الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث آخر في تحريم الغُلُول في المغانم، والعقوبة عليه
(630)
قال الإمام أحمد (1): ثنا أبو سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، ثنا صالح بن محمد بن زائدة، عن سالم بن عبد الله: أنه كان مع مسلمة بن عبد الملك في أرضِ الرُّومِ، فوُجد في متاعِ رجلٍ غُلُولٌ، قال: فسأل سالِمَ بن عبد الله، فقال: حدَّثني عبد الله، عن عمرَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن وَجَدتُم في متاعِهِ غُلُولاً؛ فأَحرِقُوهُ» . قال: وأَحسبُهُ قال: «واضرِبُوهُ» . قال: فأَخرَجَ متاعَه في السُّوق، فوَجَد فيه مصحفًا، فسأل سالماً، فقال: بِعْهُ، وتَصدَّق بثمنِهِ.
وقد رواه علي ابن المديني، عن أُميَّة بن بسطام، عن الدَّرَاوَردِي، به.
ثم قال: هذا حديث منكر، يُنكِره أصحاب الحديث، وكان وهيب قد لقي أبا واقِد هذا، وكان يضعِّفه، ويُروى عنه عجائبَ.
وأخرجه أبو داود (2)، والترمذي (3) من حديث الدَّرَاوَردِي.
زاد أبو داود: وأبي إسحاق الفَزَاري.
كلاهما عن صالح بن محمد أبي واقِد الليثي الصَّغير، عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ، به.
وفي بعض نسخ الترمذي (4): عن عبد الله بن عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. فالله أعلم.
(1) في «مسنده» (1/ 22 رقم 144).
(2)
في «سننه» (3/ 314 رقم 2713) في الجهاد، باب في عقوبة الغال.
(3)
في «سننه» (4/ 50 رقم 1461) في الحدود، باب ما جاء في الغال ما يُصنع به؟
(4)
انظر: «تحفة الأشراف» (5/ 355 رقم 6763).
ثم قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمدًا عن هذا، فقال: إنما رواه صالح بن محمد، وهو منكر الحديث (1).
/ (ق 224) وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني (2): أبو واقِد هذا: ضعيف، والمحفوظ: أنَّ سالماً أمر بهذا، ولم يَرفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا ذَكَره عن أبيه، ولا عن عمرَ (3).
(1) وفي «التاريخ الأوسط» للبخاري (3/ 509): صالح بن محمد بن زائدة، أبو واقد الليثي، تَرَكه سليمان بن حرب، منكر الحديث، روى سالم، عن أبيه، عن عمرَ رفعه:«من غلَّ، فاحرقوا متاعه» ، ولا يتابَع عليه. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الغال:«صلُّوا على صاحبكم» ، لم يحرِّق متاعه.
(2)
في «العلل» (2/ 53).
(3)
وقال في تعليقه على «المجروحين» لابن حبان (ص 130): صالح بن محمد بن زائدة أبو واقِد الليثي: مدني، أنكروا عليه روايته عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ (فذكره)، وهذا خطأ لم يُتابَع عليه، ولا أصل له عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وانظر للفائدة: ما قاله الحافظ في «النكت الظِّراف» (5/ 356)(8/ 57).