الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثاً
نقد تفاسير أهل البدع
كان الناس على جانب كبير من الاجتماع والألفة في خلافة أبي بكر وعمر وصدراً من خلافة عثمان رضي الله عنهم، وبعد مضي فترة من خلافة عثمان بدأت بوادر الفرقة والاختلاف بالظهور عندما نازع بعض الناس عثمان رضي الله عنه، ونقموا عليه أموراً أدت إلى قتله فيما بعد، وكان هؤلاء بذرة الخوارج والتي تعد أول البدع ظهوراً (1)، ثم توالى ظهور البدع بعد ذلك كبدعة التشيع والقول بالقدر، وهذه البدع الثلاث أهم البدع التي انتقد الصحابة والتابعون تأويلاتها للقرآن، وجاء عنهم بقلة نقد المرجئة.
وقد سلك الصحابة والتابعون في نقد تفاسير المبتدعة اتجاهين:
الاتجاه الأول: نقد منهج المبتدعة في التعامل مع الآيات القرآنية، وطريقة فهمها وتفسيرها، مثل: انتقاد اتباعهم المتشابه وتأويله، وجدالهم في القرآن.
الاتجاه الثاني: نقد تأويلاتهم للآيات القرآنية.
وثمة أسباب أدت إلى انحراف كثير من الناس ووقوعهم في البدع المنكرة، وأهمها سببان:
السبب الأول: اتباع الهوى وسوء القصد، فهذان الأمران أساس كل بلية،
(1) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/ 279، 349، 13/ 32)، وكتاب الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام د. ناصر العقل (ص 31).
ومبدأ كل فتنة، ومقدمة كل انحراف، وإذا كان للمرء غرض في موافقة القرآن لضلالته التي يدعو إليها، فلن يألو جهداً في البحث عما يعضدها من آيات الكتاب، وقد جاء التحذير من اتباع الهوى في تأويل القرآن، فعن عمر رضي الله عنه قال:«إن هذا القرآن كلام الله عز وجل، فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم» (1).
(1) الزهد للإمام أحمد (ص 35)، والسنة لعبد الله بن أحمد (1/ 136، 144)، وهو في الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 378) مختصراً.
(2)
هم من غلاة المعطلة؛ أتباع الجهم بن صفوان الذي ظهر بترمذ في آخر زمن الأمويين، ومذهبهم قائم على التعطيل ونفي الأسماء والصفات، وأن الإنسان مجبور على أفعاله، وأن الجنة والنار تفنيان، وعندهم أن الإيمان المعرفة بالقلب فقط.
انظر: مقالات الإسلاميين (ص 132، 279)، والملل والنحل للشهرستاني (1/ 86).
(3)
سورة الشورى من الآية (14).
(4)
مجموع الفتاوى (17/ 445 - 446)، وانظر (13/ 31) من الكتاب نفسه.