الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظماً بليغ اللفظ فيه الاكتفا
…
حقاً لمن يبغي الغرائب والنوادر
كالروض في نسماته وبهائه
…
منها تفوح لمن يقابلها النوافح
فيه الأزاهر من نصائحه لمن
…
رام انتفاعاً من لطائفه النوافع
يحتاج قارئها البكاء لذنبه
…
حتى ينوح منه تمتلئ النواحي
لله درك يا فصيحاً بالغاً
…
أبدى بقوة فهمه الكلم النواصح
نسخت بدائعك اللطائف نظمنا
…
لله ما أحلى بدائعك النواصع
وحويت ما لم تحوه الأدباء من
…
لفظ تفوق بها على نسج النواسج
فلك الفصاحة والبلاغة كلها
…
عضيت من عزوم عليها بالنواسج
لا زلت في روض السعادة راتعاً
…
تجنى بسعدك منها الأثمار النواسق
أأخذ عن الشيخ محمد المسوني والشيخ محمد سعيد سفر وغيرهما. وأعلى أسانيده من طريق شيخه ابن سنه (بكسر السين وتشديد النون المفتوحة) المعمر مائة وخمسين سنة، عن الشريف محمد بن عبد الله عن محمد بن اركماش الحنفي عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بأسانيده المشهورة. مات المترجم المرقوم في المدينة المنورة عام ثمانية عشر ومائتين وألف ودفن بها رحمه الله تعالى.
الشيخ صالح بن الشيخ محمد الدسوقي الأصل الدمشقي الولادة والمنشأ الشافعي
عالم فاضل، ونحرير عامل، له في الولاية القدم الراسخ، وفي أنواع العلوم المقام الشامخ، ساد على أهل زمانه، وفاق أجلاء عصره وأوانه،
ومن غريب ما وقع في مدته، ونسب تداركه إلى حضرته، أنه كان له تلميذ يقال له الشيخ قاسم الحلاق، وكان من أنبه تلامذته على الإطلاق، وكان له حجرة في جامع السباهية في محلة الدرويشية، قد انقطع بها للعلم والعبادة، وطلب النجاح والسعادة، ثم أنه في ليلة معلومة، كان مدعواً بعد العشاء في أعزومة، وبعد نصف الليل قد حضر، وكانت الليلة ليلة أربعة عشر، فدخل الجامع وأغلق الباب، بعد أن ودع الرفقة والأحباب، فوضع بعض ثيابه في حجرته، ودخل الخلاء لقضاء حاجته، ثم خرج وجلس على حجر أمام البركة حصة من الزمان، لكي يأخذ حظه بشرب قليل من الدخان، وكان إشراق البدر في كمال، والوقت في غاية الاعتدال، وهو قد أفرغ عليه السرور والبسط والحبور، فلم يمض عليه حصة قلية، إلا وقد أقبلت نحو هرة جميلة، وصارت تتلمس بثيابه، وتدور حول جنابه، وهو يأنس بها وينظر إليها، ويلمس بيده عليها، حتى ارتقت على صدره وعضت أنفه، كأنها تريد قطعه وقطفه، فلطمها لطمة قوية، كادت تذيقها كؤوس المنية، فوثبت إلى طرف البركة وحملقت إليه، حتى خاف أن تسطو عليه، فبادر الذهاب، ودخل الحجرة وقفل الباب، ولونه قد انشحب وفؤاده قد اضطرب، وأعضاؤه ترتعد
ارتعاد المحموم، كأنه دنا أجله المحتوم، فما مضى برهة، إلا سمع كلاماً من خارج الحجرة، فأصغى بسمعه لذلك، فسمع رجلاً يقول والله لأذيقنه غصص المهالك، أين هو لأذيقه النكال والجحيم، قالت هو في هذه الحجرة مقيم. فقام الشيخ وقد عدم الاقتدار، وأخذ يجمع متاع الحجرة باليمين واليسار، ويضع جميع ذلك وراء الباب، وجعل ذلك لمنع دخول من سمعه من أكبر الأسباب، فما رأى إلا يداً قد امتدت إلى داخل الحجرة وفتحت الأقفال، ودفعت جميع ما كان وراء الباب بغاية الاستعجال، ثم فتح الباب ودخل، وقال يا بنتي أهذا الذي حصل منه ما حصل، فقالت نعم يا مولاي، هذا الذي ضربني وأوهن قواي، فقال اصبري وانظري إليه، وتأملي ما يجري عليه. ثم أمر بجماعة فأحضروا بين يديه، فصار يضرب أعناقهم واحداً بعد واحد، وينظر إلى الشيخ ويلقي القتلى عليه، حتى امتلأت الحجرة ولم يبق بها مكان، قال لابنته: ما تريدين أن أفعل الآن؟ فاقترحي علي، واتركي الأمر إلي. فقالت: يا أبت يكفيه ما وقع الآن، وإن عاد باء بالنكال والخسران. ثم آب من حيث حضر، والشيخ قد غاب عن إدراكه وصار حاله عبرة لمن اعتبر، فلما علا النهار تفقدوه، فلم يقعوا عليه ولم يجدوه، فنظروا من خصاص الباب إليه، فوجدوه ملقى وإشارات الموت عليه، فاختلعوا الباب في الحال، بعد أن كسروا الأقفال، واحتملوا الشيخ إلى بيته وهو عن إدراكه ذهلان كأنه في بحران، فحضر عنده شيخه المترجم إلى بيته وهو عن إدراكه ذهلان كأنه في بحران، فحضر عنده شيخه المترجم ذو القدر المصون، وعلق عليه تميمة وقرأ عليه شيئاً من الكلام القديم ذي السر المكنون، فقام في الحال، كأنما نشط من عقال. وكانت تعاوده هذه البنت من بعيد وتقول له ارم الحجاب وإلا قتلتك من غير ارتياب، فيشكو لشيخه فيقول له إياك أن تسايرها في ذلك، فتوقعك في الشدائد