الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحيوان وغيره، وعقد التبايع حيلة على حصول الانتفاع بملك الغير (1)، وسائر العقود حيلة على التوصل إلى ما لا يباح إلا بها، وشرع الرهن حيلة على رجوع صاحب الدَّيْن في ماله من عين الرهن إذا أفلس الراهن أو تعذَّر الاستيفاء منه.
وقد روى سلمة بن صالح (2)، عن يزيد الواسطي، عن عبد الكريم، عن عبد اللَّه بن [أبي] (3) بريدة قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أعظم آية في كتاب اللَّه، فقال: لا أخرج من المسجد حتى أخبرك، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مجلسه، فلما أخرج إحدى رجليه أخبره بالآية قبل أن يخرج رجله الأخرى (4).
[كتاب الخصاف في الحيل]
وقد بني الخصاف (5) كتابه في الحيل على هذا الحديث، ووجَّه الاستدلال به أن من حلف [أن](6) لا يفعل شيئًا فأراد التخلص من الحِنْثِ بفعل بعضه لم يكن حانثًا، فإذا حلف لا يأكل هذا الرغيف ولا يأخذ هذا المتاع فليَدَعْ بعضَه ويأخذ الباقي ولا يحنث، وهذا أصل في بابه في التخلص من الأيمان (7).
[عود إلى الاستدلال بعمل السلف في جواز الحيل]
وهذا السلف الطيب قد فتحوا لنا هذا الباب، ونهجوا لنا هذا الطريق،
(1) في (ك): "العين".
(2)
في (ن) و (ق): "سلمة بن أبي صالح"!
(3)
ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ك).
(4)
رواه محمد بن الحسن في "المخارج في الحيل"(ص 8) والخصاف في "الحيل"(2).
حدثنا سلمة بن صالح به هكذا!!
ورواه الدارقطني في "سننه"(1/ 310)، والبيهقي (10/ 62) من طريق سلمة بن صالح عن أبي خالد عن عبد الكريم بن أمية عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية. . . ثم ذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وقال الدارقطني في "الغرائب"(2/ 329 رقم 1520 - أطرافه): "تفرد به سلمة بن صالح عن أبي خالد الدالاني عن عبد الكريم بن أبي أمية عن أبي بريدة".
قال البيهقي: إسناده ضعيف.
أقول: سَلمة وعبد الكريم كلاهما ضعيف. وانظر: "تنقيح التحقيق"(2/ 805، 807 - ط عامر صبري)
وعزاه في "الدر المنثور"(1/ 19) لابن أبي حاتم.
(5)
هو الإمام الفقيه الحنفي أبو بكر أحمد بن عمرو الشيباني المتوفى سنة 261 هـ ببغداد.
(6)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(7)
انظر كتابه "الحيل"(ص 107)(باب في الأيمان).
فروى قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن إبراهيم في رجل أخذه رجل فقال: إني (1) لي معك حقًا، [فقال: لا] (2)، فقال: احلف لي بالمشي إلى بيت اللَّه، فقال: يحلف له بالمشي إلى بيت اللَّه، ويعني به مسجد حَيِّهِ (3). وبهذا الإسناد أنه قال له رجل: إن فلانًا أمرني أن آتي مكان كذا وكذا، وأنا لا أقدرُ على ذلك المكان، فكيف الحيلة؟ قال: يقول: واللَّه ما أُبصرُ إلا ما سدَّدني غيري (4).
وذكر عبد الملك بن مَيْسرة عن النَّزَّال بن سَبْرة قال: جعل حذيفة يحلف لعثمان بن عفان على أشياء باللَّه ما قالها، وقد سمعناه يقولها، [فقلنا: يا أبا عبد اللَّه، سمعناك تحلف لعثمان على أشياء ما قلتها، وقد سمعناك قلتها، فقال:] (5) إني أشتري (6) ديني بعضه ببعضٍ مخالفَةَ أن يذهب كله (7)، وذكر قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن إبراهيم أن رجلًا قال له:[إني](8) أنال من رجل شيئًا فيبلغه عني، فكيف أعتذر إليه؟ فقال له إبراهيم: قل: واللَّه إن اللَّه ليعلم ما قلت من ذلك من شيء (9)، وكان إبراهيم يقول لأصحابه إذا خرجوا من عنده وهو مُستخفٍ من الحجَّاج: إن سُئلتم عني [وحلّفتم] فاحلفوا باللَّه لا تدرون أين أنا، ولا في أي موضع أنا، واعْنُوا [أنكم] لا تدرون أين أنا من البيت، وفي أي
(1) في (ق): "فقال له: إن".
(2)
ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(3)
الخبر في "الحيل" للخصاف (ص 2) وفيه: "حدثنا قيس عن حماد الأعمش"! وفي "المخارج في الحيل"(9 - 10) المنسوب لمحمد بن الحسن: "حدثنا يعقوب عن قيس بن الربيع عن حماد عن إبراهيم. . . ".
(4)
الخبر في "الحيل"(ص 2) للخصاف، و"المخارج في الحيل"(ص 10)، وزادا:"يعني: إلا ما بصرني ربي"، وفي (ك):"سدني".
(5)
ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(6)
في (ن) و (ق): "اشتريت"، وفي (ك):"اشترى".
(7)
رواه الخصاف في "الحيل"(ص 2) حدثنا مسعر بن كدام عن عبد الملك بن ميسرة به، وهو من هذا الطريق في "المخارج في الحيل"(ص 10).
ورواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 279) في ترجمة حذيفة بن اليمان من طريق إبراهيم بن منويه: حدثنا عبيد بن أسباط: حدثنا عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة به.
ورواته كلهم ثقات، لكن إبراهيم هذا ينظر فيه فإني لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.
(8)
ما بين المعقوفتين سقط من (ك) و (ق).
(9)
رواه الخصاف في "الحيل"(ص 2) وهو في "المخارج"(ص 10).