الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (1)، وقال مرة: إنها قوله تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (2).
وسيأتي انتقاد الصحابة والتابعين تأويلات لمخالفتها سياق الآيات.
ثانياً: الاستعانة بالسنة في فهم القرآن
.
من المهام التي كلف بها النبي صلى الله عليه وسلم بيان الوحي الذي أنزل عليه وتفسيره {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (3)، وليس أحد أتم إيضاحاً ولا أكمل بياناً من النبي صلى الله عليه وسلم، فسنته من أحسن ما يفسر به القرآن، لأن ما يأتي به وحي من الله تعالى، وقد أدرك الصحابة والتابعون هذه الحقيقة، فاعتنوا بالسنة النبوية في بيان القرآن، وأكدوا على أهميتها، وعدوها من أهم المصادر التفسيرية، ومن أقوالهم في ذلك:
1 -
أتى رجل عمران بن حصين رضي الله عنه (4)،
فسأله عن شيء، فحدثه، فقال
(1) سورة الأنعام من الآية (82).
(2)
سورة الأنعام من الآية (81)، والأثران عنه في جامع البيان (9/ 379)، وللمزيد من الأمثلة انظر: جامع البيان (5/ 297، 21/ 397، 432)، وفتح الباري لابن حجر (13/ 111).
(3)
سورة النحل من الآية (44).
(4)
هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، يكنى أبا نجيد، من فقهاء الصحابة، أسلم عام خيبر، وحمل راية خزاعة يوم فتح مكة، ثم تحول إلى البصرة إلى أن مات بها عام (52 أو 53).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 4)، والإصابة (7/ 155).
وفي رواية أن عمران قال للرجل: «القرآن والله نعم، أرأيت لو رفعنا إليه، وقد وجدت في القرآن: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، ثم لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف سن لنا؛ كيف نركع، كيف كنا نسجد، كيف كنا نعطي زكاة أموالنا؟ ! ، فأفحم الرجل» (2).
2 -
وقال رجل لمطرف بن عبد الله بن الشخير (3): «لا تحدثونا إلا بالقرآن،
(1) الشريعة للآجري (ص 56)، والإبانة لابن بطة "كتاب الإيمان"(1/ 236)، وجامع بيان العلم وفضله (2/ 191)، والفقيه والمتفقه (1/ 237)، والكفاية للخطيب البغدادي (ص 48).
(2)
الفقيه والمتفقه (1/ 237).
(3)
هو أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري البصري، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عثمان وعلي، وعنه الحسن، كان من عباد أهل البصرة، وحديثه في الكتب الستة، توفي سنة (95).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 103)، وتهذيب التهذيب (4/ 90).
فقال مطرف: والله ما نريد بالقرآن بدلاً، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا» (1).
3 -
وعن مكحول (2)
قال: «القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن» (3).
4 -
وعن حسان بن عطية (4)، قال:«كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخبره جبريل عليه السلام بالسنة التي تفسر ذلك» (5).
5 -
وقال يحيى بن أبي كثير (6): «السنة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب
(1) العلم لأبي خيثمة (ص 42)، وجامع بيان العلم وفضله (2/ 191) واللفظ له.
(2)
هو أبو عبد الله، ويقال: أبو أيوب الشامي، فقيه أهل الشام، أصله من فارس، أرسل عن عدد من الصحابة، وسمع أنساً وواثلة، وهو معلم الأوزاعي، وعداده في أوساط التابعين، توفي سنة (112).
انظر: التاريخ الكبير (4/ 2/21)، ووفيات الأعيان (5/ 280)، وسير أعلام النبلاء (5/ 155).
(3)
السنة للمروزي (ص 33)، وجامع بيان العلم وفضله (2/ 191)، والكفاية (ص 47).
(4)
هو أبو بكر حسان بن عطية المحاربي الدمشقي، روى عن أبي أمامة وابن المسيب، وعنه الأوزاعي، وثقه أحمد وابن معين، وحديثه في الكتب الستة، عاش إلى حدود ثلاثين ومائة.
انظر: التاريخ الكبير (2/ 1/33)، وسير أعلام النبلاء (5/ 466).
(5)
سنن الدارمي (1/ 152)، والسنة للمروزي (ص 33)، والإبانة لابن بطة "الإيمان"(1/ 255)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 83)، وجامع بيان العلم وفضله (2/ 191) واللفظ له، والكفاية (ص 47)، والفقيه والمتفقه (1/ 266 - 267).
(6)
هو أبو نصر يحيى بن أبي كثير الطائي اليمامي، رأى أنساً، وحدث عنه أيوب والأوزاعي، فضله بعض العلماء في الرواية على الزهري، توفي سنة (129).
انظر: تذكرة الحفاظ (1/ 128)، وتهذيب التهذيب (4/ 383).