الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا فَرَغَ مِنْ الطَّعَامِ
3283 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ"(1).
3284 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ
= وأما قصةُ المناديلِ فقد ثبت ما يشير إلى استخدامهم لها بإثر تناولهم الطعام، على العكس مما جاء في هذا الحديث، فقد أخرج ملم (2033) بسند رجاله ثقات عن جابر نفسه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ولا يمسح يده بالمِنديل حتى يَلعقَ أصابعه".
تنبيه: زاد في المطبوع بإثر هذا الحديث: قال أبو عبد الله: غريب، ليس إلا عن محمَّد بن سلمة.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام مولى أبي سعيد، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وفي سنده اختلاف انظر تفصيله في التعليق على الحديث رقم (11276) من "مسند أحمد". أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان.
وأخرجه الترمذي (3760) من طريق حفص بن غياث وأبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. لكن قال حفص في حديثه: رياح بن عبيدة عن ابن أخي أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه أبو داود (3850)، والنسائي في "الكبرى"(10048) من طريق أبي هاشم الواسطي، عن إسماعيل بن رياح بن عبيدة، عن أبيه -زاد أبو داود: أو غيره- عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه النسائي مرة أخرى (10047) من طريق أبي هاشم عن رياح، عن أبي سعيد. فلم يذكر إسماعيل بن رياح.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا رُفِعَ طَعَامُهُ أَوْ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ:"الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا"(1).
3285 -
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (5458) و (5459)، وأبو داود (3849) والترمذي (3759)، والنسائي في "الكبرى"(6870) و (10043) من طرق عن ثور بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (6868) و (6869) و (10042) من طريق عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، به
وهو في "مسند أحمد"(22168)، و "صحيح ابن حبان"(5217).
قال السندي: "مكفي" بفتح ميم وتشديد ياء، يحتمل أن يكون من الكفاية، أو من "كفأت" مهموزًا بمعنى: قلبت، والمعنى على الأول أن هذا الحمد غيرُ ما أتى به كما هو حقه لقصور القدرة البشرية عن ذلك، ومع هذا فغير مودَّع، أي: متروك بل الاشتغال به دائما من غير انقطاع، كما أن نعمه تعالى لا تنقطع غفوة عينٍ.
"ولا مستغنى عنه" بل هو مما يحتاج إليه الإنسان في كل حال ليثبت ويدوم به العتيق من النعم، ويستجلب به المزيد، وعلى الثاني: أنه غير مردود على وجه قائله، بل مقبول في حضرة القدس، وعلى الوجهين "مودَّع" بفتح الدال، و"مستغنى عنه" بفتح النون عطف على "مكفي" بزيادة "لا" للتأكيد.
"ربنا" بالنصب بتقدير حرف النداء، وبالجر بدل من "الله"، والله أعلم.
وقال الخطابى في "معالم السُّنن" 4/ 261: قوله: "غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" معناه: أن الله سبحانه هو المطعم الكافي، وهو غير مُطعَم ولا مكفي كما قال سبحانه:{وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] وقوله: "ولا مودع"، أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة في ما عنده، ومنه قوله سبحانه:{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] أي: ما تركك ولا أهانك، ومعنى المتروك: المستغنى عنه.