الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحاديث الجهاد
قد تقدَّم في أوَّل كتاب الزكاة (1) قول عمرَ رضي الله عنه للصِّدِّيق: كيف تُقاتِلُ الناسَ؟ وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرتُ أن أُقاتِلَ النَّاسَ حتى يقولوا لا إلهَ إلا اللهُ، فإذا قالوها عَصَمُوا منِّي دماءَهُم وأموالَهُم، إلا بحقِّها وحسابُهُم على اللهِ» .
أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه (2).
حديث آخر
(620)
قال أبو بكر البزَّار (3):
ثنا عمرو بن علي، ثنا عبيد الله بن عبد
(1)(ص 225 رقم 186).
(2)
تقدَّم تخريجه (1/ 364 رقم 222).
(3)
في «مسنده» (1/ 283 رقم 178).
وأخرجه ابن أبي الدُّنيا في «إصلاح المال» (ص 144 رقم 12) من طريق وكيع، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن ابن عمرَ قال: استأذنتُ عمرَ في الجهاد، فقال: إنَّك جاهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ثم استأذنته، فقال لي مثل ذلك، فاستأذنته الثالثة، فقال لي: إنِّي أخاف والله أن يصيب المسلمون غنيمةً، فيقولون: هذا عبد الله بن عمر أمير المؤمنين، ادفعوا إليه مثل (كذا، ولعل الصواب: أمثل) جارية في المغنم، فيدفعوا إليك، فلله، وللرسول، ولذي القربى، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل فيها حق، فتقع عليها، فتكون زانيًا.
قلت: وهذا السِّياق مخالف للأوَّل، ولعلَّ هذا من تخليط عطية العَوفي.
وله طريق أخرى: أخرجها البزَّار (1/ 466 رقم 332) عن محمد بن عبد الرحيم صاحب السَّابري -أبو يحيى الذي يُعرَف بصاعقة- عن إسحاق بن منصور، عن عبدالسلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: أنَّ الزُّبير استأذن عمرَ في الجهاد، فقال: فذكره.
قال البزَّار: وهذا يُروى عن عمرَ من وجه آخر، رواه فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن ابن عمرَ، عن عمرَ، وهذا الإسناد الذي رواه إسماعيل، عن قيس أحسن إسنادًا، وإن كان حديث فضيل عن عطية أرفع؛ لأنَّه عن ابن عمرَ، عن عمرَ، وإسماعيل بن أبي خالد وقيس فيُستغنى عن ذكرهما لشهرتهما، وعبدالسلام بن حرب فقد روى عنه جلَّة من أهل العلم.
المجيد، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن ابن عمرَ: أنَّ الزبيرَ استأذن عمرَ في الجهاد، فقال: اجلس، فقد جَاهَدتَ مع / (ق 219) رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
عطية العَوفي: فيه ضعف (1)، ولو صحَّ؛ لدلَّ على أنَّ الجهادَ ليس فرضًا على الأعيان، والله أعلم.
حديث آخر
(621)
قال أبو يعلى الموصلي (2): ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني شعبة، عن يحيى بن هانئ، عن نعيم بن دِجَاجة قال: سَمِعتُ عمرَ يقول: لا هجرةَ بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه النسائي في «سننه» (3)، عن عمرو بن علي الفلَاّس، عن ابن مهدي، به.
(1) ضعَّفه أحمد والثوري وهشيم والنسائي، وقال أبو حاتم: ضعيف، يُكتب حديثه. وقال أبو زرعة: ليِّن. انظر: «الجرح والتعديل» (6/ 382 رقم 2125) و «تهذيب الكمال» (20/ 145).
(2)
في «مسنده» (1/ 167 رقم 186) ومن طريقه: الضياء في «المختارة» (1/ 405 رقم 288).
(3)
(7/ 165 رقم 4182) في البيعة، باب ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة.
وأخرجه -أيضًا- أبو القاسم البغوي في «الجعديات» (1/ 440 رقم 727) عن علي بن الجعد، عن شعبة، به.
وصحَّحه الشيخ الألباني في «صحيح سنن النسائي» (4171).