الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول تعريف التعارض ومختلف الحديث
*
أولًا: تعريف التعارض:
أ - التعارض لغة: مصدر (تعارض) فهو يقتضي فاعلين فأكثر فإذا قلنا: تعارض الدليلان: كان المعنى: تشارك الدليلان في التعارض الذي وقع بينهما. وهو يُطلق في اللغة ويُستعمل لعدة معان من أهمها:
1 -
المنع قال الأزهري: "والأصل فيه أن الطريق إذا اعترض فيه بناءٌ أو غيره منع السابلة من سلوكه .. وكل ما يمنعك من شغل وغيره من الأمراض فهو عارض، وقد عرض عارض أي حال حائل ومنع مانع"
(1)
ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا}
(2)
أي: لا تجعلوا الحلف بالله معترضًا مانعًا لكم، أي بينكم وبين ما يقربكم إلى الله تعالى
(3)
.
2 -
المقابلة:
قال في لسان العرب: "عارض الشيء بالشيء معارضة: قابله، وعارضت كتابي بكتابه أي قابلته"
(4)
.
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن جبريل كان يعارض القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي"
(5)
.
(1)
تَهذيب اللغة (1/ 454، 455) وانظر لسان العرب (7/ 179) كلاهما مادة (عرض).
(2)
سورة البقرة. آية (224).
(3)
انظر القاموس المحيط (2/ 513) مادة (العروض)، لسان العرب (7/ 178) مادة (عرض).
(4)
لسان العرب (7/ 167) مادة (عرض).
(5)
متفق عليه من حديث عائشة: البخاري (3/ 1326) ح (3426) ومسلم (16/ 239) ح (2450).
قال ابن الأثير: "أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن، من المعارضة: المقابلة"
(6)
.
3 -
الظهور:
قال في لسان العرب: "عرض له أمر كذا: أي ظهر، وعرضت عليه أمر كذا: أي أظهرته له وأبرزته إليه"
(7)
.
ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ}
(8)
.
قال أبو عبد الله القرطبي: "تقول العرب: عرضت الشىء فأعرض، أي أظهرته فظهر، ومنه: عرضت الشىء للبيع"
(9)
.
ومنه أيضًا قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا}
(10)
.
أي: أبرزناها وأظهرناها للكافرين
(11)
.
ب - التعارض اصطلاحًا:
أكثر من تناول تعريف التعارض -بِهذا الإسم- الأصوليون، وأما المحدثون فإنَّهم لم يتناولوه بِهذا الإسم، وإنما تناولوه تحت اسم (مختلف الحديث)
(12)
.
وقد تعددت تعريفات الأصوليين للتعارض واختلفت عباراتُهم فيها، لكن هذا الاختلاف لا ينبني عليه اختلاف في حقيقة التعارض عندهم، لأن هذه
(6)
النهاية في غريب الحديث (3/ 212).
(7)
لسان العرب (7/ 168) مادة (عرض).
(8)
سورة البقرة. آية (31).
(9)
الجامع لأحكام القرآن (1/ 283).
(10)
سورة الكهف. آية (100).
(11)
انظر جامع البيان في تأويل القرآن للطبرى (8/ 291).
(12)
سيأتي تعريفه ص (24).