الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتقول أين النوم قلت لها سرى
…
ليرى حبيباً قد حوته زرود
فتجيب ما هذا السرى جنح الدجى
…
في الصبح قد قيل السرى محمود
إني مريض هواكم هل طيفكم
…
يأتي إلي يعودني ويعود
ليكون للنوم الهني وسيلة
…
كيف الهناء لمن جواه شديد
كيف الهناء لمن رمته يد النوى
…
عن ربعه المأنوس وهو بعيد
والبين أبعده وبين مرامه
…
لجج بحار بل مفاوز بيد
لكنني أرجو المهيمن عودتي
…
فهو الكريم وبابه مقصود
لأفوز في يوم اللقاء بجيرتي
…
فيكون عيداً كملته سعود
وإن قصائد المترجم كثيرة، ومعروفة وشهيرة، وفي سنة ألف ومائتين وواحدة قد رحل إلى الآستانة العلية، دار السلطنة السنية، وألف بها كتابه " الللآلئ الثمينة، في أعيان شعراء المدينة " ولم أقف على تاريخ مماته، أسبغ الله علينا وعليه جميل هباته.
الشيخ عمر بن الشيخ طه بن الشيخ أحمد بن عبيد الله بن عسكر بن أحمد
الحمصي الأصل الدمشقي المشهور بالعطار
إمام عالم متقن، وهمام فاضل متفنن، قد ساد أهل عصره بعلومه، وزاد على أهل مصره بإدراكه لمنطوق العلم ومفهومه، فألف وصنف، وقرط المسامع وشنف، وتذاكر مع علماء الأمصار، فاتفقت على فضله أسماعهم والأبصار، ووضعته علوم المعقول على مفرقها تاجاً، وأطلعته في شامها سراجاً وهاجاً، وتبسم به ثغر التصوف والحقيقة، فكان لذوي المعارف
حديقة وأي حديقة، مع أخلاق لو مزج بها البحر لطابت عذوبته، ولطافة لو توجهت على الصخر لظهر ليونته، وشيم هي في المكارم غرر وأوضاح وهمم كادت أن تتناول بساعد سموها البدر الوضاح. وكان ولوعاً بالمحادثة والمذاكرة، مطبوعاً على شغل المجالس بالمحاضرة، كثير السياحة والجولان، في الأمصار والبلدان، وقد أخذ عن عدة أفاضل ما منهم إلا من سما وترقى في الفضائل، من دمشقيين ومصريين. ومدنيين ومكيين، وغيرهم من فرس وأغوان وأتراك وداغستان. وكلهم أجازوه وشهدوا بفضله وذكائه ونباهته ونبله، غير أن عبارته كانت أحسن من كتابته وإن كان كل منهما دالاً على فضالته.
وله عدة تصانيف وجملة تآليف، قد شرح الفصوص شرحاً غير مغموص، وله رد متين على منتقص العارف محي الدين، وله عدة رسائل هي للمقصود من أعظم الوسائل.
وكان حسن الصورة والكلام لا يمله جليسه مدى الأيام، وله شجاعة مشهورة وجسارة على المدح مقصورة. قد لازمه في آخر عمره المرض وجعله لسهامه الصائبة كالغرض، ولم يزل ملازماً له حتى وافاه حمامه، وترنم على أفنان الجنان حمامه. وذلك عام ألف وثلاثمائة وثمانية من الهجرة الشريفة السامية، بلغ من العمر نحو السبعين، رحمه الله وبلغه مرامه ومناه.