الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب) تعريف موجز بهذين الكتابين:
أولًا: صحيح البخاري:
وسأتناول التعريف به من خلال ثلاثة أمور:
1 - التسمية الكاملة لهذا الكتاب:
اشتهر هذا الكتاب وعرف عند أهل العلم قديمًا وحديثًا باسم "صحيح البخاري" ولكن هذا الاسم ليس هو الاسم الكامل للكتاب وإنما ذكره أهل العلم بِهذا الاسم اختصارًا، وذلك لطول الاسم الذي سماه به البخاري.
وهو كما ذكره ابن الصلاح: "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"
(10)
.
وأما ابن حجر فقد ذكره باسم: "الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"
(11)
.
2 - منهج البخاري وطريقته في كتابه هذا:
لقد نَهج البخاري رحمه الله تعالى في هذا الكتاب منهجًا فريدًا ومسلكًا متميزًا فقد بالغ في الدقة والتحري واجتهد في التثبت والتوثق، يتضح ذلك من خلال النظر في أربعة أمور:
أ - أنه انتقى أحاديث كتابه انتقاءً دقيقًا من بين عدد كبير من الأحاديث فقد قال رحمه الله: "أخرجت هذا الكتاب -يعني الصحيح- من زهاء ستمائة ألف حديث"
(12)
.
وقال أيضًا: "خرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني
(10)
مقدمة ابن الصلاح (29).
(11)
هدى الساري (1/ 8).
(12)
تاريخ بغداد (2/ 9) وانظر تهذيب الكمال (24/ 442).
وبين الله تعالى"
(13)
.
ب - أنه استغرق وقتًا طويلًا في تصنيفه مما يدل على تحريه وتأنيه وعدم عجلته، قال رحمه الله:"صنفت كتابي (الصحيح) لست عشرة سنة"
(14)
.
ج - أنه ما وضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل وصلى ركعتين واستخار الله تعالى، قال رحمه الله:"ما وضعت في كتاب (الصحيح) حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين"
(15)
.
د - أنه التزم الصحة فيما يخرجه من الأحاديث واشترط في ذلك أرقى وأعلا شروط الصحة.
قال رحمه الله: "ما أدخلت في كتابي (الجامع) إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول"
(16)
.
وأما شرطاه اللذان تميز بِهما فيما يخرجه من الأحاديث في كتابه الصحيح فهما:
1 -
أن يكون الراوي قد عاصر شيخه.
2 -
أن يثبت سماع الراوي من شيخه
(17)
.
وقد قسم البخاري رحمه الله كتابه هذا إلى كتب -فبدأه بكتاب: بدء الوحى وختمه بكتاب: التوحيد- وقسم الكتب إلى أبواب وذكر تحت كل باب عددًا من الأحاديث، وبلغ عدد كتبه (97) كتابًا، وعدد أبوابه (3450) بابًا.
(13)
تاريخ بغداد (2/ 14) وانظر تهذيب الكمال (24/ 448، 449).
(14)
المصدرين السابقين نفس الجزء والصفحة.
(15)
تاريخ بغداد (2/ 9) وانظر تهذيب الكمال (24/ 443).
(16)
تاريخ بغداد (2/ 9) وانظر مقدمة ابن الصلاح (22).
(17)
انظر: اختصار علوم الحديث، مطبوع مع شرحه الباعث الحثيث (23).