الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض
جاءت الأحاديث بما يُفيد أن الإنسان قد كتبت عليه الشقاوة أو السعادة قبل أن يولد ومن هذه الأحاديث ما يلي:
- حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: "إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكًا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح"
(1)
.
- وعنه رضي الله عنه قال: "الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وُعظ بغيره"
(2)
.
- حديث أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل وكّل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة، فإذا أراد أن يقضي خلقه قال: أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد"
(3)
.
- حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول: يا رب أشقي أم سعيد، فيكتبان .. "
(4)
.
(1)
تقدم تخريجه ص (466).
(2)
أخرحه مسلم في كتاب القدر، باب: كيفية الخلق الآدمى (16/ 431) ح (2645).
(3)
تقدم تخريجه ص (466).
(4)
تقدم تخريجه ص (467).
- حديث على بن أبي طالب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كُتب شقية أو سعيدة"
(5)
.
- حديث أبي بن كعب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرًا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا"
(6)
.
هذه الأحاديث -كما أسلفنا- تفيد أن الشقاوة والسعادة قد كُتبتا قبل أن يخرج المولود من بطن أمه.
ولكن جاء في الأحاديث أيضًا ما يفيد أن كل مولود يولد على الفطرة وهي الإسلام على القول الراجح كما سيأتي، ومن هذه الأحاديث: -
- حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بَهمية جمعاء
(7)
، هل تحسون فيها من جدعاء"
(8)
ثم يقول أبو هريرة صلى الله عليه وسلم: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}
(9)
،
(10)
.
وفي رواية لمسلم: "ما من مولود يولد إلا وهو على الملَّة".
(5)
متفق عليه: البخاري: كتاب الجنائز، باب: موعظة المحدث عند القبر (1/ 458) ح (1296). ومسلم: كتاب القدر، باب: كيفية الخلق الآدمي (16/ 434) ح (2647)
(6)
أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة (16/ 450) ح (2661).
(7)
أى سالمة من العيوب، مجتمعة الأعضاء كاملتها فلا جدع بها ولا كي. انظر النهاية في غريب الحديث (1/ 296) لسان العرب (8/ 59) مادة جمع.
(8)
الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة وهو بالأنف أخص فإذا أطلق غلب عليه، والجدعاء: مقطوعة الأطراف أو واحدها. النهاية (1/ 246) لسان العرب (8/ 41) مادة (حدع).
(9)
سورة الروم. آية (30).
(10)
متفق عليه: البخاري: كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبى فمات (1/ 456) ح (1292) ومسلم: كتاب القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة (16/ 446) ح (2658).