الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (1): «طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته» (2).
ثانياً: التثبت من المعنى الصحيح للآية
.
والتثبت من الأقوال والمرويات منهج عام سار عليه الصحابة والتابعون رضي الله عنهم سواء فيما يتعلق بالحديث أم بالتفسير، فلم يكونوا يقبلون التفسير من كل أحد حتى يتثبتوا منه، إما بالتثبت من نقل المفسر، ومن أين أتى بمعنى الآية؟ ، ومن شواهده:
(1) سورة النساء آية (100).
(2)
الاستيعاب لابن عبد البر (5/ 203) بحاشية الإصابة، وسمّى الرجل ضمرة بن العيص، وانظر: التعريف والإعلام للسهيلي (ص 51)، والجامع لأحكام القرآن (1/ 22)، والبرهان للزركشي (1/ 244)، وذكر ابن حجر في الإصابة (5/ 197)، والسيوطي في مفحمات الأقران (ص 12) أن ابن منده أخرجه في معرفة الصحابة من رواية عكرمة عن ابن عباس، وليس فيه أنه مكث أربع عشرة سنة، وأن اسمه ضمرة بن أبي العيص.
1 -
عن أبي إسحاق (1) قال: «سألت أبا جحيفة (2) عن {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} (3)، فقال: يوم عرفة، فقلت: أمن عندك، أو من أصحاب محمد؟ ، قال: كل ذلك» (4).
2 -
وعن إبراهيم النخعي في قول الله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (5)، قال:«هذه السورة مكية، نسختها العشر ونصف العشر، فقيل له: عمن؟ ، قال: عن العلماء» (6).
(1) هو عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي، ولد في آخر خلافة عثمان، وسمع جمعاً من الصحابة، وكان يشبه الزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال، توفي سنة (107 أو 108) عن (96) سنة.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 219)، والثقات لابن حبان (5/ 177)، وتهذيب التهذيب (3/ 284).
(2)
هو وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة السوائي من صغار الصحابة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر عمره، وحفظ عنه، ثم صحب علياً بعده، وولاه شرطة الكوفة لما ولى الخلافة، توفي سنة (64).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 42)، والاستيعاب (11/ 41) بذيل الإصابة، والإصابة (10/ 321).
(3)
سورة التوبة من الآية (3).
(4)
جامع البيان (11/ 322).
(5)
سورة الأنعام من الآية (141).
(6)
جامع البيان (9/ 610)، وللمزيد من الشواهد انظر: تفسير عبد الرزاق (2/ 172)، والدر المنثور (2/ 174).
وإما بالتثبت من صحة التفسير بسؤال علماء التفسير عنه، ولهذا أمثلة كثيرة ستأتي في ثنايا البحث، ومما يذكر هنا:
1 -
عن إبراهيم عن علقمة (1) في قول الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (2) قال: «هو في قراءة عبد الله: (وَأَتِمُوا الحَجَّ وَالْعُمْرَةَ إِلَى الْبَيْتِ)، قال: لا تجاوزوا بالعمرة البيت، قال إبراهيم: فذكرت ذلك لسعيد بن جبير، فقال: كذلك قال ابن عباس» (3).
2 -
وعن إبراهيم، عن علقمة قال:«إذا أهل الرجل بالحج فأحصر، بعث بما استيسر من الهدي شاة، قال: فذكرت ذلك لسعيد بن جبير، فقال: كذلك قال ابن عباس» (4).
(1) هو أبو شبل علقمة بن قيس النخعي الكوفي، فقيه العراق، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع عمر وعثمان، وجود القرآن على ابن مسعود، روى عنه الشعبي وغيره، توفي سنة (62).
انظر: التاريخ الكبير (4/ 1/41)، وتذكرة الحفاظ (1/ 48).
(2)
سورة البقرة من الآية (196).
(3)
جامع البيان (3/ 328)، وهو مختصر في فضائل القرآن لأبي عبيد (107)، وتفسير ابن أبي حاتم (1/ 334).
(4)
سنن سعيد بن منصور (2/ 712)، وجامع البيان (3/ 351)، وتفسير ابن أبي حاتم (1/ 335).