الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}
(1)
(791)
قال يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق (2)، حدَّثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّ عمرَ بن الخطاب ذَكَر له ماحَمَله على مقالته التي قال حين توفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كنتُ أتأوَّلُ هذه الأية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (3)، فواللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ أنَّه سيبقى في أمَّته حتى يَشهد عليها بآخر أعمالها، وإنَّه للذي حَمَلني على أنْ قلتُ ما قلتُ.
وفي إسناده ضعف لحال حسين بن عبد الله هذا (4)، ولكن له شاهد من وجه أخر.
أثر آخر
(792)
قال أبو عبيد (5):
ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن زيد بن صُوحان، عن عمرَ أنَّه قال: ما يمنعكم إذا رأيتم الرَّجلَ يخرِّق أعراضَ الناس ألا تُعرِّبوا عليه! قالوا: نخاف لسانَه. قال: ذلك أدنى ألا تكونوا شهداءَ.
(1) البقرة: 143
(2)
ومن طريقه: أخرجه الطبري في «تاريخه» (3/ 211) والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 219) بنحوه.
وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (2/ 337) وزاد نسبته إلى ابن المنذر.
(3)
البقرة: 143
(4)
قال عنه أحمد: له أشياء منكرة. وقال النسائي: متروك. وضعَّفه أبو حاتم وأبو زرعة وابن معين. انظر: «تهذيب الكمال» (6/ 383 - 385).
(5)
في «غريب الحديث» (4/ 150).
وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (5/ 231 رقم 25527) في الأدب، باب ما قالوا في النهي والوقيعة في الرجل والغيبة، عن أبي معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي الدُّنيا في «الصمت وآداب اللسان» (ص 150 رقم 245) من طريق أبي شهاب الحنَّاط. والعسكري في «تصحيفات المحدثين» (1/ 265) من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبَّار. كلاهما (أبو شهاب، والأبَّار) عن الأعمش، عن أبي وائل، به.
وخالَفَهم معمر، فرواه عن الأعمش، عن عمرَ. ليس فيه أبو وائل ولا زيد بن صُوحَان! ومن هذا الوجه: أخرجه معمر في «جامعه» الملحق بـ «المصنَّف» (11/ 178 رقم 20261).
وهذه الرواية إن لم يكن فيها سقط؛ فهي شاذة؛ لمخالفتها لرواية الجماعة عن الأعمش، وفيهم أبو معاوية، وهو من أثبت الناس في الأعمش.
ولم يقف الشيخ أبو إسحاق الحويني على طريق أبي معاوية، فضعَّف الأثر في تعليقه على «الصمت» لابن أبي الدُّنيا، وقال: وزَعَم بعضهم أن «إسناده صحيح» (!)
قال أبو زيد والأَصمعي: قوله: ألا تُعرِّبوا عليه، أي: تُفسدوا عليه كلامَه، وتُقبِّحوه له.