الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَالرُّوحُ} جبريل عليه السلام. {فِيها} في الليلة. {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} بأمره. {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي كل أمر قضاه الله فيها لتلك السنة إلى قابل، وقوله:{مِنْ} سببية، بمعنى الباء أي من أجل كل أمر قدّر في تلك السنة. والآية:{تَنَزَّلُ} لبيان سبب تفضيلها على ألف شهر.
{سَلامٌ هِيَ} أي ما هي إلا سلامة، والمعنى: لا يقدر الله فيها إلا السلامة، وأما في غيرها فيقضي بالسلامة والبلاء، أو لكثرة سلام الملائكة فيها على كل مؤمن ومؤمنة. {حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي إلى وقت مطلعه أو طلوعه.
سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج الترمذي والحاكم وابن جرير عن الحسن بن علي أن ليلة القدر خير من ألف شهر، ونزول السورة هي بسبب ما ساءه من حكم بني أمية الذي دام ألف شهر، ولكنه حديث غريب ومنكر جدا.
وأخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله:{إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.
نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله:
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.
التفسير والبيان:
{إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي إننا نحن الله بدأنا إنزال القرآن في ليلة القدر، وهي الليلة المباركة، كما قال الله عز وجل: {إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ
مُبارَكَةٍ} [الدخان 3/ 44] وهي في شهر رمضان؛ لقول الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة 185/ 2]. ثم أتممنا إنزاله بعد ذلك منجما في ثلاث وعشرين سنة بحسب الحاجة وما تقتضيه الوقائع والحوادث، تبيانا للحكم الإلهي فيها. قال الزمخشري رحمه الله: عظّم الله القرآن من ثلاثة أوجه:
أحدها-أن أسند إنزاله إليه، وجعله مختصا به دون غيره، والثاني-أنه جاء بضميره دون اسمه الظاهر شهادة له بالنباهة والاستغناء عن التنبيه عليه، والثالث-الرفع من مقدار الوقت الذي أنزل فيه
(1)
.
ثم ذكر الله تعالى فضائل تلك الليلة، فقال:
1 -
{وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي وما أعلمك ما ليلة القدر؟ وهذا لتفخيم شأنها وتعظيم قدرها، وبيان مدى شرفها، وسميت بذلك؛ لأن الله تعالى يقدر فيها ما شاء من أمره إلى السنة القابلة، أو لعظيم قدرها وشرفها. قال الزمخشري: معنى ليلة القدر: ليلة تقدير الأمور وقضائها، من قوله تعالى:{فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان 4/ 44].
وقدرها أيضا: أن العمل فيها، وهي ليلة واحدة، خير من العمل في ألف شهر.
أخرج الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، في ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» .
(1)
الكشاف: 351/ 3