الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن شواهد ترجيح القراءة الشاذة على المتواترة:
1 -
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يقرأ: (أَنَا آتِيْكُم بِتَأْوِيْلِه)، فقيل له:«{أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} (1) فقال: أهو كان ينبئهم؟ » (2).
وجاء عن الحسن أنه قرأها كذلك (3)، فقيل له:«يا أبا سعيد: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ}، فقال: أهو كان ينبئهم» (4).
والمعنى على قراءة الجمهور أن الرجل يخبرهم بتأويل الرؤيا بتلقيه عمن لديه علمه لا من تلقاء نفسه، ولذا لم يقل أفتيكم في ذلك، ويدل على صحة هذا التوجيه قوله تعالى بعد ذلك:{فَأَرْسِلُونِ} ، أي: أرسلون إلى من عنده علمه (5).
2 -
وفي قوله تعالى: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} (6) روى عمرو بن دينار عن ابن
(1) سورة يوسف من الآية (45).
(2)
الدر المنثور (4/ 22).
(3)
وقرأ بها أيضاً يحيى بن يعمر، انظر: شواذ القرآن لابن خالويه (ص 68)، وشواذ القراءات للكرماني (ص 248)، والبحر المحيط (5/ 315)، وإتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربع عشر (2/ 148).
(4)
تفسير ابن أبي حاتم (7/ 2152).
(5)
روح المعاني (6/ 443).
(6)
سورة الأعراف من الآية (127).
عباس «أنه قرأ: (وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ) (1)، قال: عبادتك، وقال: إنه كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُد» (2).
وسمع الضحاك رجلاً يقول: {وَآلِهَتَكَ} فقال: «إنما هي (وَإِلَاهَتَكَ) أي: عبادتك؛ ألا ترى أنه قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}» (3).
وحجة ابن عباس والضحاك أن فرعون كان يدعي الربوبية فكيف يعبد غيره؟ ! .
وأما على قراءة الجمهور، فإن فرعون كان للناس في زمنه آلهة من بقر وأصنام وغيرها، وكان فرعون شرع لهم ذلك، وجعل نفسه الإله الأعلى بقوله:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (4).
وجاء عن بعض السلف أنه كان يعبد الأصنام، فعن الحسن قال: «كان
(1) وهي من الشواذ قرأ بها أيضاً علي وابن مسعود وابن محيصن والحسن، انظر: شواذ القرآن لابن خالويه (ص 50)، وشواذ القراءات للكرماني (ص 192)، وإتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربع عشر (2/ 60).
(2)
جامع البيان (10/ 368)، وتفسير ابن أبي حاتم (5/ 1538)، والدر المنثور (3/ 107).
(3)
سورة النازعات من الآية (24)، والأثر في جامع البيان (10/ 369)، وعزاه في الدر المنثور (3/ 107) أيضاً إلى عبد بن حميد.
(4)
المحرر الوجيز (7/ 137).