الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هدا التعارض
سلك أهل العلم في هذه المسألة مذهبين:
الأول: مذهب الجمع.
والثاني: مذهب الترجيح. وإليك بيان ذلك:
أولًا: مذهب الجمع:
وإليه ذهب النووي وابن حجر عليهما رحمة الله فقالا: إن أصلها في السماء السادسة ومعظمها كأغصانها وفروعها في السماء السابعة.
قال النووي رحمه الله: "ويمكن أن يجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة فقد عُلم أنها في نهاية من العِظَم"
(1)
.
وقال ابن حجر رحمه الله: "ولا يعارض قوله: إنَّها في السادسة ما دلت عليه بقية الأخبار أنه وصل إليها بعد أن دخل السماء السابعة لأنه يحمل على أن أصلها في السماء السادسة وأغصانُها وفروعها في السابعة. وليس في السادسة منها إلا أصل ساقها"
(2)
.
ثانيًا: مذهب الترجيح:
وإليه ذهب ابن العربي
(3)
والقاضى عياض
(4)
والقرطبى
(5)
-عليهم رحمة الله- وقال: إنه قول الأكثر فرجحوا كونَها في السابعة، واستدلوا على ذلك بما يلي:
(1)
مسلم بشرح النووي (3/ 5، 6).
(2)
فتح الباري (7/ 213).
(3)
انظر: عارضة الأحوذي (12/ 119).
(4)
انظر: كتاب الإيمان من إكمال المعلم للقاضي عياض (2/ 732) مسلم بشرح النووي (3/ 5) فتح الباري (7/ 213).
(5)
انظر: المفهم (1/ 394).
1 -
أن رواة كونِها في السابعة أكثر قال ابن العربي: "وفي الصحيح من الأحاديث أنها في السابعة ولا شك فيه فرواة ذلك أكثر"
(6)
.
2 -
قالوا: إن الأحاديث الدالة على أنَّها في السابعة مرفوعة، وأما حديث عبد الله بن مسعود -والذي فيه أنَّها في السادسة- فهو موقوف عليه من قوله.
والمرفوع مقدم على الموقوف
(7)
.
3 -
وقالوا: إن كونَها في السابعة هو الذي يقتضيه وصفها وتسميتها بالمنتهى
(8)
.
* * *
(6)
عارضة الأحوذي (12/ 119).
(7)
انظر: المفهم (1/ 394).
تنبيه: قال الحافظ عن حديث ابن مسعود إنه: صحيح مرفوع. انظر فتح الباري (7/ 213) فإن أراد أنه مرفوع حكمًا فظاهر لأن هذا أمر غيبى لا يمكن أن يقوله ابن مسعود رضي الله عنه من عنده. وإن أراد الحافظ بقوله مرفوع: أنه ورد مرفوعًا إلى النبى -صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ففيه نظر لأن الحديث عند مسلم غير مرفوع -كما تقدم- وهو كذلك عند النسائى (1/ 243) ح (450) والترمذي (تحفة 9/ 163) ح (333) وأحمد (5/ 243) ح (3665) -وصحح إسناده أحمد شاكر- وأبي يعلى (9/ 214) ح (5303).
(8)
انظر مسلم بشرح النووي (3/ 5) المفهم (1/ 394).