الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أثر فيه القِصَاص من الضَّربة واللَّطمة ونحو ذلك
(611)
قال البخاري أيضًا (1): وأَقاد أبو بكرٍ (2)، وابنُ الزُّبير (3)، وعليٌّ (4)، وسُوَيدُ بن مُقرِّن (5) من / (ق 217) اللَّطمة.
وأقاد عمرُ رضي الله عنه من ضَربةٍ بالدِّرَّة (6).
وأقاد عليٌّ من ثلاثةِ أسواطٍ (7).
(1) في «صحيحه» (12/ 227 - فتح) في الديات، باب إذا أصاب قوم من رجل هل يُعاقب أم يُقتص منهم كلهم؟
(2)
وَصَله ابن أبي شيبة (5/ 462 رقم 28001) في الديات، باب القود من اللطمة، عن شَبَابة، عن يحيى بن الحصين قال: سَمِعتُ طارق بن شهاب يقول: لَطَم أبو بكر يومًا رجلاً لَطمة، فقيل: ما رأينا كاليوم قطَّ منعة ولَطمة! فقال أبو بكر: إنَّ هذا أتاني يستحملني، فحَمَلته، فإذا هو يبيعهم، فحَلَفت ألا أَحمله، والله لا أَحمله -ثلاث مرات-، ثم قال له: اقتصَّ. فعفا الرَّجل.
(3)
وَصَله مُسدَّد في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (2/ 280 رقم 1898) وابن أبي شيبة (5/ 462 رقم 28999) من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن الزُّبير: أنه أقاد من لَطمة.
(4)
وَصَله ابن أبي شيبة (5/ 462 رقم 28996) عن أبي عبد الرحمن المسعودي عبد الله بن أبي عُتبة، عن ناجية أبي الحسن، عن أبيه: أنَّ عليًّا قال في رجل لَطَم رجلاً، فقال للمظلوم: اقتصَّ.
(5)
وَصَله ابن أبي شيبة، كما في «تغليق التعليق» (5/ 253) عن وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن الشَّعبي، عن سُوَيد.
(6)
سيأتي تخريجه رقم (613).
(7)
وَصَله سعيد بن منصور، كما في «تغليق التعليق» (5/ 253) وابن أبي شيبة (5/ 463 رقم 28005) في الديات، باب الضربة بالسوط، والبيهقي (8/ 322) من طريق أشعث بن سوَّار، عن فضيل بن عمرو، عن عبد الله بن مَعقِل قال: كنت جالسًا عند عليِّ، فجاءه رجل فسارَّه، فقال علي: يا قَنبَر، فقال الناس: يا قَنبَر، قال: أخرج هذا فاجلِده، ثم جاء المجلود، فقال: إنَّه قد زاد على ثلاثة أسواط. فقال علي: ما تقول؟ قال: صدق يا أميرَ المؤمنين، قال: خذ السَّوط، فاجلِده ثلاثة أسواط، ثم قال: يا قَنبَر، إذا جَلَدت؛ فلا تتعدَّ الحدود.
واقتصَّ شُريحٌ من سَوطٍ وخُمُوشٍ (1).
هكذا أورد ذلك معلَّقًا، وهو صحيحٌ عنهم.
وإليه ذهب الإمام أحمد في رواية إسماعيل بن سعيد الشَّالَنجي عنه، واختاره بعض أصحابه المتأخرين، وأفتى به.
وقد وَهِمَ الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله في حكايته الإجماعَ على خلاف ذلك، قال: وإنما يُعدَلُ في مثل هذا إلى التعزير، وكأنه لم يطَّلع على ما نقَلَهُ البخاري رحمه الله، وهذا تقصيرٌ، والله أعلم.
ذِكر الرواية عن عمر بن الخطاب بذلك
(612)
قال عبد الرزاق (2): عن مالك (3)، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: كنتُ مع عمرَ في طريقِ مكةَ، فقال تحتَ شجرةٍ، فلمَّا استوتِ الشَّمسُ أخذ عليه ثوبَهُ، وقام، فناداه رجلٌ: يا أميرَ المؤمنين! ثم حاذ به، فضَرَبَهُ بالدِّرَّة، فقال: عَجِلتَ عليَّ. فأعطاهُ المِخفَقَةَ (4)، وقال: اقتصَّ. قال: ما أنا بفاعلٍ. قال: والله لَتَفعَلَنَّ. قال: فإنِّي أَغفِرُها.
هكذا رواه عبد الرزاق، عن مالك.
(1) وَصَله سعيد بن منصور، كما في «تغليق التعليق» (5/ 254) وابن سعد (6/ 138) وابن أبي شيبة (5/ 463 رقم 28004) في الموضع السابق، من طريق مغيرة بن عَون، عن إبراهيم: أنَّ جِلوازًا لشُريح ضَرَب رجلاً بسوطه، فأقاد شُريح منه.
والخُمُوش: الخُدُوش. «النهاية» (2/ 80).
(2)
لم أقف عليه في «المصنَّف» .
(3)
لم أقف عليه في «الموطأ» .
(4)
المِخفَقَة: الدِّرَّة. «النهاية» (2/ 56).
ورواه أصحاب الموطَّآت عن مالك، عن عاصم، عن عمرَ، ليس بينهما أحد، والأوَّل أشبه بالصواب.
وسنذكر شواهد ذلك في «سيرة عمر» ، إن شاء الله تعالى.
وسيأتي -أيضًا- حديث (دس)(1) سعيد الجُرَيري، عن أبي نَضرة، عن أبي فراس النَّهدي، عن عمرَ قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقصَّ من نفسِهِ. وفي الحديث قصَّة.
(1) هذا الرمز لبيان أن الحديث من رواية أبي داود، والنسائي، وسيأتي تخريجها (ص 313 - 315 رقم 760).