الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسناد جيد.
حديث في فضل النفقة في الغزو
(623)
قال الإمام أحمد (1): ثنا يونس -يعني: ابن محمد-، ثنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله -يعني: ابن سُرَاقة-، عن عمرَ بن الخطاب قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن أَظَلَّ رأسَ غازٍ، أَظَلَّهُ اللهُ يومَ القيامةِ، ومَن جَهَّزَ غَازِيًا حتى يَستَقِلَّ كان له مثلُ أَجرِهِ حتى يموتَ أو يَرجِعَ، ومَن بَنَى مسجدًا يُذكَرُ فيه اسمُ اللهِ، بَنَى اللهُ له بَيتًا في الجنَّةِ» .
ثم رواه أحمد (2)، عن أبي سَلَمة الخزاعي، عن اللَّيث.
وعن الحسن بن موسى (3)، عن ابن لَهِيعة.
كلاهما عن الوليد، به.
ورواه ابن ماجه (4)، عن أبي بكر بن أبي شيبة (5)، عن يونس بن محمد
(1) في «مسنده» (1/ 20 رقم 126).
(2)
في الموضع السابق.
(3)
(1/ 53 رقم 376).
(4)
في «سننه» (2/ 921 رقم 2758) في الجهاد، باب مَن جهَّز غازيًا، مقتصرًا على الشطر الأول.
(5)
وهو في «المصنَّف» (1/ 275 رقم 3157) في الصلاة، باب في ثواب من بنى مسجدًا، و (4/ 236 رقم 19546) في الجهاد، باب ما ذُكر في فضل الجهاد والحثِّ عليه.
-وهو: المؤدِّب-، عن اللَّيث، به.
وأخرجه (1) من وجه آخر، عن ابن الهاد، ببعضه.
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (2)، عن أبي يعلى (3)، عن أحمد بن إبراهيم / (ق 220) الدَّورقي، عن أبي عبد الرحمن المُقرئ (4)، عن اللَّيث، به.
واختاره الضياء في كتابه (5).
(1) أي: ابن ماجه، وهو في «سننه» (1/ 243 رقم 735) في المساجد، باب من بنى لله مسجدًا، مقتصرًا على الشطر الثاني.
(2)
(10/ 486 رقم 4628 - الإحسان)، وسقط من إسناد المطبوع تبعًا لأبي يعلى «يزيد بن عبد الله بن الهاد» ، وجاء على الصواب في «إتحاف المهرة» (12/ 326 رقم 15689).
ولم يتفطن لهذا السقط الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لـ «الإحسان» ، فقال: فلعل الليث رواه أولاً بواسطة ابن الهاد، ثم رواه مباشرة عن الوليد (!)، مع أنه تقدم عند ابن حبان (4/ 486 رقم 1608) وجاء فيه على الصواب!
وأما الأستاذ حسين سليم أسد، فوضع السقط بين معقوفين، وقال في الحاشية: ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، واستُدرك من مصادر التخريج.
(3)
وهو في «مسنده» (1/ 217 رقم 253).
(4)
وهو في «الأربعين» له (ص 58).
(5)
«المختارة» (1/ 356 - 359 رقم 244 - 248).
وقد قال الإمام علي ابن المديني: هذا حديث مرسل؛ لأنَّ عثمان بن عبد الله بن سُرَاقة لم يُدرك عمرَ بن الخطاب (1).
قلت: وقد رواه موسى بن يعقوب الزَّمْعي (2)، عن عبد الرحمن بن
(1) ونازع في دعوى الانقطاع الحافظ ابن حجر، فقال في «التهذيب» (7/ 130): وقد أخرج ابن حبان في «صحيحه» ، والحاكم في «مستدركه» حديثه عن جدِّه عمر بن الخطاب، ومقتضاه أن يكون سَمِعَ منه، فالله أعلم، نعم وقع مصرَّحًا بسماعه منه عند أبي جعفر ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» له قال: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب، حدثني الوليد بن أبي الوليد قال: كنت بمكة، وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سُرَاقة -كذا فيه- فسَمِعتُهُ يقول: يا أهل مكة، إني سَمِعتُ أبي يقول: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول. فذكر ثلاثة أحاديث: «من أَظلَّ رأسَ غازيًا» ، و «من جهَّز غازيًا» ، و «من بنى مسجدًا». قال: فسألت عنه، فقالوا لي: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب.
وقال في «النكت الظِّراف» (8/ 88) تجوَّز في قوله: «سَمِعتُ أبي» ، فأطلق على جدِّه؛ لأنه أبًا (كذا).
وفي كلام الحافظ رحمه الله أمور:
الأمر الأول: من أين لنا أن رواية ابن حبان والحاكم لراو عن شيخه تقتضي صحة سماعه منه؟
الأمر الثاني: تصريح الأئمَّة بعدم ثبوت سماعه منه، يجعلنا نتريَّث في قبول هذه الرواية الواردة عند الطبري، لا سيَّما وفي إسنادها يحيى بن أيوب، وهو متكلَّم في حفظه، فوثَّقه البخاري وابن معين وإبراهيم الحربي، وقال أحمد: سيَّئ الحفظ. وقال السَّاجي: صدوق يَهِم، وكان أحمد يقول: يحيى بن أيوب يخطئ خطأً كثيرًا. وقال ابن سعد: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: محل يحيى الصِّدق، يُكتب حديثه ولا يُحتج به. انظر:«الجرح والتعديل» (9/ 127 رقم 542) و «التهذيب» (11/ 186).
ولخَّص حاله الحافظ نفسه في «التقريب» ، فقال: صدوق، ربمَّا أخطأ.
الأمر الثالث: صرَّح الإمام ابن معين -أيضًا- بعدم سماعه من عمر رضي الله عنه، وحَكَم على هذه الرواية بالإرسال، والذي نقل قول ابن معين هو الدكتور مساعد بن راشد الحميِّد في تحقيقه لكتاب «الجهاد» لابن أبي عاصم (1/ 302) من مصدر عزيز جدًّا، فانظره بنفسك.
فنحن الآن أمام إمامين من أئمَّة النقد حَكَما على رواية بالإرسال، فلا يسعنا في هذه الحال إلا التسليم لقولهما؛ لعدم المعارِض.
وقد قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على «مسند الإمام أحمد» (1/ 211): وقد أشار الحافظ في «التهذيب» (7/ 130) إلى هذا الحديث، وكاد يميل إلى أنه موصول، ولكن في هذا تكلَّف كثير.
(2)
ومن طريقه: أخرجه الفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (1/ 422) وأبو يعلى في «معجمه» (ص 335 رقم 315) وابن حبان (10/ 490 رقم 4632 - الإحسان) =
إسحاق المدني، عن الزهري، عن عثمان بن سُرَاقة، عن بُسر بن سعيد، عن زيد بن خالد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، به.
قال الزهري: ثم أخبرنيه بُسر بن سعيد، فالله أعلم (1).
= ولفظه: «مَن جهَّز غازيًا فله مثل أجره، ومَن خَلَف غازيًا في أهله فله مثل أجره» .
وموسى بن يعقوب هذا: قال عنه ابن المديني: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال أبو داود: صالح، قد روى عنه ابن مهدي، وله مشايخ مجهولون. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال الأثرم: سألت أحمد عنه فلم يُعجبه. انظر: «تهذيب التهذيب» (10/ 278 - 379).
ولخص حاله الحافظ في «التقريب» ، فقال: صدوق، سيئ الحفظ.
وعبد الرحمن بن إسحاق المدني قال عنه البخاري: ليس ممن يُعتمد على حفظه إذا خالف مَن ليس بدونه، وإن كان ممن يحتمل في بعض. قال: وقال إسماعيل بن إبراهيم: سألتُ أهلَ المدينة عنه فلم يُحمَد، مع أنه لا يُعرف له بالمدينة تلميذ إلا موسى الزَّمْعي، روى عنه أشياء في عدَّة منها اضطراب. انظر:«تهذيب الكمال» (16/ 524).
قلت: وقد تفرَّد هنا عن الزهري، وتفرُّد مثله لا يُحتمل.
وقد أخرجه البخاري (6/ 49 رقم 2843) في الجهاد، باب فضل من جهَّز غازيًا أو خَلَفه بخير، ومسلم (3/ 1506 رقم 1895)(136) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله
…
، من طريق حسين المعلِّم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن بُسر بن سعيد، عن زيد بن خالد، به.
وأخرجه مسلم (1895)(135) من طريق عمرو بن الحارث، عن بُكَير بن الأشج، عن بُسر بن سعيد، به.
(1)
تنبيه: جاء بحاشية الأصل تقييد بخط الحافظ ابن حجر، لم يظهر منه سوى قوله: أغفل حديث عمر.