‌ثالثا: مذهب التوقف: - أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين دراسة وترجيح

فإذا أراد أن يقضي خلقه قال: أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد"

(89)

.

وورد معناه من حديث ابن مسعود وحذيفة بن أسِيد رضى الله عنهما

(90)

.

4 -

حديث عائشة رضى الله عنها قالت: دُعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال:"أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلًا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلًا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم"

(91)

.

قال ابن عبد البر بعدما ساق الأدلة على هذا القول: "أحاديث هذا الباب من جهة الإسناد صحاح ثابتة عند جميع أهل العلم بالنقل"

(92)

.

‌

‌ثالثًا: مذهب التوقف:

وهو الإمساك عن الخوض في هذه المسألة لعدم العلم بحكمهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الوقف قد يُفسر بثلاثة أمور: أحدها: أنه لا يُعلم حكمهم فلا يُتكلم فيهم بشىء، وهذا قول طائفة من المنتسبين إلى السنة"

(93)

.

وهو منقول عن ابن عباس ومحمد بن الحنفية والقاسم بن محمد

(94)

، وهو

الظاهر من إحدى الروايتين عن الإمام أحمد فقد قال رحمه الله: "ونحن نمر هذه الأحاديث على ما جاءت ونسكت ولا نقول شيئًا"

(95)

.

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أمر هذه الأمة موائمًا أو مقاربًا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر"

(96)

.

قال أبو حاتم: الولدان أراد به أطفال المشركين.

* * *