الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن سورة الحاقة
(888)
قال الحافظ أبو بكر ابن أبي الدُّنيا رحمه الله (1): أنا إسحاق بن إسماعيل، أنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن بُرقان، عن ثابت بن الحجَّاج قال: قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تحاسَبوا، وزِنُوا أنفسَكم قبل أن تُوزَنوا، فإنَّه أخفَّ عليكم في الحساب غدًا أن تحاسِبوا أنفسَكم اليومَ، وتَزيَّنوا للعرض الأكبر / (ق 347) الأكبر (2)، يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
أثر مشهور، وفيه انقطاع، وثابت بن الحجَّاج هذا جَزَري، تابعي صغير، لم يُدرك عمرَ، ولم يرو عنه سوى جعفر بن بُرقان (3)، وله عند أبي داود في «السُّنن» حديثان (4).
حديث آخر
(889)
قال الإمام أحمد (5): ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، حدثنا شُريح بن عبيد قال: قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: خَرَجتُ أتعرَّضُ
(1) في «محاسبة النفس» (ص 29 - 30 رقم 2).
وأخرجه -أيضًا- أحمد في «الزهد» (ص 177 رقم 631) وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 52) وابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص 40) و «حفظ العمر» (ص 34) من طريق ابن عيينة، به.
(2)
كذا ورد بالأصل. وكَتَب المؤلِّف فوقها: «كذا» .
(3)
تقدم ترجمته (1/ 313 - 314).
(4)
انظر: «سنن أبي داود» (4/ 147، 453 رقم 3407، 4181) في البيوع، باب في المخابرة، وفي الترجل، باب الخَلوق للرجال.
(5)
في «مسنده» (1/ 17 رقم 107).
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قبلَ أن أُسلِمَ، فوَجَدتُهُ قد سَبَقني إلى المسجد، فقمتُ خلفَه، فاستفتَحَ سورةَ الحاقَّة، فجَعَلتُ أعجبُ من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللهِ شاعرٌ كما قالت قريش. قال: فقرأ: {إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون} . قال: قلتُ: كاهنٌ. قال: {ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين. ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين} إلى آخر السورة.
قال: فوَقَع الإسلامُ في قلبي كلَّ موقعٍ.
هذا حديث حسن جيد الإسناد، إلا أنَّ شُريح بن عبيد هذا هو الحضرمي الشَّامي الحمصي، وهو أحد الثقات (1) إلا أنَّه لم يُدرك أيام عمرَ، فيما قاله أبو زرعة الرازي، وغيره (2).
وأبلغ من ذاك: ما قاله محمد بن عوف / (ق 348) الطَّائي الحمصي عنه أنه ثقة، وما أظنُّ أنه سَمِعَ أحدًا من الصحابة.
قلت: وقد ذَكَرنا إسلامَ عمرَ على وجوه عديدة، كما سيأتي في «سيرته» (3)، إن شاء الله تعالى.
(1) وثَّقه النسائي، ودُحَيم، والعجلي. انظر:«تهذيب الكمال» (12/ 447).
(2)
انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 90).
(3)
يعني: كتابه: «سيرة عمر وأيامه» .