الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإني على مر الزمان لكم فتى
…
دعاء بما ترجون في السر والجهر
فجد واعف عن عبد أتاك مقصراً
…
وإن صاغ للمدح الثريا مع الزهر
فلا زلت مرفوع المقام مدى المدى
…
ولا زال من عاداك في الذل والقهر
ولا برحت آيات مجدك ترتقي
…
لها الموضع الأعلى على هامة الدهر
توفي هذا الفرد الكامل والأوحد الفاضل، في الدار العلية عام ألف وثلاثمائة وأربعة عشر.
السيد عمر بن عبد السلام المدرس الداغستاني صاحب اللآلئ الثمينة في أعيان
شعراء المدينة
أديب لأشتات الفضائل جامع، وأريب إشراق بدره في سماء المعارف لامع، شمائله تزري بأنفاس الشمول والشمال، وفضائله قد تحلت بأنواع الحسن وأفنان الجمال، لا تسأم أصحابه لطيف مؤانسته، ولا تمل أحبابه ظريف مجالسته، مع فصاحة وبلاغة ولسن، وتجمل بكل خلق جميل حسن، ورقي من معالي المكارم ذراها، وتمسك من أعالي العزائم بأوثق عراها، دأب في كسب المآثر فتى وكهلا، وسلك من مسالكها حزنا وسهلا، حتى قيد منها كل شاردة، وشيد مبانيها فكانت لطلابها أبهى عائدة، ولله در نثره الرائق، ونظمه البديع الفائق. فمن لطائفه العالية، وطرائفه السامية، قوله مخاطباً الأديب الكامل، السيد عمر حيدر المدني بهذه المسمطة:
يوم عيد الوصل إذ
…
أوفى لنا الحب الوعود
وتبدى بالحميا
…
من محياه يجود
حل في منزل أنسى
…
مسعداً سعد السعود
وتثنت في رياض الصفو أغصان القدود
وغدت ضاحكة بالأنس أزهار الخدود
دور
بالتلاقي والوفا قد
…
أحسن الدر المسي
يا خليلي فامل من دن التهاني اكؤسي
لا تؤخر مطلبي
…
عجل بها كي نحتسي
نمزج الأفراح بال
…
أرواح ثم الأنفس
ما علينا من عذول
…
هان أو واش حسود
دور
عاتها صفراء مثل التبر في كأس اللجين
ليس يحلو مزجها
…
إلا بريق الشفتين
من لمى ذاك الرشا
…
النفار ساجي المقلتين
كم له قد قلت أو
…
ف الوعد إن الوعد دين
وهو نفار عن الوصل
…
كما الظبي الشرود
دور
ما ترى طير الصفا يشدو على غصن السرور
ونسيم القرب قد هبت وفاحت بالعطور
ومن البشر غدا مبتسماً ثغر الزهور
أنس المجلس إذ
…
واصلنا ذاك الغرور
وهو في تم البها كا
…
لبدر بل أضحى يسود
دور
يا لها ساعة إقبا
…
ل بها جاد الزمان
وبلغنا القصد والمأ
…
مول مع حور الجنان
فاختلع فيها عذاراً
…
واغتنم وقت التهاني
لا تؤخر ساعة الأنس إذا وافت لآن
إنما الدهر هبات
…
قل فاحرص أن تعود
دور
وانشدن لي مدح حاوي
…
الفخر والعز النبيل
الأديب الماجد الأر
…
وع ذي الفضل الأثيل
عامر الأفضال محمو
…
د البها الندب الكميل
حيدر العليا سراج الفضل والشهم الفضيل
دام في عيد المسرا
…
ت وفي عيش البرود
فأجابه بقوله:
أم قلبي كعبي الريم المفدى في زرود
عرفات البعد طالت
…
وهواه لي يقود
بمناه بت في نسك الهوى أو في الصدود
جمرات الهجر منه ألهبت
…
قلبي الوقود
ليته يوفي ضمان القرب يولي بالسعود
دور
راح يسعى نحوه
…
قلب المعنى المستهام
وغدا فيه جسيمي
…
لابساً ثوب السقام
وحطيم البعد أضحى
…
يحطم القلب دوام
قد جرى زمزم دمعي
…
وانتهى في الانسجام
عل أوقات اللقا من
…
فاتني يوماً تعود
دور
قيدوا قربان قلبي
…
بعد أن حلوا المدى
أضجعوه كي يريقوا
…
نفسه يوماً سدى
غاب شخصي عن عياني
…
ما تراه إن بدا
إن تراه لائحاً ما
…
ذاك إلا للردى
حشوه صار خيالاً
…
مذ غدا رهن الصدود
دور
ليس يدري شخص جسمي
…
مذ فني إلا الهوى
وكذاك السقم يدري
…
حيث فيه قد ثوى
مازجت روحي هواها
…
والهوى بي قد هوى
لست أصغي لعذول
…
بملام لي كوى
جار عذري غرامي
…
أرعدت منه الرعود
دور
هذه حالة خل
…
قد توالاه السقام
ما له إلا سراج الفضل والشهم الهمام
بحر آداب وفهم
…
شمس آيات النظام
عقد أجياد المعالي
…
تاجها بين الأنام
يا سمياً ساعد المضنى
…
على رغم الحسود
دور
فانتخب لي فرصة نحسو بها كأس الأدب
من صبوح وغبوق
…
وخلاعات الطرب
يا سراجاً للتهاني
…
يا ضيا عين الأرب
امزج الكأس بماء البشر واطفي ذا اللهب
واجل عن قلب صداه
…
خلني من ذي القيود
وله رحمه الله أيضاً من الموشح:
قل لأحباب لنا رقدوا
…
والشجي أودى به السهد
زاد منه الوجد والكمد
…
صد عنه الشادن الشرد
ساعدوا المضنى
…
في هوى لبنى
وافهموا المعنى
…
ولي اسعدوا
دور
كم تكونوا في الكرى يا نيام
…
وتروموا وصل بدر التمام
أنا والنجم وورق الحمام
…
حالنا في الليل مطرد
لا نعي لو ما
…
في هوى الألمى
لا نرى نوماً
…
ولا نجد
دور
وسميري البدر في الأفق
…
إذ تجلى في دجى الغسق
حوله الأنجم كالفرق
…
وهو فيهم ملك سيد
في الورى مطلوب
…
وجهه محبوب
حسنه المرغوب
…
لا يجحد
دور
ليس إلا أنهم ضعفوا
…
عن غرام ليس يتصف
تركوا العشق وما ألفوا
…
ما لهم مثلي أنا جلد
فأنا الصبار
…
في الدجى سهار
وصبا الأسحار
…
لي تشهد
دور
خافق القلب صريع الهوى
…
قد وهى مني قوي القوى
من جفا ظبي سبا وثوى
…
في كناس حوله أسد
وصله قصدي
…
قربه سعدي
بعده يردي
…
وقد يجهد
دور
كيف أسلو لغزال سكن
…
وسط قلب بهواه افتتن
حجبوه فانتمت بي المحن
…
ليتهم لي باللقا بعدوا
ونقضي الوعد
…
بالهنا والسعد
والأسى من بعد
…
لا يرد
دور
هات روح مهجتي يا نديم
…
واملأ الكأس براح قديم
كيف لا أصبو لها وأهيم
…
ولها القلب متقد
هاتها حمراً
…
خمرة بكرا
تنعش السكرى
…
وقد تبرد
دور
والدجى ذو شعر أجعد
…
مائساً في ردنه الأسود
في رياض ذات زهر ندي
…
عرفها للهم قد يطرد
غصنها ممشوق
…
ماؤها مدفوق
والرشا المعشوق
…
لا يبعد
دور
هي حقاً راحة الأنفس
…
فارتشفها جذلا واحتسي
من يدي ذي هيف ألعس
…
إن تثنى زانه الميد
حسنه باهر
…
خده ناضر
ثغره زاهر
…
ومنتضد
دور
قده كالغصن في ميله
…
لحظه كالسحر في كحله
وهو مثل الشمس في حلله
…
خصره في الردف مستند
جفنه قتال
…
كالظبا يختال
عنبري الخال
…
منفرد
وقال هذه الموشحة والحديث شجون
هملت سحب دموعي عندما
…
طرز البرق ذيول الحندس
فأسالت من بكاها عندما
…
مقطراً من صاعدات النفس
دور
تتصابى بلييلات اللقا
…
حيث مرت مثل نسمات البكر
يا ليالي سلفت لي بالنقا
…
وهي شامات بوجنات السحر
إذ بها بدر السما قد أشرقا
…
وهو محمر على بدر البشر
وعيون النجم في شزر اللمى
…
نظرت أنجم تلك الأكؤس
فشفيت الجرح من راح اللمى
…
بالتشامي للغزال الألعس دور
أحور يخجل بالطرف الظبا
…
وعجيب من سقيم في كحل
قده ريان من ماء الصبا
…
يتثنى في كثيب من كفل
لطفه ألطف من ريح الصبا
…
ظلمه عندي أحلى من عسل
قلت يا ظبياً سباني ورمى
…
بعيون نعس كالنرجس
أورثت بالنبل قلبي ورما
…
فاطف عنه لهباً ذا قبس
دور
فانثنى عني نفوراً معرضاً
…
بعد ذاك الأنس منه والطرب
مذكياً في منحنى ضلعي الغضا
…
وأدام الصد من غير سبب
وقلاني وملاني مرضا
…
فلذا أمسيت منه في تعب
مغرماً في ذا الذي فاق الدمى
…
مسهداً في الليل حتى الغلس
فكأني ودموعي كالدما
…
قد توكلت بحفظ الكنس
آه من حال التجافي والنوى
…
قد رمى البعد فؤادي بالقلق
أعرض الحب وهجراني نوى
…
ما أمر الصد من ساجي الحدق
هو في أنس بجيران اللوى
…
وأنا صب بوجدي في حرق
أذكر الوصل وأيام الحمى
…
قائلاً قولي الكئيب الموئس
يا زماناً كان سعدي قد حمى
…
فيه أنسي عن رقيب انحس
وله مجاوباً الشيخ عابد السندي عن قصيدته وهي:
قد صحا الجو والربى قد تبسم
…
زهره والنسيم عنه تنسم
إلى آخرها وهي قصيدة طويلة فأجابه المترجم المذكور بقوله:
جاد غيم السما لنا وتبسم
…
عن سنا بارق له غير جهم
وغدا في الهواء يسحب برداً
…
بطراز البروق أصبح معلم
واختفت تحت ذيله الشمس حتى
…
أصبحت لا ترى كمثل الملثم
فتراه يجري وللرعد سوق
…
خلفه كالحادي إذا ما ترنم
فكأن السماء غارت فغطت
…
وجهها حينما الربى قد تبسم
فانظر الروض في حلاه نحلى
…
لابساً سندساً عليه منمم
وكأن الأغصان يا صاح أعطا
…
ف عليها خدود الأزهار تلثم
ذاك قد لاح أحمراً وترى ذا
…
أصفراً فاقعاً وأخضر أدهم
أو كمثل الأجياد يبدو عليها
…
عقد ودق من غير سلك منظم
فتهب الصبا عليها فتأتيها بأخبار كل عطف منعم
فترى ذا يميل شوقاً لهذا
…
كقدود ببعضها تتلزم
ولصدح الحمام في القلب صدع
…
إن بدا شادياً بعود وزمزم
وخصوصاً إذا تغنى بترقيق سجوع منه القلوب تهيم
يذكر الصب عهد ما كان منه
…
مع صحب له يزيلون للهم
فإذا ما بكى الحمام تراني
…
باكياً والدموع كالسحب تسجم
قائلاً آه يا حمام أفدني
…
هل رجوع لعهد أنس تقدم
ما أظن الرجوع إلا محالاً
…
أي ورب بحق علياه يقسم
فانهضن بي يا صاح نحو عقيق
…
ماؤه يذهب الأسى مثل مرهم
واملأن لي من مائه كل كأس
…
إنه مخجل العتيق المختم
واروني إن في حشاي أموراً
…
من أمور منها أخو الصبر يهتم
وأغثني بوجه كل مليح
…
مخجل الشمس بالجمال المتمم
إن تثنى تقول للبان بن عنه فإني أخشى قوامك يقصم
أو تبدى تقول للبدر بادر
…
لاختفاء فوجه ذا البدر أعظم
وإذا هش قلت للدر حو
…
ل ثناياه إنها منك أنظم
وله مبسم حوى خمر ريق
…
خمرة الكرام عنده ليس تكرم
إن رآه الأقاح ظل حياء
…
ذابلاً خاملاً من الصمت أبكم
وهلال السماء لما رآه
…
بات يحكي قلامة منه تقلم
وجنتاه كالورد كالزهر كالنسرين مثل الشقيق والجمر مضرم
فاعجبن من جمع اللظى مع زهر
…
كيف حلا بها وكل منقم
ومياه الجمال جالت عليها
…
وهي تحكي من التودد عندم
كم قلوب تروم منها وروداً
…
مثل صاري القطا إذا هو حوم
فترى أسهم اللواحظ تبدو
…
من حنايا حواجب وتقوم
فتقول الأمان من هذه الأجفان إن المنون فيها مكتم
ذي عيون كالسحر تخلب للألباب كالخمر تسكر العقل الأحزم
كم بكى النرجس الغضيض عليها
…
غيرة بالندى الهمي وتظلم
الفرار الفرار من قبل طحو
…
في الهوى إنه لدى الناس معظم
عن قتال يا أعين الظبي كفى
…
واتركي الحرب إنما السلم أسلم
كم معنى في حب ذا الظبي أضحى
…
منجداً يطلب الوصال وأتهم
فترى البعض منه يحظى بقرب
…
وترى البعض بالتباعد مغرم
فهو كالشمس كل شخص تراه
…
مبصراً حسنها الذي الكون قد عم
عوذوه بالطور والنجم حفظاً
…
وبطه كذا تبارك مع عم
ثم خطوا من الشوارب خطاً
…
فوق كنز اللمى يلوح كطلسم
أو كمسك الختام فوق رحيق
…
في شفاه منها الشفاء تنسم
ليت جيداً له كما الظبي جيدا
…
بات من فوق ساعد لي ومعصم
وفمي فوق خده تارة أو
…
فوق ثغر يقول يا عطر من شم
وعلى نحره أمرغ نحري
…
وأداوي مكسور قلبي بالضم
وبزندي منه أمنطق خصراً
…
مثل عود فيه غرامي خيم
قانعاً عن نجد الروادف إني
…
لست حقاً ممن بذلك يتهم
إنني في الهوى عفيف سليم
…
انعش الروح بالجمال وأسلم
حبذا حبذا المحيا إذا ما
…
لاح لي وهو في ابتهاج ومبسم
فتراني أصبو إليه اشتياقاً
…
لا لقصد من الخنا أو لمأثم
غير أني أهوى بأني أجلى
…
لمراة الفؤاد بالحسن عن غم
هكذا هكذا المحب وإلا
…
عاد ما كان مغنماً منه مغرم
أفعار علي إن كنت أهوى
…
رشأ ناعس المحاجر أحرم
فاتهامي بحبه غير عيب
…
إنه منجح لدي ومغنم
كل من لم يحب الغيد لم يعرف صفاء الهوى مما هو مذمم
حيني يا أخا المحبة واسند
…
لي حديثاً من الصبابة محكم
واشرحن لي متن الغرام وأظهر
…
لي ما كان منه مخفي ومبهم
وأفدني بوصف كل مليح
…
بارع الحسن بالجمال معمم
حسن الجيد والشمال كريم
…
خيمه منه بالمحاسن أكرم
مثل خيم الأديب رب المعالي
…
والمعاني التي بها قد تقدم
مفرد العصر جيد الشعر رب النثر كالزهر لاح غير مكمم
بارع من خزائن الفضل والمجد كذا العلم صار أغنى وأغنم
نظمه في الأذواق والخلق منه
…
ذاك أحلى وذاك باللطف أحلم
عابد الله بالخلوص صديق
…
صادق الود طرسه عنه ترجم
ماهر في الآداب نابغة الوقت وكل بأنه الفرد يعلم
وذكاء في النور مثل ذكاء
…
إن تجلى وقت الضحى لا تغيم
حاذق دافق القريحة حبر
…
كم أديب منه الفنون تعلم
شاعر أظهر البدائع لما
…
في رقاب الألفاظ حقاً تحكم
وغدا معدن المعارف بحر الظرف باللطف والتحايف قد طم
ومن قوله مراسلاً والده من الصعيد:
سهرت على الأحباب شوقاً لياليا
…
فهل بهم من شدة الشوق ما بيا
وهل عندهم مثلي غرام ولوعة
…
ووجد ببحر القلب قد صار طافيا
وهل هم كمثلي في الظلام تدرعوا
…
ثياب سهاد غادر النوم جافيا
سقى الله جيران العقيق ولعلع
…
ملث سحاب هامع القطر هاميا
وحيا مغاني الأنس أوفى تحية
…
تدوم لهم ما دام شوقي وافيا
سقى ورعى أيامنا ولياليا
…
تمضت بوصل في حماها حواليا
لقد هاجني التذكار نحو ربوعها
…
كما هاجت الأرواح ورقاً شواديا
تبيت على الأغصان تصدح سحرة
…
بمحسرة شوق تترك الصب باكيا
فهل منزل الأحباب بعدي عامر
…
وإلا كجسمي صار بالبين باليا
وإلا كصبري شفه الافتراق بل
…
أدام إلهي منزل الأنس عاليا
فإني لمشتاق إلى لثم سوحه
…
لأني أراه من هيامي شافيا
متى أكحل الأجفان من تربه متى
…
أشم ثرى يغدو به العقل صاحيا
متى عيني السكرى بدمع وحرقة
…
تقر بقرب يترك العيش هانيا
إذا هب من أرض الحجاز نسيمها
…
يظل كنيران الغضا لي صاليا
وقد كنت أرجوه يبرد لوعتي
…
ويطفي لظى شوق لقلبي كاويا
سلوا الفرقدين النيرين سلوا السهى
…
كذا اسألوا عني السهيل اليمانيا
سلوا أنجم الجوزا سلوا القطب بل سلوا
…
سماكا، سلوا عني النجوم الدراريا
أردد فيها الطرف في غسق الدجى
…
وأرقبها في طول ليلي مراعيا
وأشكو إليها ما بقلبي من جوى
…
وأشهد أن العهد ما زال باقيا
وأذكر ساعات اللقا ومضيها
…
كوامض برق في الدجى كان شاريا
وأذكر قربي من ديار أحبتي
…
فقد صرت عنهم بالتباعد نائيا
رماني زماني بالتفرق والنوى
…
وبالبعد عنهم بعد ما كنت دابيا
لعل الذي قد دبر الكون أمره
…
يقصر أيام النوى واللياليا
ويجمع كلا عن قريب فإنه
…
سميع مجيب للذي بات داعيا
فلا تقطعوا عني دعاكم فإنه
…
لإكسير سعد يترك العبد واليا
وحياكم المولى بأزكى تحية
…
تفوق من العرف الشذي غواليا
ومن قوله مجاوباً العلامة الشيخ علي الفرضي:
أبا الحسن اعذرني فإني آيب
…
وسامح محباً للسماح يراقب
فإنك أهل الحلم والفضل والنهى
…
وذو همم تحكى بذاك السحائب
بعثت بأبيات إلي كأنها
…
من الحسن في أفق البيان كواكب
زعمت بها أني سلوت الوداد إذ
…
تأخرت عنكم لا، ومن هو واهب
فكيف معاذ الله أصبح سالياً
…
لخدني الذي لي معه تصفو المشارب
ولكن صروف الدهر أضحت تعوقني
…
بأن التقي معكم وتقضى المآرب
وإني لمشتاق إليكم ومهجتي
…
وحق إلهي للقاء تطالب
وما كان تأخيري من الهجر والقلا
…
ولا القلب في إخلاصه الود كاذب
وكل الذي أبصرتمو من تأخري
…
لأمر به عقلي من الهم غائب
وهذي الدنا ليست تجيء على الهوى
…
ولا تشتهي أن قد تنال المطالب
تكدر ما بين الأحبة إن رأت
…
على راح صفو قد تصافت حبايب
وقولي صدق ليس فيه تخالف
…
لأني امرؤ قد طال مني التجارب
فسامح ولو أخطأ يا خير صاحب
…
فذلك عند الأكرمين مناقب
فإني خجول منك أقوى خجالة
…
وفي أضلعي من شدة الشوق واجب
فلا زلت أهلاً للسماحة والعلا
…
ورب البها والعز ما حن صاحب
ومن قوله:
يا ساكني وادي الأجارع جودا
…
بلقاكم فتصبري مفقود
جودوا علي مع الصبا برسائل
…
تطفي فؤاداً في حشاه وقود
فلعله يأتي يشنف أدمعاً
…
بلت بواكفها الهمي خدود
وعساه أن يطفي لهيب أضالع
…
نحلت فشابهها انتحالا عود
لأشم منها نفحة عطرية
…
بشميم أزهار الحجاز تجود
كيف اصطباري عن تنشق عرفكم
…
أظننتم أن الحشا جلمود
أم تحسبوني بالسوى متبدلاً
…
لا والذي بحقيقة معبود
أم غير ذكركم ثوى في خاطري
…
أم غير قربكم الهني أرود
أم غير حب لقائكم أهوى منا
…
يا منيتي إلا اللقاء فجودوا
إني إذا جن الظلام يزورني
…
وجد وسهد للسها مشهود
ومسامري وجد مقيم مقعد
…
وله حديث من جوى مسرود
وقريحة الأجفان تبكي حسرة
…
إذ فر عنها النوم فهو شرود