الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامساً
أن يكون التفسير غير مفيد
ومما جاء عن الصحابة والتابعين في ذلك:
1 -
في قول الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} (1).
يرى جمهور المفسرين أن الجهرة في الآية متعلق برؤية الله تعالى، وأنهم طلبوا من موسى أن يريهم الله عياناً علانية.
وجاء عن ابن عباس في رواية عنه إنكار هذا المعنى، وقال:«إنهم إذا رأوه فقد رأوه، إنما قالوا جهرة: {أَرِنَا اللَّهَ}، قال: هو مقدم ومؤخر» (2).
قال ابن جرير: «وكان ابن عباس يتأول ذلك أن سؤالهم موسى كان جهرة» (3).
وابن عباس في هذه الرواية يرى أن قولهم: {أَرِنَا اللَّهَ} كاف في طلب
(1) سورة النساء من الآية (153).
(2)
جامع البيان (7/ 642)، والدر المنثور (2/ 238) وعزاه لابن المنذر.
(3)
جامع البيان (7/ 642).
الرؤية، فليس ثمة فائدة من قولهم: جهرة بمعنى عياناً.
وعن ابن عباس رواية أخرى أن معنى جهرة علانية (1)، وهذا رأي جماهير المفسرين، وهو الراجح في معنى الآية، وإنما طلب بنو إسرائيل من موسى عليهم السلام أن يريهم الله جهرة لتأكيد الرؤية، ولئلا يتوهم متوهم أنها مجرد لمحة، أو أن المراد بالرؤية العلم أو التخيل على نحو ما يراه النائم (2).
2 -
يرى الحسن البصري أن الشجرة المضروب بها المثل ليست حقيقية، ويقول:«لو كانت في الأرض هذه الزيتونة كانت شرقية أو غربية، ولكن والله ما هي في الأرض، وإنما هو مثل ضربه الله لنوره» .
وفي رواية عنه قال: «هذا مثل ضربه الله، ولو كانت هذه الشجرة في الدنيا لكانت إما شرقية وإما غربية» (4).
(1) جامع البيان (1/ 688).
(2)
التفسير الكبير (1/ 519)، وانظر التحرير والتنوير (1/ 490).
(3)
سورة النور من الآية (35).
(4)
جامع البيان (17/ 312 - 313)، وتفسير ابن أبي حاتم (8/ 2602)، والدر المنثور (5/ 50).
والقول الذي عليه الجماهير من المفسرين - وهو الصحيح - أن المثل حقيقي، وحقيقة وصف الشجرة بهذه الصفة أنها متوسطة؛ فليست خالصة للشرق فتسمى شرقية ولا للغرب فتسمى غربية، والمراد بروزها وانكشافها لتصيبها الشمس طول النهار، والشجرة التي بهذه الصفة أجود ثمراً، فيكون زيتها أجود وأصفى (1).
(1) المحرر الوجيز (11/ 308)، والتحرير والتنوير (18/ 193).