يوسفي الحسن يا من محبه
…
غدا وهو من يعقوب للحزن وارث
ويا ناهبا عقلي وسالب صحتي
…
بطرف مريض الجفن للسحر نافث
رويدك لا تصدع بصدك مهجتي
…
فقد أزعجتني من جفاك الحوادث
وصلني ولا تصغي لقول عواذلي
…
فما هم وما قالوه إلا خبائث
وذرهم يخوضوا في الملام فإنما
…
عداوتهم للعاشقين توارث
ومن قوله:
ما أبصر الطرف بمصر وشام
…
في الظرف والبهجة والاحتشام
مثل رشيق صاد أحشاي إذ
…
صادفته يعطف غصن القوام
ما بين سلع ورياض بها
…
قد رقص الغصن وغنى الحمام
وصفقت أوراقه فرحة
…
إذ نثر الدر عليها الغمام
فصرت مبهوتاً لما عاينت
…
من حسنه عيناي والقلب هام
ولم أطق تأخير رجل إلى
…
خلف ولا تقديم أخرى أمام
فمذ رأى من حالتي ما رأى
…
أيقن أني دنف مستهام
وجاء نحوي مقبلاً مسرعاً
…
مبتسم الثغر وأدى السلام
فقلت يا أهلاً ويا مرحبا
…
بمخجل الشمس وبدر التمام
وكان أن يعطف عطفاً إلى
…
روض لشمل الأنس فيه انتظام
لولا صديق ظنه إذ بدا
…
له رقيباً فتوقى الملام
وراح عني خجلاً مفزعاً
…
وخلف الأحشاء فيها ضرام
لا توقعوا أنفسكم في الهوى
…
فهو هوان وعذاب مهين
فامتثلوا الأمر وعنه انتهوا
…
إني لكم منه نذير مبين
وقال:
تبدى لنا ملفتاً جيده
…
ومن عادة الظبي أن يلتفت
ومر وأسرع في مشيه
…
فخلناه من شرك منفلت
غزال غزاني وأبدى السرو
…
ر لذلك حتى عذولي شمت
وصال بأسمر من قده
…
وأبيض من جفنه منصلت
فلا بدع إن صرت من لحظه
…
جريحاً وعقلي به قد بهت
وأمسيت لم أدر أين الطر
…
يق ولا الفرق ما بين سبع وست
وأسرعت إن سار في خطة
…
إليه وإن يلتفت التفت
فكل يميل إلى حسنه
…
إذا ما بدا وإذا ما نعت
فيا ليته جاد لي باللقا
…
على رغم أنف الزمان المشت
وإن سمح الدهر يوماً به
…
فلم التفت طول دهري لست
وقوله:
مذ غبت يا بدر عن هذي المطالع ما
…
أبقيت إلا غراماً في الضلوع نوى
فالجسم عندي وعيني في الطريق وها
…
قلبي لديك يعاني حرقة وجوى
والشوق ولى علي الحزن إذ عزل ال
…
صبر الجميل ونومي للفرار نوى
والدمع خطط لي ثوب الضنى بيد
…
حمراء لما رأى جسمي سليب قوى
فكم يقاسي العنا قلبي وقلبك يا
…
روحي مهنا لأنواع السرور حوى
وإن هذا المترجم من أعيان حديقة الأفراح لإزالة الأتراح. وقد ترجمه مؤلفها فقال: صاحبنا الأديب، محمد أمين الزللي المدني الخطيب، وأحد أدباء العصر، والجوهر الفرد الذي ما ظفر بمثله جوهري في الدهر، اجتمعت به عام ألف ومائتين واثنين وعشرين في بندر جدة، فرأيت من أخلاقه ما أوجب علي حمده، شمائله تدل على اللطافة ورقته أرق من السلافة، ما الدر النظيم بأفخر من عقد نظامه الثمين، وما أرج النسيم بأضوع من روائح منثوره الذي هو في الحقيقة سحر مبين، فمن لطائفه قوله:
لاح الصباح براية بيضاء
…
وسطا ففرق عسكر الظلماء
والروضة الغناء قام هزارها
…
يشدو فأشجانا بطيب غناء
والغصن لاح لنا بتاج أزاهر
…
متكلل بجواهر الأنداء
فانهض وبادر للخلاعة واغتنم
…
صفو الزمان ولا تكن متنائي
واقرن صبوحك بالغبوق ولا تدع
…
فرص السرور بغدوة ومساء
واعقد ببنت الحان واجعل مهرها
…
عقلي وأشهد سائر الندماء
واستجلها بكراً تقلد جيدها
…
بعقود در بل نجوم سماء
واشهد محاسنها إذا ما أهديت
…
من كأسها في حلة اللألاء
وافضض ختام كؤوسها واكشف لثا
…
م عروسها وانشق لطيف شذاء
واعدل عن العيدان وارشفها على
…
رقص الغصون ونغمة الورقاء
وإذا سألتك ما اسمها متلذذاً
…
قل لي فديتك في جواب ندائي
هي راحة الأرواح والروح التي
…
قامت بها أجساد كل هناء
لا بل هي الراح التي من شأنها
…
جلب السرور ودفع كل عناء
راح تشابه لونها وإناؤها
…
وتشاكلا في رقة وصفاء
راح إذا ظهرت بيوم مشرق
…
أخفت أشعتها ضياء ذكاء
راح إذا ما أبرزت من خدرها
…
في ظلمة لم تفتقر لضياء
راح يفوق المسك طيب شذائها
…
يغنيك عن ند ونشر كباء
فاشرب هنيئا واسقنيها قهوة
…
حمراء وسط زجاجة بيضاء
من كف ساق في لماه ولحظه
…
وحديثه نوع من الصهباء
وبخده ورد حماه بأسهم
…
عن قطفه باللحظ والإيماء
فإذا رنا هش العيون أو انثنى
…
فضح الغصون بقامة هيفاء
وإذا بدا والبدر حال تمامه
…
لم يدر أيهما رآه الرائي
فعليك يا هذا بها وإليك عن
…
قول العواذل يا أخا السراء
واركض بميدان الخلاعة والهوى
…
طلق العنان برغم كل مرائي
ودع المساجد عنك والزم عادة الأ
…
دبا وخل ثقالة الفقهاء
واصرف زمانك كله في شربها
…
صرفاً وحاذر مزجها بالماء
وامزج زجاجتها إذا ما عفتها
…
بلماه فهو دواء هذا الداء
أو من لمى عذراء ذات مقبل
…
عذب شهي فيه برء ضنائي
تسبي وتستلب العقول إذا رنت
…
للعاشقين بعينها الكحلاء
واعص النصيح ولا تخف أحداً سوى
…
مولاك في السراء والضراء
واخضع وذل له ولذ بجنابه
…
ينجيك من سوء وشوم بلاء
واعد نوبة مخلص من قبل أن
…
يزف الرحيل وأنت في الأهواء