الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابته لأحاديثه، فقد قالت لعروة:«يا بن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مار بنا إلى الحج، فالقه فسائله، فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً» (1).
2 -
وتجنب بعض التابعين تفسير مجاهد بسبب سؤاله أهل الكتاب، فقد قيل للأعمش:«ما بالهم يتقون تفسير مجاهد؟ ، فقال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب» (2).
وقد يصل الأمر إلى تأديب من يروي الأخبار الإسرائيلية ويعتني بها، فقد ضرب عمر رضي الله عنه رجلاً نسخ كتاب دانيال كما سيأتي قريباً.
وقال لكعب الأحبار: «لتنتهين أو لألحقنك بأرض القردة» (3).
الرابعة: الأمر بإتلاف الصحف المشتملة على الأخبار الإسرائيلية، ومن شواهده:
1 -
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب رجلاً نسخ كتاب دانيال (4)، وقرأ عليه
(1) صحيح مسلم، كتاب العلم (4/ 2059) برقم (2673).
(2)
الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 344)، وتاريخ دمشق (57/ 29)، وتهذيب التهذيب (4/ 26)، وطبقات المفسرين للداودي (2/ 308).
(3)
تاريخ أبي زرعة (1/ 544)، وتاريخ دمشق (50/ 172).
(4)
أحد أنبياء بني إسرائيل كان صغيراً حين غزا بختنصر بيت المقدس، فأخذ مع السبايا وأقام ببابل، ثم انتقل عنها، ودفن بالسوس من بلاد خوزستان.
أخباره في: الكامل في التاريخ (1/ 265 - 268)، والبداية والنهاية (2/ 43).
قوله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} إلى قوله: {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (1)، فقال الرجل:«مالي يا أمير المؤمنين؟ ! ، فقال له: أنت الذي نسخت كتاب دانيال؟ ! ، قال: مرني بأمرك أتبعه، قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف، ثم لا تقرأه، ولا تقرئه أحداً من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنك عقوبة» ، ثم ذكر ما جرى له مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى في يده صحيفة من التوراة (2).
(1) سورة يوسف الآيات (1 - 3).
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (7/ 2100)، والخطيب في تقييد العلم (ص 51)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (1/ 215)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 3) إلى أبي يعلى، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف، انظر: مجمع الزوائد (1/ 182)، وإتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (1/ 317 - 318)، وتقريب التهذيب (ص 336)، وإرواء الغليل (6/ 36)، وله شاهد منقطع عن إبراهيم النخعي في مصنف عبد الرزاق (6/ 114)، وفضائل القرآن لابن الضريس (ص 54)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 161).
وهناك شاهد آخر رواه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 85)، وعنه أبو نعيم في الحلية (5/ 135)، وعزاه ابن كثير في تفسيره (4/ 297) للإسماعيلي عن جبير بن نفير «أن رجلين اكتتبا من اليهود ملء صفينة [وهي الوعاء] فأخذاها معهما يستفتيان فيها أمير المؤمنين .... فقالا: يا أمير المؤمنين إنا بأرض فيها أهل الكتابين، وإنا نسمع منهم كلاماً تقشعر منه جلودنا أفنأخذ منه أم نترك؟ ، فقال: لعلكما اكتتبتما منه شيئاً؟ ، قالا: لا، .... إلى أن قال عمر رضي الله عنه: لو أعلم أنكما اكتتبتما منهم شيئاً جعلتكما نكالاً لهذه الأمة، فقالا: والله لا نكتب منهم شيئاً أبداً، فخرجا بصفنتهما فحفرا لها في الأرض، فلم يألوا أن يعمقا فدفناها، فكان آخر العهد منهما»، فلعل هذه الشواهد تقوي الخبر المذكور، وقد ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (17/ 41 - 42) في سياق الاستدلال به، وهذا الحديث هو أحد شواهد الحديث المتقدم (ص 40).
2 -
وأتى الأسود بن يزيد النخعي (1) وعلقمة بصحيفة إلى ابن مسعود، وقالا له: «هذه صحيفة فيها حديث حسن، فقال ابن مسعود لجاريته: هاتي بطست واسكبي فيه ماء، فجعل يمحوها بيده، ويقول:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (2)، فقالا له: انظر فيها، فإن فيها حديثاً عجيباً، فجعل يمحوها ويقول: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره.
قال أبو عبيد: يُرى أن هذه الصحيفة أخذت من أهل الكتاب، فلهذا كره عبد الله النظر فيها» (3).
3 -
وعن عمرو بن ميمون (4) قال: «كنا جلوساً في مسجد الكوفة، فأقبل من
(1) هو أبو عمرو النخعي الكوفي، فقيه الكوفة وعالمها، وهو ابن أخي علقمة وخال إبراهيم النخعي، أخذ عن معاذ وابن مسعود وحذيفة، وكان على جانب كبير من العبادة والزهد، توفي سنة (75).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 46)، وتذكرة الحفاظ (1/ 50).
(2)
سورة يوسف من الآية (3).
(3)
جامع بيان العلم وفضله (1/ 66)، وتقييد العلم (ص 53)، وقول ابن مسعود: إن هذه القلوب .... إلخ أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 162)، وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 484)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 131).
(4)
الأودي المذحجي، أبو عبد الله، أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع عمر ومعاذاً وابن مسعود، وروى عنه الشعبي، حج ستين حجة ما بين حجة وعمرة، سكن الكوفة، وبها توفي سنة (74).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 80)، والتاريخ الكبير (3/ 2/367)، وتاريخ الإسلام حوادث سنة (61 - 80 ص 496).