الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضلها:
ثبت في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وب {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} في ركعتي الطواف.
وفي صحيح مسلم أيضا من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر. وروي هذا أيضا عند أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وقدم تقدم في سورة الزلزال في حديث ابن عباس عند الترمذي أنها تعدل ربع القرآن، وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن.
وروى أبو القاسم الطبراني عن جبلة بن حارثة-وهو أخو زيد بن حارثة-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: {قُلْ: يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ}، حتى تمر بآخرها، فإنها براءة من الشرك» . وروى الإمام أحمد مثل ذلك عن الحارث بن جبلة. والخلاصة:
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة، وب {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} في ركعتي الطواف، وفي ركعتي الفجر، والركعتين بعد المغرب، ويوتر بسبح، و {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} .
سبب نزولها:
أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس: «أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، فقالوا: هذا لك يا محمد، وتكفّ عن شتم آلهتنا، ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فأنزل الله:
{قُلْ: يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} إلى آخر السورة، وأنزل:{قُلْ: أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ} [الزمر 64/ 39]».
وأخرج عبد الرزاق عن وهب قال: قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: إن سرّك أن تتبعنا عاما، ونرجع إلى دينك عاما، فأنزل الله:{قُلْ: يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن ميناء قال: لقي الوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل، والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، هلمّ فلتعبد ما نعبد، ونعبد ما تعبد، ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فأنزل الله:{قُلْ: يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} .
ويؤيد هذا
ما ذكره النيسابوري: أنها نزلت في رهط من قريش، قالوا:
يا محمد، هلمّ، اتبع ديننا ونتّبع دينك، تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرا مما في أيدينا قد شرّكناك فيه، وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يدك، قد شركت في أمرنا، وأخذت بحظك، فقال: معاذ الله أن أشرك به غيره، فأنزل الله تعالى:{قُلْ: يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} إلى آخر السورة، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام، وفيه الملأ من قريش، فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا منه عند ذلك
(1)
.
وذكر ابن إسحاق وغيره عن ابن عباس: أن سبب نزولها «أن الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد المطلب، وأمية بن خلف؛ لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله؛ فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا، كنا قد شاركناك فيه، وأخذنا بحظنا منه. وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما بيدك، كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت بحظك منه، فأنزل الله عز وجل:{قُلْ:}
(2)
».
(1)
أسباب النزول للنيسابوري الواحدي: ص 261
(2)
تفسير القرطبي: 225/ 20