الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وقال سعيد بن المسيب: «لا تغرنكم هذه الآية: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} (1) إنما عُني بها الإماء، ولم يُعن بها العبيد» (2).
والقول بأن الآية تشمل العبيد والإماء مروي عن بعض الصحابة والتابعين، فيجوز للمرأة أن تكشف لرقيقها، وهو قول أكثر العلماء (3).
ثاني عشر: الضحك
.
قد يكون نقداً، فعن أبي الشعثاء قال: «قعدت إلى ابن مسعود وحذيفة، فقال حذيفة: ذهب النفاق فلا نفاق، وإنما هو الكفر بعد الإيمان، فقال عبد الله: تعلم ما تقول؟ ، قال: فتلا هذه الآية: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ} حتى بلغ: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (4)، قال: فضحك عبد الله، قال شعبة: فلقيت أبا الشعثاء بعد ذلك
(1) سورة النور من الآية (31).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 269، 335)، وابن أبي حاتم في تفسيره (8/ 2577) مختصراً.
(3)
انظر: جامع البيان (17/ 266)، وتفسير ابن أبي حاتم (8/ 2577)، والمحرر الوجيز (11/ 297)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (6/ 50).
(4)
سورة النور الآيات (51 - 55).
بأيام، فقلت: من أي شيء ضحك عبد الله؟ ، قال: لا أدري، إن الرجل ربما ضحك من الشيء الذي يعجبه، وربما ضحك من الشيء الذي لا يعجبه، فمن أي شيء ضحك؟ لا أدري» (1).
وتقدم ضحك ابن عباس حين ذُكر له أن ابن عمر رضي الله عنهما تلا هذه الآية: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (2)، وقال:«والله لئن آخذنا الله بهذا لنهلكن! ، ثم بكى حتى سمع نشيجه، فضحك ابن عباس وقال: يرحم الله ابن عمر! أو ما يدري فيم أنزلت؟ وكيف أنزلت؟ » (3)، وهو هنا بمعنى النقد.
(1) جامع البيان (17/ 349)، وتفسير ابن أبي حاتم (8/ 2627).
(2)
سورة البقرة من الآية (284).
(3)
انظر (ص 629).