الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فدل الحديث على» أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة ، لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلالة قدره وقدر من رآه من المسلمين «(1).
وأما ما ذكره أصحاب الرأي الثاني من اشتراط طول الصحبة فله تأثير في الفضل ، فإن الصحابة متفاوتون في الفضيلة بحسب قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، وملازمتهم له ، وتقدم إسلامهم ونحو ذلك.
وقد اتفق العلماء على أن من ثبتت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبتت عدالته وثقته ، وليس بحاجة إلى تعديل أحد (2).
3 - تعريف التابعي:
الاختلاف في تعريف التابعي قريب من الاختلاف في تعريف الصحابي ،
(1) الباعث الحثيث (ص 153).
(2)
انظر: الكفاية (ص 96) ، والمستصفى للغزالي (1/ 164) ، ومقدمة ابن الصلاح (ص 490) ، والإصابة لابن حجر (1/ 10).
فكما اُختلف في القدر الزمني الذي يصح به إطلاق اسم الصحابي على من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، اختلف في التابعي ، فذهب بعض من لم يشترط طول الصحبة في الصحابي إلى اشتراطها في التابعي ، فلم يكتف بمجرد رؤيته الصحابي ، والفرق بين الصحابي والتابعي شرف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وعظمها، ولأن الاجتماع به يؤثر في النور القلبي أضعاف ما يؤثره الاجتماع الطويل بالصحابي وغيره من الأخيار (1).
ومذهب جمهور العلماء عدم اشتراط طول صحبة التابعي للصحابي ، وإنما مجرد لقائه به كاف في إطلاق اسم التابعي عليه (2).
وهذا الرأي هو الراجح وعليه عمل أئمة المحدثين كالإمام مسلم ، وأبي حاتم بن حبان (3)
، وأبي عبد الله الحاكم (4) وغيرهم، فإنهم ذكروا في طبقات التابعين
(1) انظر: الكفاية (ص 59) ، ومقدمة ابن الصلاح (ص 506) ، والباعث الحثيث (ص 162) ، وتدريب الراوي (2/ 699 - 700).
(2)
انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص 506) ، والتقييد والإيضاح للعراقي (ص 317) ، ونزهة النظر (ص 131) ، وفتح المغيث للسخاوي (4/ 147).
(3)
هو الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان البستي، روى عن النسائي وابن خزيمة، وتولى قضاء سمرقند، من مصنفاته: الصحيح المسمى بالأنواع والتقاسيم، وكتاب المجروحين، توفي عام (354).
انظر: تذكرة الحفاظ (3/ 920)، والبداية والنهاية (15/ 281)، ولسان الميزان (5/ 112).
(4)
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري، الإمام الحافظ، ولد عام (321)، رحل في طلب الحديث وهو ابن عشرين سنة، من مصنفاته: المستدرك، ومعرفة علوم الحديث، توفي عام (405).
انظر: تاريخ بغداد (5/ 473)، وتذكرة الحفاظ (3/ 1039).
من رأى صحابياً ولم يثبت سماعه منه كالأعمش (1)؛ فإنه رأى أنس بن مالك رضي الله عنه ولم يثبت سماعه منه (2).
والتابعون في صحبتهم للصحابة طبقات، وقد جعلهم ابن حجر (3) أربع طبقات:
الأولى: طبقة كبار التابعين، كسعيد بن المسيب (4).
(1) هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي الكوفي، أبو محمد، ولد عام (61)، من أئمة القراء والمحدثين، روى عن أبي وائل وابن جبير، وعنه الثوري وشعبة، توفي عام (148).
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (2/ 2/37)، وتاريخ بغداد (9/ 3)، ومعرفة القراء الكبار (1/ 94).
(2)
انظر التقييد والإيضاح (ص 318).
(3)
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المصري، ولد بمصر عام (773)، ونشأ بها يتيماً، ثم تولى القضاء بها، من مصنفاته: فتح الباري، والإصابة وغيرها، توفي عام (852).
انظر: الضوء اللامع للسخاوي (2/ 36)، وشذرات الذهب (7/ 270).
(4)
هو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، ولد في أول خلافة عمر، وسمع عثمان وعلياً، وكان رأس المدينة في وقته، وأحد فقهائها السبعة، توفي عام (93).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 88)، والتاريخ الكبير (2/ 1/510)، وسير أعلام النبلاء (4/ 217).
الثانية: الطبقة الوسطى منهم، كالحسن (1)
وابن سيرين (2).
الثالثة: طبقة تليها جل روايتها عن كبار التابعين، كالزهري (3)
…
وقتادة (4).
(1) هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، ولد بالمدينة في آخر خلافة عمر، وروى عن جابر وابن عباس وخلق من الصحابة، وروى عنه أيوب وثابت، وكان مفتي البصرة، توفي عام (110).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 1/114)، وسير أعلام النبلاء (4/ 563)، وطبقات المفسرين للداودي (1/ 150).
(2)
هو محمد بن سيرين البصري، أبو بكر مولى أنس بن مالك، سمع أبا هريرة وابن عباس وأنساً، وروى عنه قتادة وأيوب، وكان إماماً في الحديث وتعبير الرؤيا، توفي عام (110).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 1/140)، والتاريخ الكبير (1/ 1/90)، وتذكرة الحفاظ (1/ 77).
(3)
هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري المدني الإمام الحافظ، ولد عام (50)، روى عن ابن عمر وأنس ولزم ابن المسيب ثماني سنين، وروى عنه مالك والأوزاعي، توفي عام (124).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 135)، والتاريخ الكبير (1/ 1/220)، وتذكرة الحفاظ (1/ 108).
(4)
هو أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي البصري ، ولد أكمه عام (60)، وروى عن أنس، كان إماماً في التفسير والحديث، مضرب المثل في قوة الحفظ، توفي في الطاعون بواسط عام (117) وقيل (118).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 2/1)، والتاريخ الكبير (4/ 1/185)، وطبقات المفسرين للداودي (2/ 47).