الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبب الترجيح:
1 -
أنَّ هذا المسلك فيه إعمالٌ لجميع الأدلة وعدم طرح شىء منها كما تقدم.
2 -
أن المسالك الأخرى يمكن الإيراد عليها والإجابة عنها كما سيأتي.
3 -
أن سياق الحديث يرجح هذا المسلك لأن قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى" جاء مقارنًا لقوله: "ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" وهذه الأشياء مما كانت الجاهلية تعتقدها فأبطلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفاها.
4 -
أن حاصل أكثر المسالك الأخرى هو نفى وجود العدوى "وهذا يفضي إلى تعطيل الأصول الطبية ولم يرد الشرع بتعطيلها بل ورد بإثباتِها، والعبرة بِها على وجه لا يناقض أصول التوحيد ولا مناقضة في القول بِها على الوجه الذي ذكرناه"
(4)
بل إن العدوى ثابتة بالنص والإستقراء والطب: -
أ - أما النص فقد سبق قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يورد ممرض على مصح"، وقوله صلى الله عليه وسلم:"وفر من المجذوم فرارك من الأسد" وقوله في الطاعون: "وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه".
ب - "وأما الاستقراء فما زال الناس يشاهدون الصحيح ينتابه المرض إذا خالط المريض ولا سيما بعض الأمراض كالجرب والجذام وبعض الحميات"
(5)
.
ج - وأما الطب فقد أثبت الطب الحديث على أن ثمة عدوى بل إن إثبات وقوع العدوى أصبح من المسلمات التي لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، فإنك لا تكاد تقرأ كتابًا في الطب إلا وجدت فيه الحديث عن العدوى وطرقها وسبل
(4)
شرح الطيبي (8/ 314).
(5)
مشكلات الأحاديث النبوية (79).
الوقاية منها
(6)
.
يقول الدكتور محمد على البار: "وأما الأمراض المعدية فهي التي تنتقل من مريض إلى آخر بأحد طرق العدوى العديدة وهى: -
1 -
إما بواسطة التنفس كما في أمراض الجهاز التنفسي كالأنفلوينزا والسل الرئوي.
2 -
أو بطريق الفم مثل أمراض الجهاز الهضمي .. كشلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائي.
3 -
وعن طريق الزنا واللواط مثل الأمراض التناسلية كالزهري والسيلان.
4 -
أو عن طريق الملامسة مثل الجدري أو الجذام.
5 -
أو بواسطة الحقن أو نقل الدم مثل التهاب الكبد الفيروسي.
6 -
أو بواسطة وخز الحشرات كالبعوضة التي تنقل مرض الملاريا .. "
(7)
.
وبِهذا يحصل الجمع بين الأحاديث ويزول ما قد يُتوهم من التعارض وتتفق أقوال النبوة مع أحدث النظريات الطبية.
ولو قيل إن ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في إثبات العدوى يعتبر من أعلام نبوته لكان ذلك صوابًا، إذ أن العلم الحديث قد أثبت ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم منذ عدة قرون والله أعلم.
(6)
انظر مثلًا: الأمراض المعدية، للدكتور عبد الحسين بيرم، ص (32)، الموجز في علم الصحة، للدكتور محمد رشاد عامر، ص (61)، مبادئ الصحة العامة، للدكتور أحمد محمد كمال، ص (36)، الصحة العامة والرعاية الصحية، للدكتور على فوزي جاد الله، ص (268)، أحاديث الصحة، للدكتور نبيل الطويل، ص (51).
(7)
العدوى بين الطب وحديث المصطفى (24).