الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث فيه أثر عن عمر في التحذير من غائلة ولاية القضاء
(759)
قال هشام بن عمَّار، عن صَدَقة، عن الشُّعيثي، عن زُفَر بن وَثِيمة: أنَّ عمرَ دعا رجلاً إلى القضاء، فأَبَى عليه، قال: لم؟ قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «القضاةُ ثلاثةٌ: قاضٍ في الجنَّةِ، وقاضيانِ في النَّارِ
…
» الحديث.
هكذا رواه أبو بكر الإسماعيلي في «مسند عمر» من حديث هشام بن عمَّار.
(760)
وقد روى أبو بكر ابن أبي عاصم، والترمذي (1) من حديث معتمر بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن موهَب: أنَّ عثمانَ قال لابن عمرَ: اذهب فاقض بين الناس، قال: أَوَ (تُعافيني)(2) يا أميرَ المؤمنين، قال: فما تكره من ذلك، وقد كان أبوك يقضي؟ قال: إنِّي سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان قاضيًا، فقَضَى بالعدلِ، فَبِالحَرِي أن يَنفَلِتَ منه كفافًا» ، فما أرجو بعد ذلك؟!
وفي الحديث قصَّة
…
(3) غريب، وليس إسناده عندي بمتَّصل.
(1) في «سننه» (3/ 612 رقم 1322) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وفي «العلل الكبير» (ص 198 رقم 351).
(2)
كَتَب المؤلِّف فوقها: «تعفني» ، ولم يضرب على ما تحتها.
(3)
في هذا الموضع بضع كلمات مطموس بعضها في الأصل، ويشبه أن يكون المؤلِّف بصدد نقل كلام الإمام الترمذيِّ على الحديث، كما يظهر من السِّياق، ونصُّ كلام الترمذي: حديث ابن عمر حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتَّصل، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا، هو عبد الملك بن أبي جميلة.
وقال في «العلل» : سألت محمدًا عن هذا الحديث، وقلت له: مَن عبد الملك هذا؟ فقال: هو عبد الملك بن أبي جميلة، وعبد الله بن مَوهَب عن عثمان مرسل.
ولفظ ابن أبي عاصم، عن عبد الله بن موهَب، عن ابن عمرَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن كان قاضيًا، فقَضَى بحقٍّ، سأل التَّفلُتَ كفافًا» -قال ابن عمرَ: فما أرجو بعدُ إذًا- «ومَن كان قاضيًا، فقَضَى بجهلٍ كان من أهلِ النَّارِ، ومَن كان قاضيًا، فقَضَى بجَورٍ فهو من أهلِ النَّارِ» .
ففي سياق ابن أبي عاصم مايبيِّن اتِّصال الحديث، لكن عبد الملك هذا لم يرو عنه سوى معتمر، ولهذا قال فيه أبو حاتم (1): مجهول. وأما ابن حبان، فذَكَره في «الثقات» (2).
وعلى كلِّ حال، فهذا أولى ممَّا رواه الإسماعيلي في «مسند عمر» ، فلعلَّه تصحَّف عليه بعثمان، وإن كان محفوظًا، فلعلَّهما واقعتان، والله أعلم.
(1) كما في «الجرح والتعديل» (5/ 345 رقم 1631) و «العلل» لابنه (1/ 468).
(2)
(7/ 103).
وأخرجه في «صحيحه» (11/ 440 رقم 5056 - الإحسان) عن الحسن بن سفيان، عن أُميَّة بن بِسطام، عن معتمر بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن وهب، عن عثمان
…
، فذكره.
هكذا جعله من رواية عبد الله بن وهب عن عثمان! ثم قال: ابن وهب هذا، هو عبد الله بن وهب بن الأسود القرشي، من المدينة، روى عنه الزهري.
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (9/ 558): هذا كلامه، وعليه بعد تسليم ثقة عبد الملك اعتراضان:
أحدهما: إرساله، كما شهد بذلك الترمذي، والبخاري، وأبو حاتم.
ثانيهما: يخالف الترمذي في إبدال «عبد الله بن موهَب» بـ: «عبد الله بن وهب» .
وأخرجه -أيضًا- أبو يعلى (10/ 93 رقم 5727) عن شيبان. والطبراني في «الكبير» (12/ 269 - 270 رقم 13319) من طريق أُميَّة بن بِسطام. كلاهما (شيبان، وأُميَّة) عن معتمر، به.
قال الطبراني: عبد الله بن وهب هذا، هو عندي عبد الله بن وهب بن زَمْعة، والله أعلم.
تنبيه: وقع في مطبوع «مسند أبي يعلى» : «عبد الله بن موهب» ، ثم علَّق محقِّقه الأستاذ حسين أسد قائلاً: في الأصلين: «وهب» ، وهو خطأ (!)
قلت: هذا التصويب من المحقق غير مرضي، والصواب ما في الأصلين، كما يدل على ذلك رواية ابن حبان، والطبراني، فتنبَّه.
زد على هذا: أنه قال في تعليقه: «إسناده جيد» ، فتعقَّبه الشيخ الألباني في «ضعيف الترغيب والترهيب» (2/ 66) فقال: عبد الملك بن أبي جميلة مجهول من أتباع التابعين، وتوهَّم المعلِّق على «مسند أبي يعلى» أنه تابعي ثقة سَمِعَ من ابن عمر! في خلطٍ له وتجويد لإسناده، كما بيَّنته في «الضعيفة» (6864).