الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض
أولًا: الأحاديث التي تفيد أن الشر من الله تعالى وأنه واقع بتقديره:
جاءت عدة أحاديث تفيد أن الخير والشر كلاهما واقع بتقدير الله تعالى ومن هذه الأحاديث ما يلي:
1 -
حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن جبريل عليه السلام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"
(1)
.
2 -
حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل شيء بقدر حتى العجز
(2)
والكيس
(3)
"
(4)
.
قال ابن عبد البر رحمه الله: "وفي هذا الحديث أدل الدلائل وأوضحها على أن الشر والخير كل من عند الله، وهو خالقهما لا شريك له ولا إله غيره، لأن العجز شر ولو كان خيرًا ما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعاذ من الكسل والعجز والجبن والدين، ومحال أن يستعيذ من الخير"
(5)
.
(1)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان (1/ 259) ح (8).
(2)
العَجز: عدم القدرة، وقيل: ترك ما يجب فعله بالتسويف. انظر النهاية في غريب الحديث (3/ 186). مسلم بشرح النووى (16/ 444).
(3)
الكيس: العقل والحذق بالأمور. انظر النهاية في غريب الحديث (4/ 217) مسلم بشرح النووى (16/ 444).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب: كل شيء بقدر (16/ 444) ح (2655).
(5)
التمهيد (6/ 63).