الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - بَابُ الْمَدْحِ
3742 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ (1).
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو معمر: هو عبد الله بن سَخبرة.
وأخرجه مسلم (3002)(68)، والترمذي (2555) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ولفظه: قام رجل يثني على أمير من الأمراء، فجعل المقداد يحثي عليه التراب، وقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب.
وأخرجه بنحوه مسلم (3002)(69)، وأبو داود (4804) من طريق همام بن الحارث، عن المقداد.
وهو في "مسند أحمد"(23823) و (23828).
قال الإمام الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 111: المداحون هم الذين اتخذوا مدحَ الناسِ عادةَ، وجعلوه بضاعةَ يستأكلون به الممدوحَ ويفتنونه، فأما مَنْ مدح الرجلَ على الفِعل الحَسَن والأمر المحمود يكون منه، ترغيبًا له في أمثاله، وتحريضًا للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمدَّاح، وإن كان قد صار مادحًا بما تكلَّم به مِن جميلِ القول فيه. وقد استعمل المقدادُ الحديثَ على ظاهره.
قوله: "نحثو" أي: نُلقي ونرمي.
وقد أدرج الإمام النووي في شرح مسلم 18/ 126 - 127 الأحاديث التي ذكرها مسلم في المدح تحت: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة الممدوح، ثم قال: ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح، وقد جاءت أحاديث كثيرة في "الصحيحين" بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينهما أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو =
3743 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ
عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ، فَإِنَّهُ الذَّبْحُ"(1).
3744 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَيْحَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ" مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ:"إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ، فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا"(2).
= على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحبًا، والله أعلم.
(1)
إسناده جيد، معبد الجهني -وهو ابن خالد القَدَري- صدوق، ومن تحته ثقات. غندر: اسمه محمَّد بن جعفر.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 5 - 6.
وأخرجه أحمد (16837)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1687) و (4894)، والطبري في "تهذيب الآثار"(135)(مسند عمر بن الخطاب)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 72، والطبراني في "الكبير" 19/ (815) و (817)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(15307) من طريق سعد بن إبراهيم، به.
(2)
إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سَوّار.
وأخرجه البخاري (2662)، ومسلم (3000)، وأبو داود (4805) من طريق خالد بن مِهران الحذاء، به. =