المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أولا: مذهب الجمع: - أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين دراسة وترجيح

[سليمان بن محمد الدبيخي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول تعريف التعارض ومختلف الحديث

- ‌ أولًا: تعريف التعارض:

- ‌شرح التعريف:

- ‌ ثانيًا: تعريف مختلف الحديث:

- ‌الشروط التي لا بد من توفرها في الحديثين حتى يتحقق فيهما معنى مختلف الحديث، أو التعارض الظاهري:

- ‌ ثالثًا: الفرق بين مختلف الحديث ومشكل الحديث:

- ‌المبحث الثاني أشهر الكتب المؤلفة في مختلف الحديث

- ‌1 - كتاب (اختلاف الحديث) للإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

- ‌2 - كتاب (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة رحمه الله تعالى:

- ‌3 - كتاب (مشكل الآثار) للطحاوي رحمه الله تعالى:

- ‌4).4 -كتاب (مشكل الحديث وبيانه) لابن فورك رحمه الله تعالى

- ‌المبحث الثالث بيان أن التعارض بين النصوص الصحيحة إنما هو في نظر المجتهد وأما في الحقيقة فليس ثمة تعارض

- ‌ أسباب وقوع التعارض الظاهري بين النصوص:

- ‌المبحث الرابع مسالك العلماء عند التعارض

- ‌ أولًا: الجمع:

- ‌ ثانيًا: النسخ:

- ‌ ثالثًا: الترجيح:

- ‌ رابعًا: التوقف

- ‌المبحث الخامس ترجمة موجزة للإمامين البخارى ومسلم عليهما رحمة الله تعالى

- ‌ أولًا: الإمام البخارى رحمه الله تعالى:

- ‌1 - نسبه ومولده ونشأته:

- ‌2 - بداية طلبه للعلم:

- ‌3 - رحلاته في طلب العلم:

- ‌4 - ذكاءه وحفظه:

- ‌5).5 -ثناء العلماء عليه:

- ‌6 - مصنفاته:

- ‌7 - وفاته:

- ‌ثانيًا: الإمام مسلم رحمه الله تعالى:

- ‌1 - نسبه ومولد ونشأته

- ‌2 - بداية طلبه العلم:

- ‌30).3 -رحلاته في طلب العلم:

- ‌4 - ثناء العلماء عليه:

- ‌5 - مصنفاته:

- ‌6 - وفاته:

- ‌المبحث السادس مكانة الصحيحين عند الأمة

- ‌ا: أقوال أهل العلم في بيان مكانة الصحيحين

- ‌ب) تعريف موجز بهذين الكتابين:

- ‌أولًا: صحيح البخاري:

- ‌1 - التسمية الكاملة لهذا الكتاب:

- ‌2 - منهج البخاري وطريقته في كتابه هذا:

- ‌3 - عدد أحاديث صحيح البخاري:

- ‌ثانيًا: صحيح مسلم:

- ‌1 - التسمية الكاملة لهذا الكتاب:

- ‌2 - منهج الإمام مسلم وطريقته في كتابه:

- ‌34).3 -عدد أحاديث صحيح مسلم:

- ‌ج) الأحاديث المنتقدة على البخاري ومسلم:

- ‌الباب الأول الإيمان بالله عز وجل

- ‌الفصل الأول ما يتعلق بتوحيد الألوهية

- ‌المبحث الأول العدوى

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌ فأما أحاديث الجانب الأول

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌ وأما أحاديث الجانب الثاني

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هدا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب النسخ:

- ‌ثالثًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌سبب الترجيح:

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌مسألة:

- ‌المبحث الثاني الطيرة

- ‌التمهيد

- ‌أولًا: بيان معنى الطيرة والفأل:

- ‌ثانيًا: حكم الطيرة

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب النسخ:

- ‌ثالثًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌أولًا: مناقشة مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مناقشة مذهب النسخ:

- ‌ثالثًا: مناقشة مذهب الترجيح:

- ‌مسألة: هل الفأل من الطيرة

- ‌الفرق بين الفأل والطيرة:

- ‌شرط الفأل:

- ‌المبحث الثالث الرُّقى

- ‌التمهيدتعريف الرقية:

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌ أولًا: الأحاديث التي يُفهم منها كراهة الرقى ومنافاتها للتوكل

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌ ثانيًا: الأحاديث التي تفيد جواز الرقى ومشروعيتها

- ‌القسم الأول: الأحاديت القولية، وتشمل إذنه صلى الله عليه وسلم بالرقى وإقراره لها وأمره بها، وهي كالتالي:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌ القسم الثاني: الأحاديث الفعلية وهي على نوعين:

- ‌ النوع الأول: رقيته صلى الله عليه وسلم لنفسه ولغيره

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌ النوع الثاني: رقية غيره له عليه الصلاة والسلام

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌القول الأول:

- ‌القول الثاني:

- ‌القول الثالث:

- ‌ثانيًا: مذهب النسخ:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌شروط الرقية:

- ‌الخلاصة في حكم الرقى:

- ‌المبحث الرابع الكَيّ

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديت التى قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: ما ورد من فعله

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌ثانيًا: ما ورد من عدم محبته له:

- ‌ثالثًا: ما ورد في الثناء علي تركه:

- ‌رابعًا: ما ورد من النهي عن الكي:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المسلك الثالث:

- ‌المسلك الرابع:

- ‌المسلك الخامس:

- ‌المسلك السادس:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌المبحث الخامس ما جاء في الحلف بغير الله تعالى

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌ أما أحاديث النهي فهي كالتالى:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌ وأما الأحاديث التى ظاهرها حلف النبي صلى الله عليه وسلم بغير الله تعالى فهي كالتالي:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المسلك الثالث:

- ‌المسلك الرابع:

- ‌المسلك الخامس:

- ‌المسلك السادس:

- ‌ثانيًا: مذهب النسخ:

- ‌ثالثًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة مسالك الجمع:

- ‌ أما المسلك الأول:

- ‌ وأما المسلك الثاني:

- ‌ وأما المسلك الثالث:

- ‌ وأما المسلك الرابع:

- ‌ وأما المسلك الخامس:

- ‌ وأما المسلك السادس:

- ‌المبحث السادس ما جاء في بعض الألفاظ الموهمة للتشريك في الربوبية

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌ أولًا: ما ورد في النهي عن هذه الألفاظ:

- ‌ ثانيًا: الأحاديث التي يُفهم منها جواز إطلاق هذه الألفاظ:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: ما يتعلق بلفظة "رَبّ

- ‌أجوبة أهل العلم عن أدلة الجواز:

- ‌ثانيًا: ما يتعلق بلفظة "مولاي

- ‌ثالثًا: ما يتعلق بلفظ (العبد) و (الأمة):

- ‌رابعًا: ما يتعلق بالجمع بين الله تعالي وسوله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد:

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌سبب الترجيح:

- ‌الخلاصة:

- ‌المبحث السابع في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌ أولًا: ما جاء في إياس الشيطان من أن يعبد في جزيرة العرب:

- ‌ ثانيًا: ما جاء في وقوع الشرك والكفر وعبادة غير الله تعالى:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌الفصل الثاني ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات

- ‌المبحث الأول ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: "كلتا يديه يمين

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌المبحث الثاني ما جاء في صفة الرحمة لله عز وجل

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المطلب الثالث: الترجيح

- ‌المبحث الثالث ما جاء في علوّ الله وفوقيته مع ورود نصوص المعية والقرب

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هدا التعارض

- ‌المطلب الثالث شبهات والجواب عنها

- ‌الشبهة الأولي:

- ‌الشبهة الثانية:

- ‌الشبهة الثالثة:

- ‌الشبهة الرابعة:

- ‌المبحث الرابع ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: ذكر النصوص الدالة علي عدم الرؤية:

- ‌ثانيًا: ذكر النصوص الدالة على الرؤية:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هدا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌أدلة هذا الفريق:

- ‌أدلة هذا الفريق:

- ‌ثالثًا: مذهب التوقف:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌سبب الترجيح:

- ‌ مناقشة أدلة المثبتين للرؤية البصرية:

- ‌الخلاصة:

- ‌الفصل الثالث مسائل تتعلق بالإيمان

- ‌المبحث الأول ما جاء في مؤاخدة من أساء في الإسلام بعمله في الجاهلية والإسلام

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المسلك الثالث:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌المبحث الثاني أحاديث الوعد والوعيد

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: أحاديث الوعد:

- ‌ثانيًا: أحاديث الوعيد:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌القسم الأول: توجيهات أهل العلم لأحاديث الوعد:

- ‌المذهب الأول: مذهب الجمع:

- ‌المذهب الثاني: مذهب النسخ:

- ‌القسم الثاني: توجيهات أهل العلم لأحاديث الوعيد

- ‌أولًا: التوجيهات التي يمكن اطرادها في جميع أحاديث الوعيد

- ‌المذهب الأول: مذهب الجمع

- ‌المذهب الثاني: مذهب التوقف:

- ‌ثانيًا: التوجيهات الخاصة بكل نوع من أنواع أحاديث الوعيد:

- ‌ أولًا: توجيه الأحاديث المتعلقة بحكم الدنيا:

- ‌ ثانيًا: توجيه الأحاديث المتعلقة بحكم الآخرة:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال والتوجيهات المرجوحة لأحاديث الوعيد:

- ‌الخلاصة

- ‌المبحث الثالث ما جاء في مكان سدرة المنتهى

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هدا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌الباب الثاني اليوم الآخر

- ‌الفصل الأول أشراط الساعة

- ‌المبحث الأول ما جاء في ابن صياد هل هو المسيح الدجال أم غيره

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التى قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: ذكر حديث الجساسة:

- ‌ثانيًا: أخبار ابن صياد:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌التعريف بابن صياد:

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌أدلة هذا الفريق:

- ‌أدلة هذا الفريق:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌ أولًا: مناقشة مذهب الجمع:

- ‌ ثانيًا: مناقشة المرجحين لكون ابن صياد هو الدجال الأكبر:

- ‌تنبيه:

- ‌المبحث الثاني ما جاء في الدخان هل مضى أم لم يأت بعد

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: الأحاديث التي تفيد أن الدخان لم يأت بعد:

- ‌ثانيًا: الأحاديث التي تفيد أن الدخان قد مضى:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثانى مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌أدلة هذا الفريق:

- ‌أدلة هذا الفريق:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌الفصل الثاني مسائل تتعلق باليوم الآخر

- ‌المبحث الأول ما جاء في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: الأحاديث التي تفيد أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه:

- ‌ثانيًا: الأحاديث التي تنفي ذلك:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المسلك الثالث:

- ‌المسلك الرابع:

- ‌المسلك الخامس:

- ‌المسلك السادس:

- ‌المسلك السابع:

- ‌المسلك الثامن:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌ثالثًا: مذهب التوقف:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال المرجوحة:

- ‌المبحث الثاني ما جاء في قلة النساء وكثرتهنَّ فى الجنة

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التى قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: الأحاديث التى تفيد أن النساء في الجنة أقل من الرجال:

- ‌ثانيًا: الأحاديث التي تفيد أن النساء في الجنة أكثر:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌الباب الثالث القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة

- ‌الفصل الأول القدر

- ‌المبحث الأول زيادة العمر بصلة الرحم

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: الأحاديث التي فيها أن الأجل مكتوب مقدر لا يزيد ولا ينقص:

- ‌ثانيًا: الأحاديث التي فيها أن العمر يزيد بصلة الرحم:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المسلك الأول: أن العمر يزيد وينقص:

- ‌المسلك الثاني: أن العمر لا يزيد ولا ينقص

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌إشكال وجوابه:

- ‌المبحث الثاني ما جاء في أن الشقي من شقي في بطن أمه مع ورود ما يدل على أن كل مولود يولد على الفطرة

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المبحث الثالث "والشر ليس إليك

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: الأحاديث التي تفيد أن الشر من الله تعالى وأنه واقع بتقديره:

- ‌ثانيًا: الأحاديث التي تفيد عدم إضافة الشر إلى الله تعالى:

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المسلك الثالث:

- ‌المسلك الرابع:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مسألة: هل يقال إن الله مريد للشر

- ‌المبحث الرابع حكم أولاد المشركين في الآخرة

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌القول الأول:

- ‌القول الثانى:

- ‌القول الثالث:

- ‌القول الرابع:

- ‌القول الخامس:

- ‌القول السادس:

- ‌ثالثًا: مذهب التوقف:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مناقشة الأقوال الأخرى:

- ‌المبحث الخامس ما جاء في (اللو)

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌أولًا: ما جاء من النهي عن استعمال (لو):

- ‌ثانيًا: النصوص الدالة على جواز استعمال (لو):

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌القول الأول:

- ‌القول الثاني:

- ‌القول الثالث:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌المبحث السادس وقت كتابة الملَك ما قدر للعبد في بطن أمه

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌المسلك الأول:

- ‌المسلك الثاني:

- ‌المسلك الثالث:

- ‌المسلك الرابع:

- ‌ثانيًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مسألة:

- ‌الفصل الثاني مسائل متعلقة بالنبوة

- ‌المبحث الأول حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب النسخ:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌المبحث الثاني عدد أجزاء النبوة التي منها الرؤيا

- ‌المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض

- ‌بيان وجه التعارض

- ‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

- ‌أولًا: مذهب الجمع:

- ‌ثانيًا: مذهب النسخ:

- ‌ثالثًا: مذهب الترجيح:

- ‌المطلب الثالث الترجيح

- ‌مسألة:

- ‌الخاتمة

- ‌ملحق تراجم الأعلام

- ‌ أ

- ‌ إبراهيم التيمي:

- ‌ إبراهيم الحربي:

- ‌ إبراهيم النخعي:

- ‌‌‌ ابن الأثير:

- ‌ ابن الأثير:

- ‌ الآجري:

- ‌ أحمد بن حنبل:

- ‌ أحمد بن سلمة:

- ‌ أحمد شاكر:

- ‌ الأزهري:

- ‌ إسحاق بن راهوية:

- ‌ الإسماعيلي:

- ‌ إسماعيل بن محمد التيمي:

- ‌ أبو الحسن الأشعري:

- ‌ب

- ‌ الأوزاعي:

- ‌ الباقلاني:

- ‌ البَرْزَنْجي:

- ‌ ابن بطَّال:

- ‌ ابن بطة:

- ‌ت

- ‌ البغوي:

- ‌ البيهقي:

- ‌ الترمذي:

- ‌ أبو معاذ التومني:

- ‌ ابن تيمية (أبو البركات):

- ‌ ابن تيمية:

- ‌ج

- ‌ ابن الجوزي:

- ‌ ح

- ‌ الجويني:

- ‌ الحازمي:

- ‌ حافظ الحكمي:

- ‌ ابن حامد:

- ‌ أبو حامد:

- ‌ ابن حبان:

- ‌ ابن حجر:

- ‌ ابن حزم:

- ‌ الحسن البصري:

- ‌ الحليمي:

- ‌ حماد بن زيد:

- ‌ حماد بن سلمة:

- ‌ الحميدي:

- ‌ أبو حنيفة:

- ‌خ

- ‌ ابن خزيمة:

- ‌ الخطابي:

- ‌ أبو الخطاب بن دحية:

- ‌ الخطيب البغ‌‌دادي:

- ‌د

- ‌ الخليل بن أحمد:

- ‌ الدارقطني:

- ‌ الدارمي:

- ‌ داود الظاهري:

- ‌ الداوودي:

- ‌ذ

- ‌ ابن دقيق العيد:

- ‌ الذهبي:

- ‌ ر

- ‌ ابن رجب:

- ‌ ابن رسلان:

- ‌ ز

- ‌ الزهري:

- ‌س

- ‌ الزجاج:

- ‌ السبكي:

- ‌ السخاوي:

- ‌ السفاريني:

- ‌ سفيان الثوري:

- ‌ سفيان بن عيينة:

- ‌ سعد بن علي الزنجاني:

- ‌ سعيد بن جبير:

- ‌ سعيد بن عامر الضبعي:

- ‌ سعيد بن المسيب:

- ‌ سليمان بن عبد الله:

- ‌ السهيلي:

- ‌ ش

- ‌ السيوطي:

- ‌ الشاطبي:

- ‌ الشافعي:

- ‌ الشعبي:

- ‌ الشنقيطي:

- ‌ الشوكاني:

- ‌ ص

- ‌ ابن أبي شيبة:

- ‌ أبو عثمان الصابوني:

- ‌ صديق حسن خان:

- ‌ ابن الصلاح:

- ‌ صلاح الدين العلائي:

- ‌ض

- ‌ الصنعاني:

- ‌ الضحاك:

- ‌ ط

- ‌ طاووس:

- ‌ الطبري:

- ‌ الطحاوي:

- ‌ أبو عمر الطلمنكي:

- ‌ الطيبي:

- ‌ ع

- ‌ أبو العالية:

- ‌ ابن عبد البر:

- ‌ عبد الجبار:

- ‌ عبد الرحمن بن حسن:

- ‌ عبد الرحمن السعدي:

- ‌ أبو بكر عبد العزيز بن جعفر:

- ‌ عبد الله بن الحارث بن نوفل:

- ‌ عبد الله بن المبارك:

- ‌ ابن عدي:

- ‌ العراقي:

- ‌ ابن العربي:

- ‌ ابن عربي:

- ‌ عروة بن الزبير:

- ‌ ابن أبي العز:

- ‌ عطاء بن أبي رباح:

- ‌ عطية العوفي:

- ‌ ابن عطية:

- ‌ عكرمة:

- ‌ علي بن المديني:

- ‌ عياض:

- ‌ف

- ‌ العيني:

- ‌ أبو يعلى الفراء:

- ‌ ابن فورك:

- ‌ ق

- ‌ أبو عبيد القاسم بن سلَّام:

- ‌ القاسم بن محمد:

- ‌ قتادة:

- ‌ ابن قتيبة:

- ‌ قتيبة بن سعيد:

- ‌ ابن قدامة:

- ‌ القرافي (أبو العباس):

- ‌ القرطبي (أبو العباس):

- ‌ القرطبي (أبو عبد الله):

- ‌ القسطلاني:

- ‌ ابن القيم:

- ‌ك

- ‌ ابن كثير:

- ‌ الكرماني:

- ‌م

- ‌ كعب الأحبار:

- ‌ المازري:

- ‌ مالك بن أنس:

- ‌ الماوردي:

- ‌ المباركفوري:

- ‌ مجاهد:

- ‌ محمد بن بشار:

- ‌ محمد بن الحنفية:

- ‌ محمد بن سيرين:

- ‌ محمد فؤاد عبد الباقي:

- ‌ محمد بن عبد الوهاب:

- ‌ ابن المرابط:

- ‌ مرعي بن يوسف:

- ‌ المروزي:

- ‌ المزني:

- ‌ مسروق:

- ‌ مطرف بن عبد الله:

- ‌ المُعَلِّمي:

- ‌ معمر بن راشد:

- ‌ ابن مفلح:

- ‌ مقاتل بن حيان:

- ‌ مقاتل بن سليمان:

- ‌ المناوي:

- ‌ ابن منده:

- ‌ن

- ‌ ابن أبى مُليكة:

- ‌ المهلب:

- ‌ نعيم بن حماد:

- ‌ النضر بن شميل:

- ‌ النووي:

- ‌ هـ

- ‌ الهر‌‌وي:

- ‌و

- ‌ أبو جعفر الهمذاني:

- ‌ أبو وائل:

- ‌ي

- ‌ وهب بن منبه:

- ‌ يحيى بن معين:

- ‌ يوسف بن موسى الحنفي (أبو المحاسن):

- ‌فهرس‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ ت

- ‌ج

- ‌ح

- ‌ خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌ ز

- ‌س

- ‌ش

- ‌ ص

- ‌ ض

- ‌ ط

- ‌ ظ

- ‌ ع

- ‌ف

- ‌ ق

- ‌ ك

- ‌ ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ هـ

- ‌ و

الفصل: ‌أولا: مذهب الجمع:

‌المطلب الثاني مذاهب العلماء تجاه هذا التعارض

سلك أهل العلم في هذه المسألة

(1)

ثلاثة مذاهب: -

أحدها: مذهب الجمع، والثاني: مذهب الترجيح، والثالث: التوقف، وإليك بيان ذلك:

‌أولًا: مذهب الجمع:

وربما عبروا عنه بالوقف

(2)

وحاصله أنَّهم يمتحنون في عرصات القيامة فيرسل إليهم رسول فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، أو ترفع لهم نار ويؤمرون باقتحامها فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا ومن أبى أدخل النار.

قالوا: وبناءً على هذا يكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار على حسب طاعتهم وعصيانِهم.

كما أنه بناءً على هذا فإنه لا يُحكم لمعين منهم بجنة ولا نار بل يُقال فيهم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بما كانوا عاملين" فإذا كان الامتحان في عرصات القيامة ظهر علم الله تعالى فيهم.

وإلى هذا ذهب أبو الحسن الأشعري رحمه الله وحكاه عن أهل السنة والجماعة

(3)

.

(1)

جدير بالتنبيه هنا أن الخلاف في أطفال المشركين إنما هو باعتبار حكمهم في الآخرة، وأما في الدنيا فلا إشكال أن حكمهم حكم آبائهم كما هو صريح حديث الصعب بن جثامة.

(2)

وليس المراد به هنا: التوقف المعروف في اصطلاح الأصوليين وهو الذى يكون عند تعذر الجمع والنسخ والترجيح فيتوقف المجتهد عن العمل بأحد النصين حتى يتبين له الحق، وإنما المراد به التوقف المبني على الدليل وهو قوله صلى الله عليه وسلم "الله أعلم بما كانوا عاملين" وسيأتي مزيد إيضاح له إن شاء الله تعالى في ثنايا الكلام.

(3)

انظر الإبانة عن أصول الديانة (55) وانظر مجموع الفتاوى (4/ 278، 281، 303)(24/ 373).

ص: 511

وهو ظاهر كلام البيهقى

(4)

واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية

(5)

وقال: "هذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم "

(6)

.

وانتصر له ابن القيم

(7)

وكذا ابن كثير

(8)

، وذهب إليه الشنقيطي

(9)

وغيره من أهل العلم عليهم رحمة الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعدما ذكر هذا القول: "وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين وعليه تتنَزل جميع الأحاديث"

(10)

.

وقال أيضًا: "والصواب أن يُقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين" ولا نحكم لمعين منهم بجنة ولا نار، وقد جاء في عدة أحاديث أنَّهم يوم القيامة في عرصات القيامة يؤمرون ويُنهون، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعرى عن أهل السنة والجماعة"

(11)

.

وقال أيضًا: "ودلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة وبعضهم في النار"

(12)

.

(4)

انظر الاعتقاد للبيهقي (91، 92) وانظر تفسير ابن كثير (3/ 51) وفتح الباري (3/ 246) فقد جزم ابن كثير وابن حجر عليهما رحمة الله بنسبة هذا القول للبيهقى رحمه الله.

(5)

انظر مجموع الفتاوى (4/ 246، 303، 312)(24/ 372) درء تعارض العقل والنقل (8/ 401، 435، 437).

(6)

درء التعارض (8/ 437).

(7)

انظر طريق الهجرتين (702، 706) التهذيب لابن القيم بهامش عون المعبود (12/ 323) وهو شرح لمختصر سنن أبى داود للمنذري.

(8)

انظر تفسير ابن كثير (3/ 51).

(9)

انظر أضواء البيان (3/ 440).

(10)

مجموع الفتاوى (4/ 246، 247).

(11)

مجموع الفتاوى (4/ 303).

(12)

مجموع الفتاوى (4/ 312).

ص: 512

وقال ابن القيم بعد ذكره لهذا القول: "وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة وبعضهم في النار كما دلَّ عليه حديث عائشة

(13)

، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا فإنه قال:"الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم" ومعلوم أن الله لا يعذبُهم بعلمه ما لم يقع معلومه، فهو إنما يعذب من يستحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه .. وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة"

(14)

.

وقال ابن كثير بعد ذكره لهذا القول: "وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها"

(15)

.

وقال الشنقيطي: "ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول: بالعذر والامتحان، فمن دخل النار فهو الذي لم يمتثل ما أُمر به عند ذلك الامتحان، ويتفق بذلك جمع الأدلة، والعلم عند الله تعالى"

(16)

.

واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:

1 -

قوله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن أطفال المشركين -كما في حديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما

(17)

-: "الله أعلم بما كانوا عاملين".

قال ابن القيم: "وفي قوله: "الله أعلم بما كانوا عاملين" إشارة إلى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا وأن من يطيعه وقت الامتحان

(13)

وقد تقدم قريبًا ص (509).

(14)

التهذيب لابن القيم هامش عون المعبود (12/ 323) وانظر طريق الهجرتين (702).

(15)

تفسير ابن كثير (3/ 51).

(16)

أضواء البيان (3/ 440).

(17)

تقدم تخريجهما ص (508، 509).

ص: 513

كان ممن يطيعه لو عاش في الدنيا، ومن يعصيه حينئذ كان ممن يعصيه لو عاش في الدنيا"

(18)

.

2 -

حديث الأسود بن سريع عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة، فأما الأصم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: ربّ قد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليُطيعنَّه فيرسل إليهم رسولًا أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردًا وسلامًا"

(19)

.

3 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه بمعنى الحديث السابق

(20)

.

4 -

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأربعةٍ يوم القيامة: بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة وبالشيخ

(18)

التهذيب لابن القيم بهامش عون المعبود (2/ 323) وانظر طريق الهجرتين (687، 688) مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/ 246).

(19)

أخرجه أحمد في مسنده (4/ 602) ح (15866) وابن حبان في صحيحه واللفظ له (16/ 356) ح (7357) والبزار كما في كشف الأستار (3/ 33) ح (2174) والبيهقى في الاعتقاد ص (92). وحكم على إسناده بالصحة، كما صححه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 130) لكن قال: ليس فيه ذكر المولود، وصححه أيضًا عبد الحق الإشبيلى كما أفاده ابن القيم في طريق الهجرتين (703) والسبكى كما في فتاويه (2/ 363) وصحح إسناده ابن القيم في طريق الهجرتين (702) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 216): ورجال أحمد رجال الصحيح وكذا البزار. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (1/ 213) ح (881).

(20)

أخرجه أحمد في مسنده (4/ 602) ح (15867) والبزار كما في كشف الأستار (3/ 33) ح (2175) والبيهقى في الاعتقاد ص (92) وحكم على إسناده بالصحة وكذا ابن عبد البر في التمهيد (18/ 130) لكن قال: ليس فيه ذكر المولود، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 216): رجال أحمد رجال الصحيح وكذا البزار. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (1/ 213) ح (881).

ص: 514

الفانى، كلهم يتكلم بحجته فيقول الله تبارك وتعالى لِعُنق من جهنم -أحسبه قال-: ابرزي، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلًا من أنفسهم، فإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كُتب عليه الشقاء: يا رب أتدخلناها ومنها كنا نفرق؟ ومن كتب له السعادة فيمضي فيقتحم فيها مسرعًا، قال: فيقول الله: قد عصيتمونى وأنتم لرسلي أشد تكذيبًا ومعصية، قال: فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار"

(21)

.

5 -

حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم -أحسبه- قال: "يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه والمولود، فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ويقول المعتوه: أي ربّ لم تجعل لي عقلًا أعقل به خيرًا ولا شرًّا، ويقول المولود: لم أُدرك العمل، قال: فترفع لهم نار فيُقال لهم: رِدُوها، أو قال: ادخلوها، فيدخلها من كان في علم الله سعيدًا إن لو أدرك العمل، قال: ويمسك عنها من كان في علم الله شقيًّا إن لو أدرك العمل، فيقول تبارك وتعالى: إياي عصيتم فكيف برسلي بالغيب"

(22)

.

6 -

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى يوم القيامة بالممسوح عقلًا، وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرًا، فيقول الممسوح عقلًا: يا ربِّ لو آتيتنى عقلًا ما كان من آتيته عقلًا بأسعد بعقله مني،

(21)

أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/ 34) ح (2177) وأبو يعلى في مسنده (7/ 225) ح (4224) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 128) وأورده الهيثمى في المجمع (7/ 216) وقال: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه وفيه ليث ابن أبى سُليم وهو مدلس وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح.

(22)

أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/ 34) ح (2176) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 127) وقال: من الناس من يوقف هذا الحديث على أبي سعيد ولا يرفعه، منهم أبو نعيم الملاى، وأورد هذا الحديث الهيثمى في المجمع (7/ 216) وقال: رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف.

ص: 515

ويقول الهالك صغيرًا: يا ربِّ لو آتيتنى عمرًا ما كان من آتيته عمرًا بأسعد من عمره منى، ويقول الهالك في الفترة: يا ربِّ لو جاءني منك رسول ما كان بشر أتاه منك عهد بأسعد بعهدك منى، فيقول الرب تعالى: فإنى آمركم بأمر أفتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك يا رب، فيقول: اذهبوا فادخلوا جهنم، ولو دخلوها لم تضرهم شيئًا، فيخرج عليهم فرائض من النار يظنون أنَّها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، ثم يأمرهم الثانية فيرجعون كذلك، فيقول الرب عز وجل: خلقتكم بعلمي وإلى علمي تصيرون فتأخذهم النار"

(23)

.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذكره لبعض الأحاديث السابقة: "وقد جاءت بذلك عدة آثار مرفوعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين بأنه في الآخرة يمتحن أطفال المشركين وغيرهم ممن لم تبلغه الرسالة في الدنيا، وهذا تفسير قوله "الله أعلم بما كانوا عاملين""

(24)

وقال أيضًا: "وقد رُوي به آثار متعددة عن النبى صلى الله عليه وسلم حِسان يصدِّق بعضها بعضًا"

(25)

.

وقال ابن القيم بعد استعراضه للأحاديث السابقة: "فهذه الأحاديث يشدُّ بعضها بعضًا وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونِها هو مذهب السلف والسنة"

(26)

.

(23)

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 83) ح (158) وكذا في المعجم الأوسط (8/ 57) ح (7955) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 129) وأورده الهيثمى في المجمع (7/ 216، 217) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عمرو بن واقد وهو متروك عند البخارى وغيره ورُمي بالكذب وبقية رجال الكبير رجال الصحيح، وقال ابن القيم في طريق الهجرتين (704): فهذا وإن كان عمرو ابن واقد لا يحتج به فله أصل وشواهد، والأصول تشهد له، وفي الباب أحاديث غير هذا.

(24)

درء التعارض (8/ 401).

(25)

درء التعارض (8/ 437).

(26)

طريق الهجرتين (706).

ص: 516

وقال ابن كثير: "أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط، أفادت الحجة عند الناظر فيها"

(27)

.

7 -

قالوا: دلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة وبعضهم في النار وهذا إنما يكون لأَنهم يُمتحنون في الآخرة فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، وعلى هذا فإن الأطفال منقسمون إلى شقي وسعيد كالبالغين ولذلك فإنه لا يحكم لمعين من الأطفال بجنة ولا نار.

قالوا: والدليل على أن بعضهم في الجنة ما جاء في حديث سمرة بن جندب في رؤيا النبى صلى الله عليه وسلم أطفال المشركين والمسلمين حول إبراهيم عليه السلام في الروضة

(28)

.

وأما الدليل على أن بعضهم في النار فهو ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرًا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا"

(29)

.

وكذلك حديث عائشة رضى الله عنها قالت: دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: "أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلًا، خلقهم لها

(27)

تفسير ابن كثير (3/ 51).

(28)

رواه البخارى وقد تقدم تخريجه ص (508).

(29)

رواه مسلم وقد تقدم تخريجه ص (487).

ص: 517

وهم في أصلاب آبائهم"

(30)

،

(31)

.

8 -

قالوا: وهذا القول هو الموافق لأصول الشرع وقواعده وللنصوص العامة الدالة على أن الله تعالى لا يعذب أحدًا حتى يبعث إليه رسولًا كقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}

(32)

.

قال شيخ الإسلام: "وعلى هذا القول تدل الأصول المعلومة من الكتاب والسنة من أن الله لا يُعذب أحدًا حتى يبعث إليه رسولًا"

(33)

.

وقال الطبري في بيان معني الآية السابقة: "يقول تعالى ذكره: وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إليهم بالرسل وإقامة الحجة عليهم بالآيات التي تقطع عذرهم"

(34)

.

ثم أخرج عن أبي هريرة رضى الله عنه موقوفًا عليه أنه قال: "إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى نسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا، ثم أرسل رسولًا أن ادخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول؟ وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا، ثم يرسل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل "قال أبو هريرة رضى الله عنه: اقرءوا إن شئتم: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}

(35)

.

قال شيخ الإسلام تعليقًا على هذا الأثر: "فبيَّن أبو هريرة رضى الله عنه أن الله لا يُعذِّب أحدًا حتى يبعث إليه رسولًا، وأنه في الآخرة يمتحن من لم تبلغه

(30)

رواه مسلم وقد تقدم تخريجه ص (509).

(31)

انظر مجموع الفتاوى (4/ 312، 281) شفاء العليل (1/ 66).

(32)

سورة الإسراء آية (15).

(33)

درء التعارض (8/ 437) بتصرف يسير وانظر طريق الهجرتين لابن القيم (706).

(34)

جامع البيان في تأويل القرآن (8/ 50).

(35)

جامع البيان (8/ 50) وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (7/ 2321).

ص: 518