الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في الرَّغبة في ذات الحسب العريق والشَّرَف
وهو حديث: «كلُّ نَسَبٍ وسَبَبٍ، فإنَّه ينقطعُ يومَ القيامةِ إلا نَسَبي وَسَبَبي» .
(483)
قال الحافظ أبو بكر البزَّار (1): ثنا سَلَمة بن شَبيب، ثنا الحسن بن محمد بن أَعْين، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدِّه، عن عمرَ بن الخطاب قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «كلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ منقطعٌ يومَ القيامةِ إلا سَبَبي ونَسَبي» .
ثم قال البزَّار: رواه غير واحد عن زيد بن أسلم مرسلاً، ولم يَصله إلا عبد الله بن زيد بن أسلم.
قلت: وقد تكلَّموا فيه، وضعَّفوه (2).
طريق أخرى
(484)
قال الطَّبراني (3)
في ترجمة الحسن بن علي رضي الله عنهما: حدثنا جعفر بن سليمان النَّوفلي المديني، ثنا إبراهيم بن حمزة الزُّبيري، ثنا عبد العزيز
(1) في «مسنده» (1/ 397 رقم 274).
(2)
وثَّقه أحمد، وابن المديني، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال ابن سعد: أثبت ولد زيد بن أسلم. وضعَّفه ابن معين، وأبو زرعة، وقال البخاري: لا أروي عنه شيئًا. وقال مرَّة: لا بأس به. وقال النسائي: ليس بالقوي. انظر: «تهذيب الكمال» (14/ 535). وقال الحافظ في «التقريب» : صدوق، فيه لِين.
(3)
في «المعجم الكبير» (3/ 44 رقم 2633).
قال الشيخ الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/ 62): وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، رجال الصحيح، غير النَّوفلي شيخ الطبراني، فلم أجد له ترجمة.
قلت: وقد خولف إبراهيم بن حمزة في روايته، خالَفَه سعيد بن منصور، فرواه عن الدَّرَاوَردِي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أنَّ عمرَ خَطَب إلى عليِّ بن أبي طالب
…
، فذكره، بمعناه. انظر:«سنن سعيد» (1/ 146 رقم 520).
وهذا أصح؛ لأن سعيد بن منصور أثبت من إبراهيم بن حمزة، لكن في رواية جعفر بن محمد اختلاف آخر، سيأتي بيانه في الحديث التالي.
بن محمد الدَّرَاوَردِي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: دعا عمرُ بن الخطاب عليَّ بن أبي طالب فسَارَّه، ثم قام عليٌّ، فجاء الصُّفَّةَ، فوَجَد عبَّاسًا، وعَقيلاً، والحسين، فشَاوَرَهم في تزوُّج أُمِّ كلثوم عمرَ، فغضب عَقيل، وقال: يا عليٌّ، ما تَزيدُكَ الأيامُ والشُّهورُ والسُّنونُ إلا العَمَى في أمرك، واللهِ لئن فَعَلتَ ليكُوننَّ، وليكُوننَّ. لأشياءَ
…
(1)، ومضى يَجُرُّ ثوبَهُ. فقال عليٌّ للعبَّاس: واللهِ ما ذاك منه نصيحةً، و
…
(2) دِرَّة عمرَ أَحوَجَتْهُ (3) إلى ما تَرَى، أما واللهِ ما ذاك رغبةً فيك يا عَقيل، ولكن قد أَخبَرَني عمرُ بن الخطاب أنَّه سَمِعَ رسولَ الله يقول:«كلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ منقطعٌ يومَ القيامةِ إلا سَبَبي ونَسَبي» . فضَحِكَ عمرُ، وقال: وَيْح عَقيلٍ، سَفِيهٌ أحمقُ.
طريق أخرى
(485)
قال الطَّبراني (4): ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسن بن سهل الخيَّاط، ثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوَّج بنتَ عليٍّ: ألا تُهنِئوني، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:«يَنقطعُ يومَ القيامةِ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ إلا سَبَبي ونَسَبي» .
(1) موضع كلمة مطموسة في الأصل، وعند الطبراني:«لأشياء عدَّدها» .
(2)
موضع كلمة مطموسة في الأصل، وعند الطبراني:«ولكن» .
(3)
كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «أخرجته» .
(4)
في «معجمه الكبير» (3/ 45 رقم 2635) و «الأوسط» (5/ 376 رقم 5606).
ثم قال الطَّبراني: لم يجوِّده إلا الحسن بن سهل، ورواه غيره عن سفيان بن عيينة، عن جعفر، عن أبيه، ولم يَذكروا جابرًا (1).
واختاره الضياء في كتابه (2).
/ (ق 182) طريق أخرى
(486)
قال الهيثم بن كُلَيب الشَّاشي في «مسنده» (3):
ثنا أبو قِلَابة
(1) ومن هذا الوجه: أخرجه سعيد بن منصور (1/ 147 رقم 521) وابن عبد البر في «الاستيعاب» (13/ 281 - بهامش الإصابة) من طريق ابن أبي عمر. وابن بَشكوال في «الغوامض والمبهمات» (2/ 771 رقم 803) من طريق محمد بن يزيد المقرئ. ثلاثتهم (سعيد بن منصور، وابن أبي عمر، والمقرئ) عن ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمرَ
…
، فذكره بمعناه، ليس فيه جابرًا!
وقد توبع ابن عيينة على روايته، فأخرجه ابن سعد (8/ 463) عن أنس بن عياض. والقَطيعي في «زوائده على فضائل الصحابة» (2/ 625 رقم 1069) والبيهقي في «مناقب الشافعي» (1/ 64) من طريق وهيب بن خالد. كلاهما (أنس بن عياض، ووهيب) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمرَ
…
، فذكره.
ورجَّح هذا الوجه الإمام الدارقطني، فقال في «العلل» (2/ 190): هو حديث رواه محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه، عن عمرَ، وخالَفَه الثوري، وابن عيينة، ووهيب، وغيرهم، فرووه عن جعفر، عن أبيه، عن عمرَ، ولم يَذكروا بينهما جدَّه عليَّ بن الحسين، وقولهم هو المحفوظ.
قلت: وهو منقطع بين محمد بن علي والد جعفر وعمر بن الخطاب. انظر: «تحفة التحصيل» (ص 282).
(2)
انظر: «المختارة» (1/ 197، 198 رقم 101، 102).
(3)
ليس في القسم المطبوع من «مسنده» ، ومن طريقه: أخرجه الضياء في «المختارة» (1/ 398 رقم 281).
وأخرجه -أيضًا- القَطيعي في «زوائده على فضائل الصحابة» (2/ 626 رقم 1070) وعنه: أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 56 رقم 215) عن محمد بن يونس (وهو: الكُدَيمي) عن بِشر بن مِهران، به.
عبد الملك بن محمد الرَّقاشي، ثنا عمر بن عامر وبِشر بن مِهران قالا: ثنا شريك، ثنا شَبيب بن غَرقَدة، عن المُستَظِلِّ بن حصين: أنَّ عمرَ بن الخطاب خَطَب إلى عليٍّ ابنتَهُ، فاعتَلَّ بصغرِها، وقال: إني أَعددتُها لابن أخي جعفر، فقال عمرُ: إني واللهِ ما أردتُ بها الباهَ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:«كلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَنقطعُ يومَ القيامةِ غيرَ سَبَبي وَنَسَبي» .
إسناد حسن (1).
واختاره الضياء أيضًا.
طريق أخرى
(487)
قال الطَّبراني (2): ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عُبادة بن زياد الأسدي، ثنا يونس بن أبي يعقوب (3)، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول: سَمِعتُ رسولَ اللهِ يقول: «كلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يومَ القيامةِ منقطعٌ إلا سَبَبي ونَسَبي» .
(1) في إسناده شريك، وهو: ابن عبد الله النَّخَعي، صدوق، يخطئ كثيرًا، كما قال الحافظ في «التقريب» .
والمستظل بن الحصين: مجهول الحال، تفرَّد بالرواية عنه شَبيب بن غَرقَدة، وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 62 رقم 2158) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 429 رقم 1959) وسكتا عنه. وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 462).
(2)
في «معجمه الكبير» (3/ 45 رقم 2634).
وأخرجه -أيضًا- أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 199) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عُبادة بن زياد، به.
قال الذَّهبي في «المهذَّب في اختصار السُّنن الكبير» (5/ 2632): إسناده صالح.
(3)
كذا ورد بالأصل. والذي في «المعجم» : «يَعْفور» ، وهو الصواب الموافق لما في كُتُب الرجال. انظر:«تهذيب التهذيب» (11/ 452)
طريق أخرى
(488)
روى الحافظ أبو بكر البيهقي في «السُّنن الكبير» (1):
عن أبي الحسين بن بَشران، عن دَعْلج بن أحمد، عن موسى بن هارون، عن سفيان بن وكيع، عن رَوْح بن عُبادة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن حسن بن حسن، عن أبيه: أنَّ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه لما خَطَب أُمَّ كلثوم بنتَ عليِّ بنِ أبي طالب، قال له عليٌّ رضي الله عنه: إنها صغيرةٌ. فقال: إني سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «كلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ منقطعُ يومَ القيامةِ إلا سَبَبي وَنَسَبي» ، فأحببتُ أن يكونَ لي من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبَبٌ وَنَسَبٌ. فزوَّجه عليّ رضي الله عنه.
وفي رواية: فقال عليٌّ للحسن والحسين: زَوِّجا عمَّكما. فقالا: هي امرأةٌ من النساء تَختارُ لنفسها. فقام عليّ وهو مُغضَبٌ، فأمسك الحسنُ بثوبه، وقال: لا صبرَ على هجرانِكَ يا أَبَتاهُ. قال: فزَوَّجاه.
(489)
/ (ق 183) وقد رواه الحافظ الإسماعيلي من طريق أخرى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، عن عمرَ، بنحوه.
(490)
ومن طريق أخرى عن إبراهيم بن مِهران بن رستم، عن الليث، عن موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، عن عُقبة بن عامر، عن
(1)(7/ 64، 114).
وأخرجه -أيضًا- الطَّبراني في «الأوسط» (6/ 357 رقم 6609) من طريق سفيان بن وكيع، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا رَوْح، تفرَّد به سفيان بن وكيع.
وقال الذَّهبي في «المهذَّب في اختصار السُّنن الكبير» (5/ 2631): ابن وكيع لا يعتمد عليه.
عمرَ، نحوه، أيضًا (1).
فهذه طرق جيدة مفيدة للقطع في هذه القضية بما تضمَّنته، ولله الحمد.
وأُم كلثوم هذه: هي ابنة عليِّ بن أبي طالب من فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والظاهر أنها وُلِدَت في حياته عليه السلام (2).
(491)
وقد ذَكَر الزُّبير بن بكَّار (3):
أنَّ عمرَ بن الخطاب خَطَب أُمَّ
(1) ومن هذا الوجه: أخرجه ابن عدي (1/ 272) والخطيب في «تاريخه» (6/ 182) من طريق أحمد بن الحسين الصُّوفي، عن إبراهيم بن رستم بن مِهران، عن الليث بن سعد، عن موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، عن عُقبة بن عامر قال: خَطَب عمرُ إلى عليِّ بن أبي طالب ابنتَه
…
الحديث.
وفي إسناده: إبراهيم بن رستم بن مِهران، قال عنه ابن عدي: ليس بمعروف، منكر الحديث عن الثقات.
(2)
وقال الذَّهبي في «السِّير» (3/ 500): وُلِدَت في حدود سنة ستٍّ من الهجرة، ورأت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولم ترو عنه شيئًا.
(3)
في «جمهرة نسب قريش وأخبارها» (2/ 782).
ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (19/ 483) وابن الجوزي في «المنتظم» (4/ 237).
وهذه رواية معضلة لا تصح.
وقصة كشف عمر لساق أُمِّ كلثوم لها طريق أخرى: أخرجها عبد الرزاق (6/ 163 رقم 10352) وسعيد بن منصور (1/ 147 رقم 521) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قال: خَطَبَ عمرُ إلى عليٍّ ابنتَهُ، فقال: إنها صغيرةٌ. فقيل لعمرَ: إنما يريدُ بذلك مَنعَهَا، قال: فكلَّمه، فقال عليُّ: أَبعَثُ بها إليكَ، فإنْ رَضِيتَ فهي امرأتُكَ. قال: فبَعَثَ بها إليه، قال: فذهب عمرُ فكَشَفَ عن ساقِها، فقالت: أَرسِلْ، فلولا أنَّكَ أميرُ المؤمنينَ؛ لَصَكَكتُ عُنُقَكَ.
وفي لفظ: لَلَطَمتُ عينيكَ.
وهذا منقطع؛ أبو جعفر، وهو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يُدرك جدَّه عليًّا، بَله عمر، وبه أَعلَّه الشيخ الألباني في «السلسلة الضعيفة» (3/ 434).
كلثوم إلى عليٍّ، فقال: إنها صغيرةٌ. قال: إني أُرْصِدُ كرامتَها. فقال: إنِّي أَبعثُها إليك، فإنْ رَضِيتَهَا فقد زَوجتُكَها. فبَعَثَها ببُرْدٍ، وقال: قولي له: هذا البُرْدُ الذي قلتُ. فقالت ذلك لعمرَ، فقال: قولي له: قد رَضيتُهُ رضي اللهُ عنكِ، ووَضَع يده على ساقِها فكَشَفَها، فقالت له: أتفعلُ هذا؟ لولا أنكَ أميرُ المؤمنين لكَسَرتُ أنفَكَ. ثم خَرَجتْ حتى أَتَتْ أباها، فأَخبَرَتْهُ الخبرَ، وقالت: بَعَثْتَني إلى شيخِ سوءٍ! قال: مَهلاً يابنيَّة، فإنه زَوجُكِ. ثم جاء عمرُ إلى مجلسٍ فيه المهاجرون والأنصار، فقال: رَفِّئِوني (1)، تَزوَّجتُ أُمَّ كلثوم بنتَ علي، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:«كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ وصِهرٍ منقطعُ يومَ القيامةِ إلا / (ق 184) سَبَبِي وَنَسَبِي وصِهري» ، فكان لِيَ به السببُ والنَّسبُ، فأردتُ أن أَجمعَ إليه الصِّهرَ، فرَفَّئوه، فوَلَدَتْ له زيدًا ورُقيَّة.
(492)
وقال محمد بن سعد (2): عن الواقدي وغيره: أنَّ عمرَ لمَّا خَطَب إلى عليّ ابنتَهُ أُمَّ كلثوم قال: يا أميرَ المؤمنين، إنها صبيَّةٌ. قال: إنك واللهِ مابكَ ذلك، ولكن قد عَلِمْنا مابك. فأَمَرَ بها عليٌّ فصُنِعَت، ثم أمر ببُرْدٍ فَطَواهُ، ثم قال: انطَلِقِي بهذا إلى أميرِ المؤمنين
…
، وذَكَر نحو ما تقدَّم.
(493)
وقال أبو عبد الله محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق التَّميمي البغدادي، المعروف بابن العلَاّف (3): ثنا علي -يعني: ابن بَيَان
(1) أي: ادعو لي بالالتئام والاتفاق والبركة. انظر: «النهاية» (2/ 240).
(2)
في «الطبقات الكبرى» (8/ 464).
(3)
ذكره ابن السَّمعاني في «الأنساب» (3/ 383) وقال: من أهل بغداد، سكن مصر، وانتشر حديثه بها، وحدَّث بحلب ومصر، ومات فجأة لثمان عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وصلِّي عليه في مصلَّى بني مسكين بمصر.
المقرئ، المعروف بالباقلَاّني- ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا سيف بن هارون، ثنا فضيل بن كثير، ثنا عكرمة، عن ابن عباس قال: لما ابتنى عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه بأُمِّ كلثوم، جاءه مشيخةٌ من المهاجرين، فكان تحيتُهُ إيَّاهم أنْ صَفَّرَ لحاهم بالمَلَابِ (1).
(494)
وقال وكيع (2): عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني (3): أنَّ عمرَ بن الخطاب أَمهَرَ أُمَّ كلثوم أربعينَ ألفًا.
هذا منقطع (4).
(1) وأخرجه -أيضًا- البلاذُري في «أنساب الأشراف» (2/ 137) والطبري في «تهذيب الآثار» (ص 466 رقم 834 - القسم المفرد) من طريق سيف بن هارون، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ سيف بن هارون، قال عنه الدارقطني: ضعيف متروك. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: أحاديثه منكرة. وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الموضوعات. انظر: «الجرح والتعديل» (4/ 276 رقم 1191) و «تهذيب الكمال» (12/ 332).
وفضيل بن كثير: مجهول الحال، روى عنه جمع، وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 123 رقم 553) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 75 رقم 422) وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 295)!
والمَلَاب: نوع من الطِّيب. انظر: «لسان العرب» (12/ 350 - مادة لوب).
(2)
ومن طريقه: أخرجه ابن سعد (8/ 463) وابن أبي شيبة (3/ 483 رقم 16381) في النكاح، باب مَن تزوَّج على المال الكثير وزوَّج به.
(3)
ضبَّب عليه المؤلِّف لانقطاعه بين عطاء الخراساني وعمر.
(4)
وله طريق أخرى: أخرجها البيهقي (7/ 233) من طريق ابن عدي، ثنا محمد بن داود بن دينار، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه زيد بن أسلم، عن أبيه: أنَّ عمرَ بن الخطاب أصدق أمَّ كلثوم بنت علي رضي الله عنه أربعين ألف درهم.
(495)
وقد رواه إسحاق بن المنذر (1)، عن محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: تزوَّج عمرُ أُمَّ كلثوم بنتَ فاطمة على أربعينَ ألفًا.
فهذا يقوِّي الذي قبله، والله أعلم.
(496)
وقال أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغولي (2) في «معجم الصحابة» : ثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، ثنا زيد بن الحُبَاب، عن الربيع بن المنذر، حدثني أبي قال: سَمِعتُ محمد ابن الحنفية يقول: دخل عمرُ بن الخطاب على أُمِّ كلثوم أختي، فضَمَّني إليه، وقال لها: تَلطَّفيه بالحلواءِ (3).
(1) ومن طريقه: أخرجه ابن الجوزي في «المنتظم» (4/ 237).
وهو منقطع بين ابن المنكدر وجابر رضي الله عنه.
وأخرجه -أيضًا- ابن أبي الدُّنيا في «إصلاح المال» (ص 347 رقم 428) عن خالد بن خِدَاش قال: حدثني عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم: أنَّ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه تزوَّج أُمَّ كلثوم بنت علي رضي الله عنه على أربعينَ ألفًا.
وفي إسناده ضعف.
(2)
هو الإمام العلَاّمة، الحافظ، المجوِّد، شيخ خراسان، أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السَّرخسي الدَّغولي، قال عنه الحاكم في كتابه «مزكِّي الأخبار»: كان أبو العباس أحد أئمَّة عصره بخراسان في اللُّغة والفقه والرواية، أقام بنيسابور مستفيدًا على محمد بن يحيى الذُّهْلي، وعبد الرحمن بن بِشر، وأقرانهما. توفي سنة 325 هـ. من تصانيفه:«الآداب» و «فضائل الصحابة» . انظر: «تذكرة الحفَّاظ» (3/ 823) و «سير أعلام النبلاء» (14/ 557) و «تاريخ بغداد» (2/ 405).
(3)
وأخرج أبو طاهر المخلِّص في «سبعة مجالس من أماليه» (ص 155 رقم 79) والطَّبراني في «الكبير» (11/ 194 رقم 11621) والخطيب في «تاريخه» (10/ 271) من طريق عبد الرحمن بن بِشر بن الحكم، عن موسى بن عبد العزيز العَدَني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا:«كلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنقطعٌ يومَ القيامةِ، إلا سَبَبي ونَسَبي» .
قال الشيخ الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/ 58): وهذا إسناد حسن في الشواهد، فإن الحكم بن أبان: صدوق عابد له أوهام، وموسى العَدَني: صدوق سيئ الحفظ.
فائدة: قال الميموني: قلت لأحمد بن حنبل: أليس قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ صِهرٍ وكلُّ نَسَبٍ مُنقطعٌ، إلا صِهري ونَسَبي» ؟ قال: بلى. انظر: «السُّنة» للخلَاّل (2/ 433) و «شرح أصول الاعتقاد» للالكائي (8/ 1532).