الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات اللغوية:
{وَيْلٌ} كلمة عذاب، أي شدة عذاب، في الآخرة. {لِلْمُطَفِّفِينَ} المنقصين، جمع مطفّف: وهو المقل حق صاحبه بنقصانه عن الحق، في كيل أو وزن، والمراد بالتطفيف هنا: إما الازدياد إن اقتضوا من الناس، وإما النقصان إن قضوهم. وسمي بذلك لأن ما يبخس شيء حقير طفيف. {اِكْتالُوا عَلَى النّاسِ} أخذوا منهم حقوقهم. {يَسْتَوْفُونَ} يأخذون الكيل وافيا كاملا. {كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ} كالوا لهم أو وزنوا لهم. {يُخْسِرُونَ} ينقصون الكيل أو الوزن.
{أَلا يَظُنُّ} يتيقن، وهو استفهام توبيخ وإنكار وتعجب من حالهم، وعبر بالظن؛ لأن من ظن ذلك لم يتجاسر على أمثال هذه القبائح، فكيف بمن تيقنه. {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} أي يوم القيامة، عظمه لعظم ما يكون فيه. {يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ} من قبورهم. {لِرَبِّ الْعالَمِينَ} أي رب الخلائق، والمراد: يوم يقف الناس أمام ربهم لأجل أمره وحكمه وحسابه وجزائه. قال البيضاوي:
وفي هذا الإنكار والتعجب، وذكر الظن، ووصف اليوم بالعظم، وقيام الناس فيه لله، والتعبير برب العالمين مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه.
سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج النسائي وابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كانوا من أبخس الناس كيلا، فأنزل الله:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فأحسنوا الكيل بعد ذلك. وقال السّدّي: كان بالمدينة رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان، يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص فنزلت. وهي آخر سورة نزلت بمكة، فهي مكية في قول ابن مسعود والضحاك ومقاتل. ويقال:
إنها أول سورة نزلت بالمدينة، فهي مدنية في قول الحسن وعكرمة.
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وكانوا من أخبث الناس كيلا، فنزلت، فأحسنوا الكيل
(1)
. وهذا على أن السورة مدنية، أو قرأها عليهم بعد قدومه إن كانت مكية.
(1)
رواه النّسائي عن ابن عباس.