الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال عنه ابن القيم رحمه الله: "هذا قطعة من حديث الصور الطويل ولا يُعرف إلا من حديث إسماعيل بن رافع، وقد ضعفه أحمد ويحيى وجماعة، وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر
(11)
.
وأما البخاري فقال فيه ما حكاه الترمذي عنه قال: سمعت محمدًا يقول فيه: هو ثقة مقارب الحديث.
قلت: ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الأحاديث الصحيحة لم يلتفت إلى روايته"
(12)
.
ثانيًا: مذهب الترجيح:
وذلك بترجيح كون النساء في الجنة أكثر من الرجال، وممن ذهب إلى هذا أبو هريرة
(13)
رضى الله عنه والقاضى عياض
(14)
والعراقى
(15)
عليهما رحمة الله، واستدلوا بحديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لكل امرئٍ منهم زوجتان" فقالوا: إن المراد بالزوجتين: أي من نساء الدنيا.
قال القاضى عياض: ظاهر هذا الحديث أن النساء أكثر أهل الجنة، وفي
= وقال البخارى في التاريخ الكبير (1/ 260): حديث الصور مرسل ولم يصح، وانظر الكامل لابن عدى (1/ 281) وقال ابن كثير في النهاية (1/ 278): وهو حديث مشهور .. وفي بعض سياقه نكارة واختلاف. وانظر تفسير ابن كثير (2/ 239) وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 368): "واضطرب في سنده مع ضعفه .. وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع: القاضى أبو بكر ابن العربى وتبعه القرطبى في التذكرة، وقول عبد الحق في تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي".
(11)
انظر الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدى (1/ 280، 281) تَهذيب التهذيب (1/ 294).
(12)
حادى الأرواح (173) وانظر (298) وقال النسائى عن هذا الرجل: متروك الحديث، انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (50) مطبوع ضمن كتاب: المجموع في الضعفاء والمتروكين تحقيق عبد العزيز السيروان، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (1/ 94): ضعيف الحفظ.
(13)
انظر طرح التثريب (8/ 269 - 270) فتح البارى (6/ 325).
(14)
انظر مسلم بشرح النووى (17/ 178) طرح التثريب (8/ 270).
(15)
انظر طرح التثريب (8/ 270).
الحديث الآخر أنَّهن أكثر أهل النار، فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم، وهذا كله في الآدميات، وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنة من الحور العين العدد الكثير
(16)
.
وقال العراقى: "الزوجتان من نساء الدنيا والزيادة على ذلك من الحور العين"
(17)
.
واستدلوا على كون المراد بالزوجتين في الحديث السابق من نساء الدنيا بالأحاديث التي ورد فيها أن المؤمن يكون له في الجنة العدد الكثير من الحور العين، كقوله صلى الله عليه وسلم:"للشهيد عند ربه ست خصال .. " ثم ذكر منها "ويزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين .. "
(18)
.
فقالوا: إن هذا الحديث وما في معناه يدل على أن المؤمن له في الجنة أكثر من زوجتين من الحور العين وعلى هذا تكون الزوجتان -في حديث أبي هريرة- منَ نساء الدنيا
(19)
.
وأجاب أصحاب هذا القول عن قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أقل ساكني الجنة النساء" بجوابين:
أحدهما: أن قلتهن هذه إنما هى في أول الأمر عندما تكون أكثر النساء في النار، وأما بعد خروجهن بالشفاعة ورحمة الله تعالى فإنهن يكن أكثر من الرجال
(16)
انظر: إكمال المعلم (8/ 366) مسلم بشرح النووي (17/ 178).
(17)
طرح التثريب (8/ 270) وانظر: التذكرة للقرطبى (2/ 273) فتح الباري (6/ 325).
(18)
أخرجه الترمذي (تحفة 5/ 302) ح (1712) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه ابن ماجه (2/ 935) ح (2799) وأحمد في مسنده (5/ 117) ح (16730) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 392) ح (2275).
(19)
انظر: التذكرة للقرطبى (2/ 273) فتح الباري (6/ 325).
في الجنة
(20)
.
والجواب الثاني: قالوا: يحتمل أن يكون الراوي له رواه بالمعنى الذي فهمه من كونِهن أكثر ساكني النار، ففهم أنه يلزم من ذلك أن يكنَّ أقل ساكني الجنة، وهذا ليس بلازم
(21)
.
* وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"
(22)
فأجابوا عنه: بأنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفى أكثريتهن في الجنة
(23)
.
* * *
(20)
انظر: التذكرة (2/ 269) فتح الباري (6/ 325).
(21)
انظر: طرح التثريب (8/ 270) فتح الباري (6/ 325).
(22)
تقدم تخريجه ص (452).
(23)
انظر فتح البارى (6/ 325) مسلم بشرح النووى (17/ 178) طرح التثريب (8/ 270).