الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للصِّبْيانِ بخَيْبَرَ (25)، وأَسْهَمَ أئِمَّةُ المسلمين لكلِّ (26) مولودٍ وُلِدَ فى أرضِ الحَرْبِ. ورَوَى الْجُوزَجانِىُّ، بإسْنادِه عن الوَضِينِ بن عَطاء، قال: حَدَّثَتْنِى جَدَّتِى، قالتْ: كُنْتُ مع حَبِيبِ بن مَسْلمةَ، وكان يُسْهِمُ لأُمَّهاتِ الأولادِ، لما فى بُطونِهِنَّ. ولَنا، ما رُوِى عن سعيد بن المُسَيَّبِ، قال: كان الصِّبْيانُ والعبيدُ يُحْذَوْنَ من الغنيمةِ إذا حَضَرُوا الغَزْوَ، فى صَدْرِ هذه الأُمَّةِ. وروَى الْجُوزَجَانِىُّ، بإسْنادِه، أنَّ تَمِيمَ بن [فِرَعٍ المَهْرِىَّ](27)، كان فى الجيشِ الذين فتحُوا الإِسْكَنْدريَّةَ، فى المرَّةِ الآخِرَةِ، قال (28): فلم يَقْسِمْ لى عمرُو من الفَىْءِ شيئًا، وقال: غلامٌ لم يَحْتَلِمْ. حتَّى كاد يكونُ بين قومِى وَبيْنَ أُناسٍ من قريشٍ فى ذلك ثائِرةٌ، فقال بعضُ القومِ: فيكم أُناسٌ (29) من أصحابِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاسْأَلُوهم. فسأَلُوا أبا نَضْرةَ الغِفارِىَّ، وعُقْبَةَ بن عامرٍ، فقالا: انْظُرُوا، فإنْ كان قد أَشْعَرَ، فاقْسِمُوا (30) له، فنَظَرَ إلىَّ بعضُ القَوْمِ، فإذا أَنَّا قَد أَنْبَتُّ، فقَسَمَ لى. قال الْجُوزَجَانِىُّ: هذا من مَشاهيرِ حديثِ مصرَ وجَيِّدِه. ولأنَّه ليسَ من أهلِ القتالِ، فلم يُسْهَمْ له، كالعَبْدِ، ولم يَثْبُتْ أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قسَم لصَبِىٍّ، بل كان لا يُجِيزُهم فى القتالِ، فإنَّ ابنَ عمرَ قال: عُرِضْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ أربعَ عشرةَ سَنَةً (31)، فلم يُجِزْنِى فى القتالِ، وعُرِضْتُ عليه وأنا ابنُ خمسَ عشرةَ، فأجازنِى (32). وما ذكروه يَحْتَمِلُ أنَّ الرَّاوِىَ سَمَّى الرَّضْخَ سَهْمًا، بدليلِ ما ذكرْناه.
فصل:
فإن انفرَدَ بالغنيمةِ مَنْ لا يُسْهَمُ له، مثل عَبِيدٍ دخلُوا دارَ الحرْبِ فغَنِمُوا، أو صِبْيانٍ، أو عَبيدٍ وصِبْيانٍ، أُخِذَ خُمْسُه، وما بَقِىَ لهم. ويَحْتَمِلُ أنْ يُقْسَمَ بينهم؛
(25) انظر ما تقدَّم من حديث سهلة.
(26)
فى الأصل، أ:"كل".
(27)
في النسخ: "قرع المهدى". والتصويب من حاشية المشتبه 508.
وذكر ابن عبد الحكم قصته، وقال: إنَّه شهد فتح الإسكندرية فى المرة الثانية. فتوح مصر 178.
(28)
سقط من: الأصل، أ.
(29)
فى أ: "النَّاس".
(30)
فى أ: "فأسهموا".
(31)
سقط من: الأصل، أ، ب.
(32)
تقدَّم تخريحه فى: 6/ 599.