الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستدركات
بيان وإيضاح
يقول الضعيف محمد بهجة البيطار: كان استعار مني الشيخان الجليلان محمد راغب الطباخ - مؤلف تاريخ حلب - ومحمد جميل الشطي مؤلف روض البشر - استعارا مني تاريخ الأستاذ الجد حلية البشر ونقلا منه ما فاتهما في تاريخيهما معزواً إلى المؤلف، رحمهم الله تعالى وأثابهم على عملهم خير الثواب.
وأرى الآن أن أنقل ملاحظة للأستاذ الشطي كان كتبها بخطه، وهي محفوظة عندي، وأجيب عنها بما هو واضح للقراء. قال رحمه الله تعالى: يستغرب من أستاذنا المؤلف أنه لم يترجم شقيقه العلامة الفقيه الشيخ محمد البيطار، مع أنه ترجم ولده الشيخ محمود البيطار، فلا عجب إذا لم يترجم صديقيه العالمين
الشيخ محمد الشطي
والشيخ أحمد الشطي، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، آمين اه والجواب عن هذا الاستغراب، ما نشرته في مقدمة الكتاب، وهو أن مؤلفه رحمه الله تعالى ورضي عنه، قد كتبه في أدوار متفرقة من أيام شبابه وكهولته وشيخوخته، ثم ترك الكتابة والتصحيح فيه قبل وفاته بأكثر من عشر سنوات، لما أضر بيده اليمنى من الأسى والشلل القليل، إلى أن توفاه الله تعالى سنة 1335 هـ. غير أنك تجد في حلية البشر من الفوائد ما لا تجده في غيره، وقد اعتذرت عن المؤلف في كل ما يظهر فيه مجال للنظر أو موضع للنقد، بنحو ما تقدم من ضرورات ألجأته إلى ترك الكتابة. على أني استدركت بعض ما فات المؤلف أو سها عنه،
ومنه الترجمة لشقيقه الأكبر الشيخ محمد، فقد أوردتها في آخر من اسمه محمد من حرف الميم، وإني مورد هنا ما كتبه صديقنا الأعز الشيخ محمد جميل الشطي في تاريخه لصديقي المؤلف الشيخين محمد وأحمد الشطي، رحم الله الجميع رحمة واسعة.
قال في تراجم أعيان دمشق في نصف القرن الرابع عشر الهجري ما نصه:
الشيخ محمد الشطي
ترجمه ولده سيدي لعم مراد أفندي فقال ما خلاصته: هو محمد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي الحنبلي الدمشقي، العالم الفاضل الفقيه الفرضي الحيسوبي الهمام، كان من أعيان العلماء سخياً ودوداً حسن العشرة. ولد بدمشق في 10 جمادى الثانية سنة 1248، ونشأ في حجر والده العلامة، وقرأ القرآن وجوده وحفظه على الشيخ مصطفى التلي، ولازم دروس والده توحيداً وفقهاً وفرائض وحساباً ونحواً وصرفاً وغير ذلك، وبه تخرج وانتفع، واستجاز له والده المنوه به من أئمة دمشق وقتئذ الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ حامد العطار والشيخ عبد الرحمن الطيبي ونزيل دمشق الشيخ محمد التميمي، فأجازوه، وروى عنهم حديث الأولية، ولازم بعد وفاة والده سنة 1274 هـ الشيخ عبد الله الحلبي فحضر عليه طرفاً من الحديث والفقه والنحو، ولما ورد إلى دمشق الشيخ محمد أكرم الأفغاني، لازمه مدة في علم الفلك وغيره، وكتب له إجازة عامة.
وقد عني المترجم بالتأليف والجمع، فألف وجمع كتباً ورسائل جمة. منها في الفرائض رسالة الفتح المبين طبعت بدمشق سنة 313 ثم أعيد طبعها سنة 353 وكتاب صحائف الرائض، وقد جعل في كل صفيحة منه بحثاً خاصاً. ومنها في الهندسة بسط الراحة لتناول المساحة، اختصره من كتاب والده، وذيله بخريطة فيها رسم الأشكال الهندسية، مع بيان
مساحتها بالأرقام، مطبوعة، وكان أرسلها إلى الأستانة، فأصدرت نظارة المعارف أمرها بطبعها ومكافأته عليها، وذلك سنة 292، ومنها في الفقه: توفيق المواد النظامية لأحكام الشريعة المحمدية، نحو مائتي مادة، طبعت في مصر سنة 325 وتسهيل الأحكام فيما يحتاج إليه الحكام، نحو ألف مادة، والقواعد الحنبلية في التصرفات العقارية مطبوعة ومنها شرح على الدور الأعلى للشيخ الأكبر، وشجرة في النحو على طريقة الإظهار واختصر منسك والده ومعراجه مطبوع وجمع دفتراً كبيراً في تقسيم مياه دمشق وبيان أسهمها المترية، وله غير ذلك.
وكان يميل إلى إحياء المذاهب المندرسة ونشرها، وله إطلاع واسع على أقوال المجتهدين، حتى إن العلامة محمود أفندي الحمزاوي مفتي دمشق كان طلب منه جمع مسائل الإمام داود الظاهري، فجمع رسالة في ذلك قدمها إليه في أيام يسيرة، طبعت بدمشق سنة 1330. ثم ذكر وظائفه وأعماله مرتبة على السنين، وكانت وفاته سنة 1307، ودفن في مقبرة الذهبية بمشهد عظيم انتهى.
قال: وقد ترجمه الأستاذ القاسمي في تاريخه المخطوط، والسيد تقي الدين في تاريخه المطبوع، رحمه الله وجزاه عنا خيراً، قال: وأعقب صاحب الترجمة أولاده الأربعة والدي العالم الفرضي عمر أفندي المتوفى سنة 337، والتقي معروف أفندي المتوفى سنة 317 والمتفنن مراد أفندي المتوفى سنة 314 والقاضي المتقاعد الشيخ حسن أفندي الباقي الآن سلمه الله اه. توفي الشيخ حسن في 28 جمادى الأولى سنة 1382 هـ 26 ت الأول 1962 رحمه الله تعالى.