الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلك الفضلاء والنبلاء، وصار له ذكر وشهرة ووجاهة. وحدثته نفسه بمشيخة الأزهر، وكان بيده عدة وظائف وتداريس مثل جامع الآثار والنظامية، ولم يزل حتى تعلل، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، انتهى من الجبرتي ملخصاً.
الشيخ علي المعروف بالخياط الشافعي الأزهري
الشيخ الإمام العمدة الهمام، الفقيه النبيه الفالح. حضر أشياخ الوقت وتفقه على الشيخ عيسى البراوي ولازم دروسه وبه تخرج، واشتهر بالعلم والصلاح، وأقرأ الدروس الفقهية والمعقولية وانتفع به الطلبة، وانقطع للعلم والإفادة. ولما وردت ولاية جده محمد باشا توسون طلب إنساناً معروفاً بالعلم والصلاح، فذكر له الشيخ المترجم، فدعاه إليه وأكرمه وواساه وأحبه وأخذه صحبته إلى الحجاز وتوفي هناك سنة ثماني عشرة ومائتين وألف.
الشيخ علي النجاري المعروف بالقباني الشافعي مذهباً المكي مولداً
الإمام العمدة المحقق والهمام النخبة المدقق، والفاضل العامل والزبدة الكامل. وهو ابن أحمد تقي الدين بن السيد تقي الدين، ينتهي نسبه إلى أبي سعيد الخدري، وهو سعد بن مالك بن دينار بن تيم الله بن ثعلبة البخاري أحد بطون الخزرج وينتهي نسب أخواله إلى السيد أحمد الناسك ابن عبد الله بن إدريس بن عبد الله بن الحسن الأنور بن سيدنا الحسن السبط رضي الله تعالى عنه.
ولد المترجم بمكة سنة أربع وثلاثين ومائة وألف، وقدم إلى مصر مع أبيه وأخيه السيد حسن سنة إحدى وسبعين ومائة، فليلة وصولهم مرض أخوه المذكور وتوفي صبح ثالث يوم، فجزع والده لذلك جزعاً شديداً وتشاءم، وعزم على السفر إلى مكة ثانياً، ولم يتيسر له ذلك إلا أواخر شوال من السنة المذكورة، وبقي المترجم واشتغل بتحصيل العلوم وشراء الكتب النافعة واستكتابها، ومشاركة أشياخ العصر في الإفادة والاستفادة، مع مباشرة شغل تجارتهم من بيع الإرساليات التي ترد إليه من أولاد أخيه من جدة ومكة، وشراء ما يشتري وإرساله لهم، إلى أن تمرض وانقطع ببيته الذي بخطة عابدين قريباً من الأستاذ الحنفي، سنة تسع ومائتين. وكان عالماً ماهراً وأديباً ناثراً شاعراً، تخرج على والده وعلى غيره بمكة، وعلى كثير من أشياخ العصر المتقدمين، كالشيخ العشماوي والشيخ الحفني والشيخ العدوي وغيرهم، وتخرج في الأدب على والده وعلى الشيخ علي بن تاج الدين المسكي وعلى الشيخ عبد الله الأتكاوي وغيرهم.
وله مؤلفات: منها نفح الأكمام على منظومته في علم الكلام، ومنها تقريره على الرملي وهو مجلد ضخم، ومنها شرح بديعيته التي سماها مراقي الفرج في مدح عالي الدرج، وله ديوان شعر صغير غالبه جيد وكان في مدة انقطاعه لا يشتغل بغير المطالعة وتحصيل الكتب الغريبة، وقيد ولده السيد سلامة بأشغال تجارتهم، وولده السيد أحمد بملازمته واستماعه فيما يريد مطالعته، وكانت داره في غالب الأوقات لا تخلو من المترددين، إلى أن توفي ليلة السابع والعشرين من رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، وعمره سبع وثمانون سنة وصلي عليه في الأزهر ودفن بمقبرة أخيه بباب الوزير، وتأسف عليه الناس لكرمه وعلمه وزهده وورعه ولين جانبه ولطافته وكثرة حب الناس له، رحمة الله عليه.