الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نقد الأقوال والمرويات في معاني الآيات من أوسع مجالات نقد التفسير وأرحبها، فلم يكن الصحابة والتابعون رضي الله عنهم يقبلون كل رأي في معنى الآية، ولا يعني ذلك أن ينتقدوا كل قول، فقد تكون بعض الأقوال ضعيفة لديهم ولا ينتقدونها؛ إما لأنها لم تبلغهم، أو أنهم يرونها من الخلاف اليسير المحتمل، ويحتمل أنهم انتقدوها لكن لم يبلغنا ذلك.
أولاً:
طريقة الصحابة والتابعين مع القول الواحد في تفسير الآية
عند نظر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم فيما قيل في تفسير الآية، فلا يخلو الأمر من أربع حالات:
الحالة الأولى: تصويب القول
.
ومن أمثلتها:
1 -
عن عمرو بن شرحبيل (1) قال: «قال ابن مسعود: يا عمرو ما {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (2)، أو ما تراها؟ ، قال عمرو: أراها البقر، قال عبد الله: وأنا أراها البقر» (3).
2 -
وعن ابن أبي نجيح (4)
في قول الله تعالى: {قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (5) قال: «سمعت عكرمة قال: قال الله: {وَمَنْ كَفَرَ} أيضاً فإني أرزقه من الدنيا حين استرزق إبراهيم لمن آمن، قال ابن أبي نجيح: سمعت هذا من عكرمة، ثم عرضته على مجاهد فلم ينكره» .
(1) هو أبو ميسرة الهمداني الوادعي الكوفي، روى عن عمر وعلي رضي الله عنهما، وروى عنه أبو وائل، وكان من العباد الزهاد، كثير الصلاة، وقد خرج له البخاري ومسلم، توفي في الطاعون سنة (63).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 71)، وسير أعلام النبلاء (4/ 135)، وتهذيب التهذيب (3/ 277).
(2)
سورة التكوير آية (16).
(3)
الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 72)، وجامع البيان (24/ 155).
(4)
هو عبد الله بن يسار الثقفي المكي، يكنى أبا يسار، سمع عطاء وطاوساً ومجاهداً، وروى عنه شعبة، من أشهر رواة تفسير مجاهد، أخذ أكثره عن القاسم بن أبي بزة، توفي سنة (131 أو 132).
انظر: التاريخ الكبير (3/ 1/233)، والثقات لابن حبان (7/ 5)، وطبقات المفسرين للداودي (1/ 258).
(5)
سورة البقرة من الآية (126).
وعنه قال في قول الله تعالى: {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} «ثم مصير الكافر إلى النار، قال ابن أبي نجيح: سمعته من عكرمة، فعرضته على مجاهد فلم ينكره» (1).
3 -
وعن مطرف (2) قال: «كنا عند الحكم (3)، فحدثه رجل من البصرة عن الحسن أنه كان يقول في الصابئين: إنهم كالمجوس، قال الحكم: ألم أخبركم بذلك؟ » (4).
(1) جامع البيان (2/ 502)، وتفسير ابن أبي حاتم (1/ 230 - 231) واللفظ له، وانظر (1/ 221) من المرجع الأخير.
(2)
هو مطرف بن طريف الحارثي أبو بكر الكوفي، روى عن الشعبي وحبيب بن أبي ثابت، وحديثه في الكتب الستة، توفي سنة (142 أو 141).
انظر: التاريخ الكبير (4/ 1/397)، وتهذيب التهذيب (4/ 90).
(3)
هو أبو عمر ويقال: أبو عبد الله الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي، من أبرز فقهاء الكوفة في وقته، روى عن أبي جحيفة وشريح القاضي وإبراهيم النخعي، توفي سنة (114 أو 115).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 231)، وتذكرة الحفاظ (1/ 117).
(4)
تفسير ابن أبي حاتم (1/ 128)، وانظر آثاراً أخرى في: جامع البيان (1/ 175، 18/ 387، 412، 494، 19/ 202، 24/ 682).