الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ"(1).
8 - بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يُضَحَّى بِهِ
3142 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ
(1) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات إلا أن أبا الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس- مدلس وقد عنعنه. ومع ذلك صححه عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه الوسطى" 4/ 129، والحافظ في "الفتح" 10/ 15، بينما ضعفه ابنُ حزم في "المحلى" 7/ 364، وابنُ القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 298 و 301 ردًا على سكوت عبد الحق الإشبيلي مصححًا له.
وأخرجه مسلم (1963)، وأبو داود (2797)، والنسائي 7/ 218 من طريق زهير بن معاوية، به.
وهو في "مسند أحمد"(14348).
وفي الباب عن رجل يقال له مجاشع من بني سليم سلف قبله.
وعن عقبة بن عامر سلف برقم (3138).
وأخرج أحمد (14927)، وأبو يعلى (1779)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 172، وابن حبان (5909) من طريق حماد بن سلمة، عن أبى الزبير، عن جابر: أن رجلًا ذبح قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم عَتُودًا جذعًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تجزئ عن أحدِ بعدك" ونهى أن يذبحوا حتى يصلوا. وفيه عنعنة أبي الزبير أيضًا.
لكن يشده حديث البراء بن عازب عن خاله أبي بردة بن نيار أنه ذبح قبل الصلاة، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك، قال: يا رسول الله، إن عندي جذعة خير من مسنة! قال:"اجعلها مكانها، ولن تجزئ عن أحدٍ بعدَك" أخرجه البخاري (5545)، ومسلم (1961)، وهو في "مسند أحمد"(18481).
عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَحَّى بِمُقَابَلَةٍ أَوْ مُدَابَرَةٍ أَوْ شَرْقَاءَ أَوْ خَرْقَاءَ أَوْ جَدْعَاءَ (1).
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع هذا الحديث من شريح بن النعمان، بينهما سعيد بن عمرو بن أشوع كما جاء في رواية قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عند أبي الشيخ في "الأضاحي" كما في "شرح الترمذي" للعراقي 6/ ورقة 12، والحاكم 4/ 224 إذ قال قيس: قلت لأبي إسحاق: سمعته من شُريح؟ قال: حدثني ابن أشوع عنه. وقد أورد ذلك أيضًا الدارقطني في "العلل" 3/ 239، وذكر أن الجراح بن الضحاك قد رواه عن أبي إسحاق عن سعيد بن أشوع عن شريح بن النعمان، عن علي مرفوعًا. قلنا: وسعيد بن عمرو بن أشوع ثقة. وقيل بن الربيع كان شعبةُ وسفيانُ يوثقانه وتكلم فيه الأكثرون، ولكن الجراح بن الضحاك صدوق حسن الحديث، فباجتماع روايتهما يحسن الحديث، وذكر العراقي في "شرح الترمذي" 6/ ورقة 13 أن أبا الشيخ رواه في الأضاحي بسند جيد إلى زهير بن معاوية وأبي بكر بن عياش وصرح فيه أبو إسحاق بسماعه لهذا الحديث من شريح بن النعمان، فالله تعالى أعلم.
وقد رواه الثوري، عن ابن أشوع، عن شريح، عن علي موقوفًا. قال الدارقطني: ويشبه أن يكون القول قول الثوري.
وأورده كذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 230 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان، به مرفوعًا، وقال: لم يثبت رفعه. ثم ساقه من طريق أبي نعيم ووكيع، عن سفيان الثوري، عن سعيد بن أشوع، قال: سمعت شريح بن النعمان يقول: لا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء. سليمة العين والأذن.
وأخرجه أبو داود (2804)، والترمذي (1573) و (1574)، والنسائي 7/ 216 و 216 - 217 و 217 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد"(609)، وصححه الترمذي، وانتقاه ابن الجارود (906)، وصححه الحاكم 4/ 224 ووافقه الذهبي، وصححه كذلك الضياء في "المختارة"(487) و (488). =
3143 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1)، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ
عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (3).
= وأخرج أحمد (663)، و (791)، وأبو داود (2805)، والنسائي 7/ 217 - 218 من طريق قتادة، عن جُري بن كليب، عن علي بن أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عضباء الأذن والقرن. وسيأتي عند المصنف برقم (3145).
وانظر ما بعده.
وقد جاء تفسير هذا الحديث في طريق زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عند أحمد (851) وغيره حيث قال زهير: قلت لأبي إسحاق: ما المقابلة؟ قال: يقطع طرف الأذن، قلتُ: ما المدابرة؟ قال: يُقطع مؤخر الأذن. قلت: ما الشرقاء؟ قال: تُشَق الأذن، قلتُ: ما الخرقاء؟ قال: تخرِقُ أذنَها السِّمةُ.
قال ابن قدامة في "المغني" 13/ 373: وهذا نهي تنزيه، ويحصل الإجزاء بها لا نعلم فيه خلافًا.
(1)
في (ذ) و"تحفة الأشراف"(10064): عثمان بن أبي شيبة. وهو أخو أبي بكر، وكلاهما ثقة.
(2)
في (ذ) والمطبوع: "سفيان بن عيينة"، وفي (س) و (م):"سفيان" مطلقًا، وقيده في "التحفة" بالثوري، وهو الصواب، فقد جاء مقيدًا كذلك في بعض المصادر لكن من غير طريق وكيع عنه، وسفيان بن عيينة لا يُعرف بالرواية عن سلمة ابن كهيل.
(3)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد. حجية بن عدي ضعيف يُعتبر به، وقد تابعه على ذكر الأذن شريح بن النعمان في الحديث السابق، وجُري بن كليب في الحديث الآتي برقم (3145)، وتابعه على ذكر العين والأذن هبيرة بن يريم كما سيأتي ويشهد لذكر العين حديث البراء بن عازب الآتي بعده.
وأخرجه الترمذي (1580)، والنسائي 7/ 217 من طريق سلمة بن كهيل، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =
3144 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ فَيْرُوزَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: حَدِّثْنِي بِمَا كَرِهَ أَوْ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْأَضَاحِيِّ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ:"أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي"(1).
= وهو في "مسند أحمد"(732) و (734)، و"صحيح ابن حبان"(5920).
وقد جاء في بعض طُرق الحديث: سأل رجل عليًا عن البقرة، فقال: عن سبعة، فقال: مكسورة القرن؟ فقال: لا يضرك. قال: العرجاء؟ قال: إذا بلغتَ المَنْسِكَ فاذبح، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرق العين والأذن.
ولا يُعارَض ما جاء هنا من قول علي في مكسورة القرن مع ما جاء في الرواية الآتية برقم (3145) أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن عضباء القرن، لأن العضباء ما ذهب نصف قرنها كما فسره سعيد بن المسيب بقوله: العضب النصف فأكثر. فيكون علي يقصد هنا الكسرَ الذي دون النصف، والله تعالى أعلم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على "المسند" لأبيه (1106) من طريق هُبيرة بن يريم، عن علي بن أبي طالب، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن فصاعدًا.
(1)
إسناده صحيح. سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى المصري الدمشقي الكبير.
وأخرجه أبو داود (2802)، والترمذي (1571) و (1572)، والنسائي 7/ 214 - 215 و215 و215 - 216 من طريق سيمان بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وجاء عنده:"العجفاء" بدل "الكسيرة".
وهو في "مسند أحمد"(18510)، و"صحيح ابن حبان"(5919). =
قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ نَقْصٌ فِي الْأُذُنِ، قَالَ: فَمَا كَرِهْتَ مِنْهُ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ.
3145 -
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ
أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ (1).
= قوله: "ظلعُها": المشهور على ألسنة أهل الحديث فتح الظاء واللام، وضبط أهل اللغة بفتح الظاء وسكون اللام، وهو العَرَج. قاله السندي وقال: قلت: كأن أهل الحديث راعَوا مشاكلة العَوَر والمَرَض.
والكسيرة: فسر بالمنكسر، أي: الرجل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول، وفي رواية الترمذي بدلها:"العجفاء"، وهي المهزولة، وهذه الرواية أظهر معنى.
و"لا تُنقي" من أنقى إذا صار ذا نقي، أي: ذا مخ، فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العَجَفِ. قاله السندي.
(1)
إسناده حسن. جُري بن كليب: هو السدوسي، صاحب قتادة، روى عنه قتادة، وكان يثني عليه خيرًا، وقال الترمذي عن حديثه هذا: حسن صحيح، وصححه الحاكم 4/ 224 ووافقه الذهبي، وذكره العجلي وابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديثه.
وأخرجه أبو داود (2805) و (2806)، والترمذي (1581) من طريق قتادة، به. وقد جاء عندهما زيادة: عن قتادة قال: قلتُ -يعني لسعيد بن المسيب-: ما الأعْضَب؟ قال: النصفُّ فما فوقَه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(633) و (791).
وأخرجه أحمد (864) من طريق جابر الجعفي، عن عبد الله بن نُجيّ، عن علي. وإسناده ضعيف ومنقطع. ابن نجي لم يسمع من علي، وهو وجابر ضعيفان.
وانظر الكلام على الحديث (3143).